لن نسترد مصر.. إلا بالسلاح/ مجدي نجيب وهبة

** بالأمس .. ألقى "محمد مرسى العياط" الذى فقد شرعيته كرئيسا لمصر .. خطابا فى يوم المرأة العالمى ، وكان من المفترض أن يتناول حقوق المرأة ودورها البناء فى المجتمع .. ولكن فجأة وبدون أى مقدمات ، بدأ يتناول العمل السياسى ، والوضع الحالى فى البلاد .. وبدلا من تناوله للوضع الحقيقى والإنهيار الإقتصادى والأمنى ، وإشتعال الشارع المصرى ، وإنهيار السياحة ، وتهديد مصر بالإفلاس ، وهروب المستثمرين ، وإنهيار البورصة ، وسقوط دولة القانون ..
** بدا وكأنه حاكم لعزبة وليس لدولة .. فقد صال وجال مهددا خصومه السياسيين بالسجن والإعتقال ، ومهددا الإعلام الحر والصحافة بالعواقب الوخيمة .. فى الوقت الذى قام أتباعه وأبناء عشيرته بحصار مدينة الإنتاج الإعلامى ، ليمنعوا الإعلاميين وضيوف البرامج من دخول المدينة .. فى إيحاء من خطابه بالموافقة على هذه الفضيحة المتكررة ..
** يبدو أن الرئيس مرسى يتصور أنه عندما يلقى خطابا إستجابة لفكر الجماعة .. سيهرول الجميع إلى قصر الرئاسة حاملين صور مرسى ، مهللين ومكبرين له ، ولأبناء عشيرته ، ومعلنين التوبة .. وطالبين الصفح والغفران ..
** ويبدو أن هناك إصرار من الرئيس مرسى على إستخدام إصبعه وهو يهدد .. وقد كرر أكثر من مرة أنه رئيس لكل المصريين ، ردا على الإنتقادات العديدة التى وجهت لكل خطاباته التى كان يوجهها إلى جماعته وأبناء عشيرته .. وهنا يؤكد الرئيس فى خطابه الأخير أنه لن يترك مصر ولو على جثته .. وأن الشعب إذا أراد إستعادة الوطن ، فعليه أن يحمل السلاح لمواجهته هو وأبناء عشيرته ..
** نقول للرئيس الذى يظل يردد "إننى أول رئيس مدنى منتخب بعد ثورة حقيقية فى مصر" .. لقد سقطت شرعيتك بعد أن تمزقت مصر على أرصفة العجز ، ليقتسمها الإخوان والبلطجية ، وأصبح شعارنا "اللى يطول حاجة ياخدها" ..
** لقد سقطت شرعيتك بعد أن حولت مصر وشوارعها إلى غابة متوحشة .. يمشى فيها الإنسان بعد أن يكتب وصيته حيث لا يدرى من أين يأتيه الموت؟ ..
** لقد سقطت شرعيتك بعد أن أسقطت القضاء ، ولم تحترم الأحكام القضائية ، وتغولت على السلطة القضائية ، وحاصرت المحكمة الدستورية العليا ، ومنعت قضاتها من أداء عملهم ، وأصدرت إعلان دستورى مكبل ، ورسخت دولة الميليشيات ، وأسقطت دولة القانون ، وأسقطت هيبة الشرطة ، وسمحت للهلافيت وأنصاف الرجال من حماس وتنظيم القاعدة بتوجيه تهديداتهم للجيش المصرى ..
** لقد سقطت شرعيتك عندما تجاوزت كل الحدود والقيم والمبادئ والأحكام ، وأخرجت كل الإرهابيين والمعتقلين وتجار المخدرات من السجون والمعتقلات ، لينشروا الفوضى والخراب فى مصر ، وتحولت مصر إلى شعب يتقاتل وأصبح كل منا يأخذ حقه بذراعه ..
** لقد سقطت شرعيتك عندما تقوم فى ظل حكمك بتحويل اللصوص إلى دعاة ومبشرين بالشرف والأمانة .. وتحويل القوادين إلى حماة للفضيلة .. وأصبح المضللون هم المطالبين بالعدل .. إنها قمة المسخرة والمهزلة ، ونكتة مستهجنة أكثر عهرا من الجنس الفاضح ..
