سـدني
وردتْ كـلمة أخ بمواقـف عـديـدة في أعـظم وثيقة دينية تأريخـية وهي العـهـد القـديم والعـهـد الجـديـد من الكـتاب المقـدس دون أنْ يحـصر معـناها بـايولوجـياً وإنما أعـطاها بُـعـداً إنسانياً بكـل صِدق وعـفـوية تمتـد إلى جـموع البشرية . إنَّ ــ الأخـُـوَّة ــ تحـوي مشاعـرَ هائجة لا تحـدُّها حـدود إلاّ عـنـد صاحـب الفـكـر المحـدود ، وشمعة تـنيـر القـلوب لا تـطـفـئها فـيضانات إلاّ عـنـد مَن إنهارت عـنـده السـدود ، إنها خـلجات في الصدر تـتـلـوَّع حـباً وحـرارة لا تحجـبها حـواجـزٌ إلاّ عـنـد مَن لا يحـتـرم العـهـود فـتـؤول إلى الركـود .
ما أسهـل الـتعامل مع أبناء الـبشر ولكـن ما أصعـبه مع مَن لا يعـرف قـيمة بَشَـريته ، ما أسهـل مجالسة الشخـص الرزن والإنسانية تـنـضح منه وما أصعـبها مع صَنج أصم لا يسمع إذا طـرقـته ، ما أسهـل الـتـفاهم مع مَن يحـب لغـيره ما يحـبه لـنـفـسه وما أصعـبه مع الـذي يحـب فـقـط ذاته ، ما أسهـل بناء علاقات الـود والطـيـبة مع الـواعي والـدارك والـقارىء والباحـث والـنزيه والخـلوق والعادل والمؤدب والمثـقـف الملـتـزم بمعاني الأخـُـوّة الصادقة ومع الـذي يعـرف حـدّه ويقـف عـنـده ومع مَن يُـقـيِّـم ذاته بـذاته ... وما أصعـب بناء عـلاقة صغـيرة مع مَن يجـهل معاني تلك الكـلمات .
إنَّ الأخـوّة زرعٌ ، نعـم هي زرعٌ يـبـدأ بـبـذرة لينـتهي بـبستان دائم الخـضرة يعـطي ثماراً وجَـمالاً وليس فأساً يقـطع الأشجار للـنار حـطـباً ، إنه أساس وحجـر لـبناءٍ ينـشـد حـباً لإنسان أغـر ، تملؤه لهـفة شـدتها تـتـوق الوصول إلى القـمر ، وليس كـبائعة اللبن التي هـدرتْ حـليـبها بهَـزة من الخـصر .... ولكـن ما عـلينا الآن سـوى أنْ نطـلب من الله غـفـراناً لمَن وعـيه إحـتـضر .
إن مصارحـتـنا لـبعـض الأصدقاء بأنـنا عـلى خلاف معـهم في كـلـدانيتهم الزائغة عـن كـلـدانيتـنا ، مؤمنين أن الإخـتلاف في الرأي لا يُـفـسِـد الـود الـذي يجـمعـنا ! مستخـدمين معـهم لغة الكـياسة واللباقة الأدبـية المعـروفة وملـتـزمين بمقـومات الإحـتـرام المطـلوب تجاههم ، مستـنـدين في إخـتلافـنا معـهم إلى مستمسكات وأدلة موثـقة في وسائل الإعلام بالصورة والكـلـمة ، آملين من جـهـتـنا الإحـتـفاظ بهـذه الأخـُـوّة وتعـزيزها ، دون أنْ يجيء إلى بالـنا التخـلي عـنها ونكـرانها تحـت أي مسوّغ وعـذر ، فـتـلك إحـدى أسس ومقـومات الإيمان الـتي أوصتْ بها الـقـيم السماوية ناهـيك عـن القـيم التربـوية التي نشأنا عـليها ، إلاّ أنـنا نـتـفاجأ ونــُـصدَم بالغـير حـين يتـنـكـر ويتخـلى عـن تلك الأخـُـوّة بكـل سهـولة ويُـسر وبسرعة فائقة وأمام الجـمع وبـدون خجـل وكأنه يرفع أمامهم عـلامة االـنـصـر . وأذكــِّـر مَن يحـتـرم الأخـُـوّة بجـملة وردتْ في مقالٍ سابق لي بعـنـوان " هـمسة أكـثر صدقاً في ضمائر الـكـُـتــّاب والـنشـطاء الـكـلـدان " مفادها :
