من نصدق في حزمة التصريحات الاخيرة والمتعددة لزعامات حماس ..؟
اسماعيل هنية الذي يؤكد على نهج المقاومة من أجل تحرير كل فلسطين من النهر الى البحر، أم خالد مشعل الذي يدعو الى المقاومة الشعبية لأن بها قوة "تسونامي". أم اسامة حمدان الذي يقول ان حماس لن تغير من نهج المقاومة. أم صلاح البردويل الذي يقول ان حماس تخطط لمزيد من المقاومة المدنية ضد اسرائيل في المستقبل.
مهلا..ولكن أين هي هذه المقاومة بشقيها المدني أوالعسكري..؟ ورجال حماس على بوابات الحدود الوهمية في قطاع غزة يمنعون النفاذ الى أي نشاط عسكري. أو في الشوارع والازقة يتعسسون على الجماهير ويمنعون أي حراك يريد الهتاف بالاحتجاج.
لقد ولىّ الزمن الذي كانت فيه فصائل المقاومة الفلسطينية تتسابق بشكل تنافسي الى تبني العمليات الفدائية التي جعلت العدو يأن منها.. على عكس وقتنا هذا حيث تنهمر البيانات والتصريحات جامعة على رأي واحد، وهو البراءة من المقاومة تحت تهديد ووعيد جنرالات العدو. وتهرع القيادات الى مصر طالبة التوسط لدى الاحتلال من أجل التهدئة.
في المهرجانات والاحتفالات والمقابلات الصحفية ترفع قيادات حماس شعار المقاومة عاليا، وعلى أرض الواقع ممنوع على قوى المقاومة ان تمارس المقاومة.
في الزمن العربي الردئ الذي ما زال مستمرا بالرغم من الثورات العربية، كان النظام العربي لا يوفّر مناسبة الا ويذّكر انه يصطف الى جانب فلسطين. ولكن بنفس الوقت كانت اجهزته الامنية والعسكرية ساهرة على أمن الكيان الصهيوني. فهل صارت حركة المقاومة الاسلامية منذ ان صار لها حكومة في غزة، هل صارت جزء من النظام العربي العاجز والمتخاذل؟.
لقد أصيب بالخيبة الكثيرين من أبناء الشعب الفلسطيني ممن راهنوا على ان حركة حماس وقوى المعارضة الفلسطينية يمكن لها ان ترسم سياسة وطنية مناقضة تعمل على إفشال اتفاقيات اوسلو وملحقاتها التي الحقت أفدح الضرر بالقضية الفلسطينية خاصة قضية الللاجئين التي تعتبر صلب القضية. وبدل هذا الدور انخرطت حركة حماس في افرازات اتفاقيات اوسلو، وانقلبت على السلطة الوطنية الفلسطينية وتشبثت بحكومتها المقالة في قطاع غزة دون رام الله. وحصل الانقسام الفلسطيني.
عندئذ كان المنتظر من حكومة حماس في غزة ان تحافظ على مبادئ المقاومة، طالما سلطة رام الله اسقطتها. وان تحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني، طالما السلطة فرّطت بها. هذه المعادلة البديهية لم تعمل حركة حماس بها..حتى ظهر تصريح خالد مشعل الاخير من القاهرة عند اتمام الاتفاق على المصالحة بأن حركة حماس توافق على حدود عام 67 كحدود للدولة الفلسطينية..
وهل قالت حركة فتح غير ذلك؟ وهل قالت قوى اليسار الفلسطينية غير ذلك بشكل واضح وأحيانا بتلعثم كما الجبهة الشعبية. وذلك منذ ثمانينات القرن الماضي.
فَلِمَ كان الخلاف؟
الواضح من التوافق على المصالحة في القاهرة مؤخرا، هو اسقاط المقاومة المسلحة، مهما سمعنا وسنسمع من لغو حول خيار المقاومة. وهو السقوط التي تؤكده الوقائع على الارض منذ وقت طويل.
انهم يسقطون المقاومة لأجل ان تعيش حكوماتهم وسلطاتهم بما حققت لهم من إمتيازات سهّلت لهم الاستبداد بالحياة الوطنية الفلسطينية واتخاذ القرارات المصيرية التي لم تعالج المأساة الفلسطينية المستمرة !!
الواقع المرئي يقول ان المقاومة المسكينة هي في حالة موت سريري...وتنتظر فقط من يصدر بيان نعيها.
مدير موقع ألوان عربية *
0 comments:
إرسال تعليق