استوعب أن أشاهد هجرات بشرية جماعية جراء حدوث كوارث ومجاعات طبيعية وان يفر شعب آخر جراء اقتتال وتناحر بسبب حرب أهلية لأنه لا يلام هارب من حتفه وان يترك شعب أرضه جراء احتلالها من عدو لا يؤمن السلامة للحياة الإنسانية أما أن يفر شعب خوفا وفزعا من حاكمه فهذه لم استوعبها بعد .
هذا كلام مجانين سذج لا يفهمون في ضروب السياسة وخفاياها شيئا . أما كلام العاقلين أصحاب العقول المحللة لوقائع السياسة ولديهم الرواية الصحيحة والموضوعية البعيدة عن الطائفية و الضغائن والتي تجعل العقل البليد يتحفز وينشط بالحيوية لصدق أخبار رواية الحكومة السورية فتقول أن ما نراه من (هجرات) الجموع البشرية السورية وسيرا على الأقدام إلى تركيا فهذا جزء معد من برنامج سياحي أعدته الحكومة السورية البشارية لشعبها حتى أنها كلفت الجيش بمرافقة الوفود السياحية لتوديعهم بالأهازيج الوطنية وإطلاق الرصاص الحي في الهواء تيمنا لهم بسفر مريح وضمانه وحماية لهم من وعثاء السفر بل هي إشارة واضحة لمن تسول له نفسه إلحاق أي أذى بهم . حتى أن وزارة السياحة ، من باب الاحتياط، جهزت الكرفانات الفخمة لنقلهم في رحلتهم على طائر اليمن والبركة ولم تطلب من أي سائح سوري ان يحمل معه أي متاع فكافة الخدمات متوفرة له في الحياة والممات وذلك تسهيلا للسائحين السوريين الذين ينوون زيارة أقاربهم في تركيا الذين رتبوا زياراتهم عبر النت للتواصل الاجتماعي كما أوضحت مشكورة رئيسة ا لتلفاز السوري السيدة ريم حداد للتلفزة والصحافة الأوروبية . وقد احتجت الصحف الأوربية على مثل هذا التصريح ليس لأنه لا يطابق الحقيقة بل إن الصحف الأوروبية طالبت وزارة السياحة السورية بزيادة مصاريف الجيب والنثرية للسائحين السوريين وذلك حتى تتأكد منظمة السياحة العالمية أن سوريا تلتزم بتطبيق أعلى مستويات الجود ة السياحية الشعبية . فما كان من وزير الإعلام السوري إلا إقالة مديرة التلفاز السوري على هذا الخطأ الشنيع الأكثر إزعاجا وغباء الذي الحق سوء السمعة في دولة الرفاهة السورية .
واستكمالا لتوفير المتعة اللامتناهية للسائحين السوريين فقد طلبت وزارة السياحة منهم أن يصطحبوا معهم أبناءهم الكبير والصغير والمقمط بالسرير وان يسيروا على الأقدام ليشعروا بنسيم البلاد فيعشقوها ويزاد استمتاعهم . وقد تكللت هذه البرامج السياحية السورية بالنجاح وذلك بفضل التخطيط السليم لفرق الشبيحة التي لاحقتهم بالخدمات على الطرقات فرأينا بأم أعيننا مشاهد لم تبثها قناة الجزيرة أو والعربية ، أي والله ، دموع الفرح والشكر تنساب من على الخدود والحدود ليس من المآقي فقط بل من عرق نشاط فروه الرأس دعاء وتهليلا للحكومة السورية .
ولم يفت الحكومة السورية اعتنائها بأملاك السائحين السوريين بان قامت بجني محاصيلهم خاصة القمح وتخزينه في صوامع الغلال لحين عودتهم وتسليمها لهم . أيضا تم ترسيه عقود العناية بالمواشي لشركة ألمانية التي قامت الشركة تدليلا وتغنجا بإسماع موسيقى للأبقار حتى تدر الحليب الكثير .
وقامت أنجلينا جولي سفيرة النوايا الحسنة في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون السائحين وبالتنسيق مع وزارة السياحة السورية بزيارة المنتجعات السياحية على طول خط الحدود مع تركيا للوقوف حقيقة على نوعية الخدمات الترفيهية التي تقدمها لهم الحكومة التركية . والسفيرة مفوضة من الحكومة السورية بتقديم كامل الدعم المالي والمعنوي في حالة وجود أي شكوى . وذكر الإعلام السوري الرسمي أن طائرة انجلينا كانت محملة بالعاب الأطفال المرسلة لهم من سوريا . وقد رفعت انجلينا تقريرها لامين عام الامم المتحدة السيد بان كي مون تقول فيه انها وجدت السائحين السوريين في حالة من الارتياح ويستمعون الى المطرب عبد الحليم خاصة اغنية "سواح" و " جبار" لكن فضل الكثير من منهم عدم الكشف عن شخصياتهم خوفا من ملاحقتهم من قبل شبيحة المافيا الايطالية وزعران دولة العدو الصهيوني .
ولم يقف الأمر عند هذا الحد من إرضاء الشعب السوري ، إذ بعيدا عن الهراء السياسي السخيف ، فقد أعلن الرئيس السوري عن استعداده للاستقالة إذا عبر الشعب السوري عن عدم رضاه عن أداء ومستوى الخدمات التي يقدمها رئيسه له . والحمد لله وفود المبايعين من الشعب السوري تهل على القصر الجمهوري يوميا مما أثلج صدر الرئيس وجعل نومه هانئا مريحا .
يا لصفاقة مؤامرات الإعلام الآخر الذي يحاول التشويش على مثل هذه البرامج الشعبية ! هل سمعتم أو شاهدتم اصدق من الإعلام السوري؟
0 comments:
إرسال تعليق