(( الأخـُـوَّة مواقـف محـبة وتـضحـية وإحـتـرام متـواصل وليست بضاعة منـتهـية المفـعـولية ، الإخـوة مشاعـر لا يستحـقـها ناكِـر الجـميل ومهَـرِّج الإنجازات الوهـمية ، وإذا يتغاضى عـنها فإنه ينـضح من أخلاقه الكامنة المخـفـية ، ولكـن لا تخـف ! فالله يغـفـر زلات كـل أبناء الـبشرية ))
ورغـم إستـرخاص أولـئك الـبعـض لمشاعـر الإخـُـوَّة ومفاهـيمها فـنحـن ثابتـون عـنـد قـيمنا وإلـتـزامنا الإيماني بأنها نعـمة لا تباع ولا تـشترى ولا يفـرّط بها مهـما إتسع حجم الخلافات مؤكـدين تمسكـنا بنهـجـنا تجاه مَن إخـتـلفـنا معهم سواءاً في الأمور القـومية أو غـيرها ، متمنين لهم نعـمة المحـبة التي هي أساس الإخـُـوّة وجـوهـرها الروحي ، ومَن يـبتعـد عـنها فـقـد أضل نـفـسه في حـب ذاته ، وليس لـنا إلاّ أنْ نـنهيَ مقالـنا بوصية الرب : ماذا ينـتـفع الإنسان لو ربح العالم كـله وخـسر نـفـسه ؟
وردتْ كـلمة أخ بمواقـف عـديـدة في أعـظم وثيقة دينية تأريخـية وهي العـهـد القـديم والعـهـد الجـديـد من الكـتاب المقـدس دون أنْ يحـصر معـناها بـايولوجـياً وإنما أعـطاها بُـعـداً إنسانياً بكـل صِدق وعـفـوية تمتـد إلى جـموع البشرية . إنَّ ــ الأخـُـوَّة ــ تحـوي مشاعـرَ هائجة لا تحـدُّها حـدود إلاّ عـنـد صاحـب الفـكـر المحـدود ، وشمعة تـنيـر القـلوب لا تـطـفـئها فـيضانات إلاّ عـنـد مَن إنهارت عـنـده السـدود ، إنها خـلجات في الصدر تـتـلـوَّع حـباً وحـرارة لا تحجـبها حـواجـزٌ إلاّ عـنـد مَن لا يحـتـرم العـهـود فـتـؤول إلى الركـود .
ما أسهـل الـتعامل مع أبناء الـبشر ولكـن ما أصعـبه مع مَن لا يعـرف قـيمة بَشَـريته ، ما أسهـل مجالسة الشخـص الرزن والإنسانية تـنـضح منه وما أصعـبها مع صَنج أصم لا يسمع إذا طـرقـته ، ما أسهـل الـتـفاهم مع مَن يحـب لغـيره ما يحـبه لـنـفـسه وما أصعـبه مع الـذي يحـب فـقـط ذاته ، ما أسهـل بناء علاقات الـود والطـيـبة مع الـواعي والـدارك والـقارىء والباحـث والـنزيه والخـلوق والعادل والمؤدب والمثـقـف الملـتـزم بمعاني الأخـُـوّة الصادقة ومع الـذي يعـرف حـدّه ويقـف عـنـده ومع مَن يُـقـيِّـم ذاته بـذاته ... وما أصعـب بناء عـلاقة صغـيرة مع مَن يجـهل معاني تلك الكـلمات .