** لقد سقطت شرعيتك عندما إتخذت من القواد الأمريكى "باراك حسين أوباما" حليفا لك ، وجعلت خدك مداسا لأهداف الإرهاب الأمريكى ، لإسقاط وهدم مصر ، وجعلها فوضى أمام العالم .. بعد أن كانت الدولة القيادية فى الشرق الأوسط والعالم العربى ..
** لقد سقطت شرعيتك عندما تركت القتلة والإرهابيين يطمسون الحقائق ، وينشرون الأكاذيب ، ويضللون فى التاريخ ، ويتحدثون عن مصر ، ويزعمون إنها فوق الجميع ، ويتحدثون بإسم الشعب المصرى .. وفى الحقيقة هم لا يعلمون شئ عن مصر ، ولا ينتمون لهذا الوطن .. بل إنهم صادقون عندما عبر مرشد الإخوان السابق "مهدى عاكف" عن ذلك فى مقولته الشهيرة "طظ فى مصر" ..
** لقد سقطت شرعيتك عندما تحولت مصر إلى دولة ميليشيات ، يدمر كل شئ أمام أعيننا ، وإنقلب الهرم .. فالجمال صار قبحا ، والديمقراطية فجورا وتطاولا ، والحرية تسيبا وإنفلاتا ...
** لقد سقطت شرعيتك بعد أن سالت دماء المصريين فى كل شبر من أرجاء المحروسة ، وعلى أسوار قصر الإتحادية والمقطم .. وفى السويس ، والإسماعيلية ، وبورسعيد ، والمحلة ، وطنطا ، والأسكندرية .. بفضل توجهاتك للسفلة والمجرمين والإرهابيين من جماعتك وأبناء عشيرتك ..
** لقد سقطت شرعيتك عندما قتل جنود القوات المسلحة على الحدود ، على أيدى حماس وهى الذراع العسكرى للإخوان المسلمين ، ورغم مرور ما يقارب من عام وحتى الأن لم يفتح الملف للقبض على المحرضين والكشف عن الجناة .. فمحاولاتك المستمرة لطمس الحقائق كما حدث أمام أسوار الإتحادية لا تتوقف ..
** لقد سقطت شرعيتك عندما أبحت الحدود بإعطاء غطاء سياسى لكل التنظيمات الإرهابية لإستيطان سيناء ، ولولا يقظة الجيش المصرى الذى تحاول أن تدمره .. لإستبيحت الأرض المصرية والعرض والشرف .. وقد تم القبض على 25 من مجرمى حماس والقاعدة فى عمليات لتمشيط سيناء من البؤر الإجرامية ، وهم يحاولون التسلل من شمال سيناء إلى جنوبها للإنطلاق إلى محافظات الصعيد ، وبحوذتهم 50 قطعة سلاح متنوعة ، تشمل الألى ومدافع "أر بى جى" ، وذخيرة حية .. وللأسف لم توجه كلمة واحدة ، تحذر هذه العناصر من دخول الأراضى المصرية ، بل ما شاهدناه هو الإعتراض الرئاسى على هدم الأنفاق ، التى تهدد الأمن القومى المصرى ..
** لقد سقطت شرعيتك بعد أن ضبطت ألاف القطع من الملابس العسكرية ، والتى كان يتم تهريبها إلى كل من غزة وليبيا .. وزعم البعض أن هناك مخطط لإرتداء بعض الأفراد لهذا الزى العسكرى لعمل وقيعة بين الجيش والشعب .. وهذا غير صحيح إطلاقا .. فالهدف هو مؤامرة يتم الإعداد لها للإطاحة بكل قيادات القوات المسلحة ، والزعم بأن هناك بعض عناصر القوات المسلحة قامت بمحاولة الإنقلاب على الحكم .. وسوف تدعى بعض أفراد القوات المسلحة المنتميين لفكر الإخوان والموالين للسمع والطاعة للمرشد العام للإخوان ، بإذاعة هذا البيان ، وسوف يتم الدفع بميليشيات حماس والإخوان المسلمين ، والجهاديين ، والتكفيريين بعد إرتداءهم الملابس العسكرية بالنزول إلى الشارع المصرى لمحاصرته ... بعد إعلان محمد مرسى العياط عن تفعيل قانون الطوارئ ، وإعلان الأحكام العرفية .. وسوف يتم ضرب النار على كل من يخالف هذه التعليمات .. وسيمنع بعض الإعلاميين من الظهور فى القنوات ، وستغلق الصحف .. وهذا واضح جليا فى خطاب "محمد مرسى العياط" بالأمس ..
