(( الصورة مدرسة بنات في البصرة ، يخلطون التعليم بالطائفية واللطم ))
هل هذه بصرة الفراهيدي و سيبويه و المعتزلة و أخوان الصفا ، بصرة أبي العيناء و بشار بن برد و ظرفاء العرب ، بصرة الجاحظ و الحلاج والسندباد ، بصرة التلاقح الحضاري والإنساني ، بصرة الرقص والغناء والشعراء والنخيل والساحل المطل على الهند واليونان وفارس ، بصرة التفلسف والثورة .... بصرة اليوم مبتورة على وعي عذابي شقي مقتصر على مظلومية حفيد النبي .... البصرة التي فيها الشناشيل والكنائس والسنة والشيعة ، البصرة التي تحج إلى الكعبة و إلى ضريح الحسين ...... فيها قديسون و فيها قبر الزبير بن العوام و طلحة ... البصرة التي ألهمت القرامطة وثورة الزنج والزنادقة ألهمت أيضاً الإيمان والتقوى والحسن البصري العظيم ...، البصرة التي في كتب التاريخ يطلق عليها المؤرخون (( واسطة الأرض و عاصمة الدنيا )) ، البصرة عاصمة القرآن والشعر والفكاهة كيف تم اختصارها إلى هذا المشهد الكئيب .... أين الشيوعيون ؟؟ أين الظرفاء ؟؟ أين الرقص ؟؟ أين الموحدون ؟؟ أين المؤمنون ؟؟ أين ناقوس الكنيسة القديم ؟؟ كل هذا غير موجود ؟؟ أين عمال الموانيء الذين يتكلمون اللغات الأجنبية و يؤمنون بالماركسية ؟؟ أين الفتيات اللواتي قرأن ألبير كامو و سارتر و أحرقت بفتنتهن الأسواق ؟؟ أين العجائز الحكيمات المهاجرات قبل مئة عام من نجد إلى الزبير ولم يبق من نجد فيهنّ سوى رفعة الرأس و عمق الصحراء و عناد الليل ، أين الزنوج اللذين تفتح لأصواتهم أبواب السماء ، أين المآذن التي يحلق فوقها الحمام ، أين الفلاحات اللواتي يحط عليهن الحمام ، هذه الأشباح الكئيبة ليست بلادي .
كان على شاعرٍ بصريٍّ مثلي ، أن يصنع كما صنع أسلافهُ و ينشغل بإحصاء القبل ، والحمام ، والفتيات ... لكن لسببٍ غامضٍ أنا منذور لهذا الصوت الغامض الذي يُحصي الجثث . على أية حال البصريون لا يقصدون الشعر في قصيدة . إنهم يتكلمون بعفوية ، يقيمون شعريا على هذه الأرض . بعض كلامهم يصدف أن يكون شعراً . راجع الشعر البصري من بشار بن برد إلى أبي نؤاس إلى سعدي يوسف إنه مجرد كلام حيّ خالد ... يتدفق من إنسان حيّ .
البصريون ليسوا أهل بأس بل أهل حياة و متعة . أوتار العود تثمل برطوبة تاريخية والغناء مطرٌ و غيومٌ رعدٌ وبرق . هل حقاً تظنون البصريين يكتبون شعراً ؟؟ . الشعر مجرد لهجة من لهجاتنا .
البصرة أم القرى و أم الكتاب كيف انتهى الحال ببناتها هكذا يفترش الأرض في المدارس و يمارسن فيها هذه الطقوس الطائفية في مجتمع متنوع و متعدد الثقافات ؟؟ .
كان على شاعرٍ بصريٍّ مثلي ، أن يصنع كما صنع أسلافهُ و ينشغل بإحصاء القبل ، والحمام ، والفتيات ... لكن لسببٍ غامضٍ أنا منذور لهذا الصوت الغامض الذي يُحصي الجثث . على أية حال البصريون لا يقصدون الشعر في قصيدة . إنهم يتكلمون بعفوية ، يقيمون شعريا على هذه الأرض . بعض كلامهم يصدف أن يكون شعراً . راجع الشعر البصري من بشار بن برد إلى أبي نؤاس إلى سعدي يوسف إنه مجرد كلام حيّ خالد ... يتدفق من إنسان حيّ .
البصريون ليسوا أهل بأس بل أهل حياة و متعة . أوتار العود تثمل برطوبة تاريخية والغناء مطرٌ و غيومٌ رعدٌ وبرق . هل حقاً تظنون البصريين يكتبون شعراً ؟؟ . الشعر مجرد لهجة من لهجاتنا .
البصرة أم القرى و أم الكتاب كيف انتهى الحال ببناتها هكذا يفترش الأرض في المدارس و يمارسن فيها هذه الطقوس الطائفية في مجتمع متنوع و متعدد الثقافات ؟؟ .
0 comments:
إرسال تعليق