هل نمدح أم نذم ؟!...
ما أكثر ما نمدح في ذمنا ونذم في مدحنا !
فعندما نصف شخصاً ما : بـ " الكلب " ، هل نذمه أم نمدحه ؟..
فالكلب يتمتع بصفة الوفاء النادر لصاحبه .
وعندما تغازل فتاة بأنها : " قطة " ، هل تمدحها أم تذمها ؟ ..
فالقطة تمتاز بالغدر والخيانة .
وعندما تصف وجهها ، بأنه : كـ " وجه القمر " ، هل تكون قد أكملت مدحك لها أم أكملت ذمها ؟ ..
فالقمر ليس جميلاً في ذاته ، بل هو ، كما وصفه الفضائيون : قاتم وبارد وفراغه رهيب لا نهائي .
وعندما نظهر اعجابنا وتقديرنا نحو شخص ما ، يبهرنا بفطنته ، وذكاءه ، ورأيه السديد ، نقول له : " يا ابن الإيه " .. إلا أننا في الواقع نسبه أو نشتمه دون أن ندري ، ودون أن يدري ، فكلمه الإيه معناها في اللغة المصرية القديمة : " البقرة " !
فهل سنفكر فيما نود قوله ، أم ستبقى الكثير من كلماتنا كشيء وراثي نردده بدون طفرة ولو واحدة من التفكير ؟!
كعك المدارس .. وكعك العيد ..
لا أدرى لماذا تعودنا أن نطلق لفظة : " كحكة " .. على تلك العلامة الدائرية الملوّنة بالمداد الأحمر حول الدرجات الضعيفة جداً المعطاة في شهادة الطلاب الخائبين ؟!..
مع أن الدائرة ترمز الى اللا أمل والى الدوخة بعيد عنكم .
ألسنا نقول : هذا الشخص يلف حول نفسه ؟!
انني لم أجد علاقة بين الفاشلين في المدرسة وحلاوة وطعامة " كحكة " العيد اللهم الا الدائرة التي تكوّن الدبلة التي يحملها المتزوجون ، ويحمّلونها فشل حياتهم الزوجية !
تكرم .. لا تسلم !!
من عبارات الشكر والامتنان ، التي نوجهها لمن يسدي إلينا عملاً طيباً ، أن نقول له بفرح : "تسلم يدك" .. وتسلم لي " ... ولكن على ما يبدو لم تعد هذه الكلمات ، دعاء للشخص الذي نُقدّر تعب محبته ، بل دعاء عليه ، وقد ابتلينا في الأيام الأخيرة ، بحالات اختطاف بناتنا ، وأولادنا ، وأسلمتهم .. وكأن الشيطان ، يتلقف هذه الكلمات من أفواهنا ، ويستخدمها في النيل منا .. فياليتنا نستخدم بديلاً عنها ، مثل هذه الكلمات : "تكرم يدك" .. "تكرم عينك"... وبالمناسبة هي من التعبيرات الكتابية ، قبل أن تتداولها ألسنة اخوتنا في بلاد الشام !.
خـواجـة
يلذ للبعض أن يطلق على القبطي : "خواجة" ، ظناً منه أن معناها : "الغريب" ، وكأنه بذلك يسلب من القبطي وطنيته ، ولكن الحقيقة التي ولا بد وأن تذهله ، أن كلمة : "خواجة" ، اصلها فارسي ، ومعناها : "السيد" !...
عندما يأخذنا الله
لماذا يؤلمنا التعبير الدارج : "الله يخدك" ، ونعتبره دعاء علينا لا دعاء لنا .. مع أن الكتاب المقدس ، يقول : "سار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه" .. أخذه حياً ، بينما قال عن السابقين له وبعده : "ماتوا" ؟!..
فان كنا ندّعي حبنا لله ؛ فلماذا نرفض أن نكون في معيته .. نرفض أن يأخذنا .. مع أن هناك معاني أخرى للاخذ : يأخذنا من الضلال إلى الهداية ، ومن الظلام إلى النور ، ومن الموت إلى الحياة ؟!...
0 comments:
إرسال تعليق