إنَّ الأخـوّة زرعٌ ، نعـم هي زرعٌ يـبـدأ بـبـذرة لينـتهي بـبستان دائم الخـضرة يعـطي ثماراً وجَـمالاً وليس فأساً يقـطع الأشجار للـنار حـطـباً ، إنه أساس وحجـر لـبناءٍ ينـشـد حـباً لإنسان أغـر ، تملؤه لهـفة شـدتها تـتـوق الوصول إلى القـمر ، وليس كـبائعة اللبن التي هـدرتْ حـليـبها بهَـزة من الخـصر .... ولكـن ما عـلينا الآن سـوى أنْ نطـلب من الله غـفـراناً لمَن وعـيه إحـتـضر .
إن مصارحـتـنا لـبعـض الأصدقاء بأنـنا عـلى خلاف معـهم في كـلـدانيتهم الزائغة عـن كـلـدانيتـنا ، مؤمنين أن الإخـتلاف في الرأي لا يُـفـسِـد الـود الـذي يجـمعـنا ! مستخـدمين معـهم لغة الكـياسة واللباقة الأدبـية المعـروفة وملـتـزمين بمقـومات الإحـتـرام المطـلوب تجاههم ، مستـنـدين في إخـتلافـنا معـهم إلى مستمسكات وأدلة موثـقة في وسائل الإعلام بالصورة والكـلـمة ، آملين من جـهـتـنا الإحـتـفاظ بهـذه الأخـُـوّة وتعـزيزها ، دون أنْ يجيء إلى بالـنا التخـلي عـنها ونكـرانها تحـت أي مسوّغ وعـذر ، فـتـلك إحـدى أسس ومقـومات الإيمان الـتي أوصتْ بها الـقـيم السماوية ناهـيك عـن القـيم التربـوية التي نشأنا عـليها ، إلاّ أنـنا نـتـفاجأ ونــُـصدَم بالغـير حـين يتـنـكـر ويتخـلى عـن تلك الأخـُـوّة بكـل سهـولة ويُـسر وبسرعة فائقة وأمام الجـمع وبـدون خجـل وكأنه يرفع أمامهم عـلامة االـنـصـر . وأذكــِّـر مَن يحـتـرم الأخـُـوّة بجـملة وردتْ في مقالٍ سابق لي بعـنـوان " هـمسة أكـثر صدقاً في ضمائر الـكـُـتــّاب والـنشـطاء الـكـلـدان " مفادها :
(( الأخـُـوَّة مواقـف محـبة وتـضحـية وإحـتـرام متـواصل وليست بضاعة منـتهـية المفـعـولية ، الإخـوة مشاعـر لا يستحـقـها ناكِـر الجـميل ومهَـرِّج الإنجازات الوهـمية ، وإذا يتغاضى عـنها فإنه ينـضح من أخلاقه الكامنة المخـفـية ، ولكـن لا تخـف ! فالله يغـفـر زلات كـل أبناء الـبشرية ))
ورغـم إستـرخاص أولـئك الـبعـض لمشاعـر الإخـُـوَّة ومفاهـيمها فـنحـن ثابتـون عـنـد قـيمنا وإلـتـزامنا الإيماني بأنها نعـمة لا تباع ولا تـشترى ولا يفـرّط بها مهـما إتسع حجم الخلافات مؤكـدين تمسكـنا بنهـجـنا تجاه مَن إخـتـلفـنا معهم سواءاً في الأمور القـومية أو غـيرها ، متمنين لهم نعـمة المحـبة التي هي أساس الإخـُـوّة وجـوهـرها الروحي ، ومَن يـبتعـد عـنها فـقـد أضل نـفـسه في حـب ذاته ، وليس لـنا إلاّ أنْ نـنهيَ مقالـنا بوصية الرب : ماذا ينـتـفع الإنسان لو ربح العالم كـله وخـسر نـفـسه ؟
0 comments:
إرسال تعليق