** هذه الخطة كشفنا عنها فى مقال سابق ، وحذرنا كل الشعب المصرى ، وحذرنا كل القيادات العسكرية من إتمام هذا السيناريو ، والذين يقرأوون خطاب محمد مرسى العياط جيدا ، يدركون أن هذه حقيقة وواقع بدأ تنفيذه ..
** فهل ينتبه الجيش لهذا المخطط .. أم نحن واهمون ، وسيظل الجيش صامتا ومغيبا .. حتى تتأكل كل قياداته العسكرية ، ويتحول إلى ميليشيات .. ليتحقق حلم القواد "باراك حسين أوباما" ، ويتحقق النصر لمسلمى أمريكا ، وهم يصفقون لهذا القواد ..
** وفى كل الأحوال .. فقد خرج الشعب المصرى وتوحد على هدف واحد ، وهو إنقاذ مصر حتى لو إضطررنا إلى حمل السلاح للدفاع عن مصر ..
** علينا أن نتذكر أن النظام الحاكم لا يملك رؤية لمن يختلف معه ، وهذه هى الحقيقة فهم يعتقدون أنهم الحق المطلق ، والأخرين يتكلمون عن هوى وضلال ، وإن نقى العقل قليل الدين .. هم يدعون لإقامة دولة الخلافة الإسلامية ، وقبل أن يقيموها يروعون العباد بالتكفير حتى إذا ما نجحوا فى إقامة دولتهم .. أسالوا الدماء أنهار على إختلاف فى تأويل نص أو رأى فقهى .. بل إنهم يكفرون بعضهم البعض قبل أن يملكوا أعناق العباد ..
** يستخدمون السيف بدل القلم .. يذبحون المخالف ، ولا يحاورونه .. لهم سجل ثمين وتاريخهم إسود .. وعلى سبيل المثال ، تم قتل العالم الجليل "صالح بن عبد القدوس" بتهمة الزندقة ، ولحق به الشاعر "بشار بن برد" بأمر الخليفة المهدى .. وكان للمهدى رؤية خاصة فى إضطهاد المكفرين وذبحهم .. فأشاء لهم حبسا عرف بحبس الزنادقة .. وأمر المعتصم فاتح عمورية بجلد النابغة "أحمد بن حنبل" وحبسه حتى غاب عقله ، ومات أبو يعقوب البويطى خليفة الإمام الشافعى فى حبسه ، وقتل إبن حيان السيتى العالم ، لأنه كان يقرأ فى العلوم الرياضية ...
** وفى الأندلس .. تأمر وسطاء الدين على إبن حزم ، وإبن رشد ، وخرقت مؤلفاتهم وأمر المنصور ملك الأندلس بنفى إبن رشد ، وأبى جعفر الذهبى ، وقتل بن حبيب لإشتغاله بالفلسفة ..
** وإمتد الإرهاب .. فتآمروا على الملك ، وعلى النحاس باشا ، وتأمروا على الخذزندار ، وتآمروا على الزعيم عبد الناصر فى حادث المنشية الشهير ، وقتلوا الشيخ الذهبى ، وقتلوا المفكر فرج فودة ، وفرقوا بين الدكتور "أبو زيد" ، وزوجته ، وإتهموه بالكفر ... وحدثت جرائم ومذابح عديدة فى الأقصر والأسكندرية وكل مدن الصعيد ، وقتلوا السادات فى حادث المنصة الشهير .. ومنذ توليهم الحكم .. أريقت الدماء ولم يقدم واحد إلى المحاكمة .. لأن هذا هو تاريخهم الإسود ..
** إنه القليل من الكثير لعلنا نتذكر ونفيق جميعا ، ونواجه هذه الكارثة ، ونواجه القواد أوباما ، الراعى الرسمى للإرهاب فى العالم .. حماك ِ الله يا أرض الكنانة وحمى شعبك من كل سوء !!!!!!.....
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: