** نتذكر جميعا منذ بضعة أشهر .. إنطلقت تصريحات من بعض الأقباط العاملين فى مجال حقوق الإنسان بهولندا .. قالت هذه التصريحات أن السفارة الهولندية فتحت أبوابها على مصراعيها فى مصر لإستقبال كل الراغبين من الأقباط المصريين فى السفر إلى هولندا ، والإقامة بها .. ولم تكن هناك شروط سوى الذهاب إلى السفارة الهولندية والحصول على فيزا للسفر .. وعند وصول المواطن القبطى إلى مطار هولندا ، عليه بتقديم طلب فورا بالحصول على اللجوء الدينى ، بشرط أن يثبت فى أوراقه أنه يعانى إضطهاد فى بلده ، ويتلقى تهديدات ، وإنه تقدم للجهات المختصة طالبا حمايته .. ولكنهم فشلوا وتقاعسوا عن حمايته .. وتناولت كل وسائل الإعلام هذه التصريحات ويومها كتبنا مقال نحذر فيه الأقباط من الوقوع فى هذا الفخ ..
أولا .. لأنه لا توجد أعمال متوفرة بهولندا لإستيعاب المهاجرين إليها .. لأن المواطن الهولندى نفسه يعانى من البطالة !! ..
ثانيا .. ليس معقولا أن يبيع كل مواطن مسيحى كل ما يملك ، أو يستدين لجمع بعض الأموال للحصول على فيزا للسفر إلى هولندا دون أن يكون هناك ضمانات أو هدف .. ثم عندما يصل المطار الهولندى يطلب فورا حق اللجوء الدينى .. ومعه محاضر تثبت إضطهاده فى مصر ، ومعه ما يثبت أنه تقدم للجهات الأمنية ، والمسئولة بحمايته وهم تقاعسوا ..
** ولأن هذه الشروط هى شئ من التعجيز وشبه مستحيلة .. لذلك فقد حذرنا الأقباط ، وجاءتنا الردود سريعة من الشباب الذى هرول إلى السفارة الهولندية تصديقا لتلك التصريحات .. وأفادوا أن السفارة الهولندية تكذب هذه التصريحات التى لم تصدر من أى مسئول بالحكومة .. وإنها مجرد شائعات رخيصة .. ثم تساءلنا مرة أخرى ، ماذا لو صدق أى مواطن هذه الشائعات الرخيصة وقرر السفر .. وفى مطار هولندا رفضوا التصديق به على هذه الإدعاءات وإعتبروا أنها غير وافية أو كاذبة .. ماذا سيكون مصير المواطن الذى باع اللى وراه واللى قدامه .. أعتقد أنه سيتم حجزه فى المطار ويسلم جواز سفره إلى قائد الطائرة .. ويعود إلى القاهرة على أقرب طائرة .. وفى مطار القاهرة سيسلم جواز سفره إلى الجهات المسئولة ، وربما يتم حجزه وإستجوابه وتوجيه تهمة تكدير الأمن العام ..** وجاء فى رد من بعض أقباط هولندا .. يؤكدون صحة كلامى ، وعاد الأخ الناشط المصرى المقيم بهولندا .. الذى صرح بالتصريحات السابقة مرة أخرى ، يؤكد أن الحكومة الهولندية تغاضت عن هذه الشروط .. ومرت العديد من الشهور ولم نسمع عن هذه القصة مرة أخرى .. ولم نرى أى مواطن مسيحى ذهب إلى هولندا .. إذن فما هو المقصود من نشر هذه الشائعات وإطلاق هذه التصريحات ..
** اعتقد أنه لخلق حالة من الذعر بين الأقباط التى تؤدى إلى حالة من الفوضى .. وكنا نتمنى من الجالية المصرية فى هولندا أن تعلم أن هولندا ضمن الإتحاد الأوربى الخاضع لأمريكا ... وكل ما يتم هو تخطيط أمريكانى .. وكان الأجدر بالجالية المصرية فى هولندا أن ترفع لافتات ضد الإدارة الأمريكية والإتحاد الأوربى لإدانتهم على تدخلهم السافر فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط لتدمير هذه الأوطان بالكامل .. ولم يكن هناك أسهل من إشعال مصر بإستخدام ملف الإضطهاد الدينى .. بينما أمريكا تدعم الإرهاب والفوضى والإخوان ، لوصولهم إلى سدة الحكم فى مصر ، وكل الدول العربية لتخريب هذه الدول كما خربت العراق .. وكما ضربت لبنان .. وكما خربت ليبيا وتدمر فى سوريا وتونس واليمن .. وأطلقت على هذه الخزعبلات "ربيع الثورات العربى" .. وصدق البلهاء الكثيرون هذه الكلمات الرخيصة ..
** بالأمس .. هل علينا تصريحات بعض الأباء الكهنة فى كنائس المهجر بأمريكا .. وهم يبشرون أقباط مصر بهروب الألاف من أقباط مصر بعد حصولهم على موافقة السفارة الأمريكية بالهجرة ، وأن الكنيسة الأرثوذكسية بأمريكا من فرط حرصها على مساعدة الأقباط ، فقد توسعت فى إنشاء أماكن الإقامة لإستيعاب هذه الأعداد ..
** وهو ما يدعونا لنفس التساؤل .. ومن هى الجهة المسئولة عن هذه التصريحات العنترية .. وللرد على هذه التصريحات ، لنا عدة ملاحظات هامة جدا ..
أولا .. إذا كانت الكنيسة نشرت هذه التصريحات فهذا خطأ جسيم بل وأؤكد أنه خبر مغرض ومزعج ومضلل وكاذب لعدة أسباب :
1- السفارة الأمريكية تتعنت فى منح الهجرة أو حتى حق الزيارة وخاصة للأقباط بصورة مستفزة ، وإذا كان هناك بعض الأقباط الذين يحصلون على موافقة السفارة الأمريكية بالقاهرة بهجرتهم ، فهؤلاء هم قلة قليلة جدا جدا جدا .. ويتم ذلك تحت ظروف غاية فى الصعوبة والتعقيد ، فليس كل قبطى فى مصر يملك أموالا أو حسابات طائلة فى البنوك لكى يقدمها ضمانات للسفارة الأمريكية كى تسمح له بالهجرة .. ويمكن الرجوع للسفيرة الأمريكية وللعاملين بهذه السفارة للتأكد من كل ما نكتبه ..
2- أنه فى حالة حصول أى مواطن سواء كان مسيحيا أو مسلما على حق الهجرة .. فالدولة التى يلجأ إليها فى بلاد المهجر تتكفل بإستضافته وتوفير العمل المناسب له .. أو منحه مساعدة مالية حتى يمكنه وجود العمل المناسب .. هذه الشريحة من المهاجرين لا ترحب بهم الإدارة الأمريكية ، فهناك نسبة البطالة متضخمة ..
3- إن الذين يحصلون على الموافقة من السفارة الأمريكية للهجرة .. هم صفوة رجال الأعمال الأثرياء .. والسفارة لا تنظر إلى ديانتهم بقدر نظرها إلى أموالهم .. وكيف يمكن إستثمارها فى أمريكا ..
4- هناك أكثر من 15 مليون قبطى فى مصر .. يرغبون فى الهجرة إلى أمريكا .. البعض منهم يملك ثمن التذكرة والبعض الأخر لا يملك ثمن الرغيف .. ومع ذلك لا يسمح بهجرة الأقباط نهائيا ، بل يمكنهم الحصول على فرصة للهجرة عن طريق الهجرة العشوائية التى تقدمها أمريكا إلى كل شعوب العالم سنويا .. ولن يزيد عدد الأقباط عن بضعة مئات على أكثر تقدير .. كما أؤكد أنه فى حالة فشل أى مواطن قبطى فى الحصول على عمل مناسب .. فلن يجد فى دولة رأسمالية مثل أمريكا أى علاقات أسرية دافئة ، أو من يقدم له المساعدة ، أو من يسمع أساسا شكوته .. والوسيلة الوحيدة لضمان حياة مستقرة أن يبحث عن عجوز شمطاء قد يرتبط بها لضمان توفير سبل الإعاشة والسكن ..
** هذه هى أمريكا التى يزعم بعض القساوسة بكنائس المهجر ، أنها بدأت توسع من نشاطها لمواكبة الخروج الجماعى للمسيحيين من مصر .. فما هو المقصود بتوسيع نشاطها ؟!! .. هل هو زيادة جرعات عدد العظات ، أم مد يد المساعدة ، والذى نعتبره خبرا كاذبا ومغرضا وتحريض ضد أقباط مصر ، وتحريض على مزيد من الإنتهاكات والإضطهادات التى تمارس منذ نكبة 25 يناير ضد أقباط مصر .. فكان بالأولى أن يقفوا مع أقباط مصر بل مع شعب مصر أقباطا ومسلمين ضد ما يفعله الحقير أوباما ، وما تفعله الإدارة الأمريكية من مؤامرة لإسقاط هذه الدولة .. وأنا أعلم جيدا أنهم لا يريدون ويتجاهلون هذه المقالات ، ويدعون أنهم لا يقرأوون .. ولكنى لن أكف عن فضح أكاذيبهم وتواطئهم القذر مع الإدارة الأمريكية .. كما يتواطئ جماعة الإخوان الكذابون مع العاهرة أمريكا ..
** أقول للقائمين على هذه الكنائس .. كفاكم تضليل ، فالأقباط الذين يفرون من مصر إلى أمريكا ، لا يساعدهم أحد فى العثور على أى عمل مناسب .. بل يقدمون لهم الفتات لسد جوعهم .. وكنت أتمنى أن يتوحد أقباط أمريكا ، ويخرجون حاملين اللافتات التى تدين العاهرة أمريكا ، ولكنهم لا يفعلون ، ولن يفعلوا .. فالجميع يتاجر بمشاكل الأقباط .. وجزء كبير منهم فى الخارج ، وبالتحديد فى أمريكا ، وجزء متواجد فى مصر معروفون بالإسم ، وهم أكثر فجورا وكذبا من جماعة الإخوان المتأسلمين ..
** كفاكم سخرية من أقباط مصر ، فهم يعانون ويعيشون فى إرهاب ممنهج ، ومخطط له .. تقوده العاهرة أمريكا .. بينما أقباط المهجر يكتفون بالأكاذيب والبيانات الحنجورية !!!!!.....
** لم تكن هذه هى المرة الأولى التى تنشر فيها كنائس المهجر أخبار مغرضة ضد أقباط مصر .. ففى العام الماضى حرضت كنائس المهجر الكنيسة الأرثوذكسية الأم فى مصر ضد بعض الأفراد الذين ذهبوا لزيارة قبر السيد المسيح فى القدس .. ربما خالفوا قرار قداسة البابا المتنيح "الأنبا شنودة الثالث" .. ولكننا نتساءل ، ما شأن أقباط المهجر أن تتدخل بالهجوم السافر ضد أقباط مصر .. كيف يسمحون لأنفسهم التنقل كما يشاؤون فى زيارة للعديد من الدول ، وعلى رأسها إسرائيل وليس قبر المسيح فقط .. وأنا أؤكد أن هناك ألاف من أقباط المهجر يزورون إسرائيل للسياحة سنويا .. فإذا كان يحدث ذلك ، فلماذا تتدخلون وأكررها ، للمتاجرة بأقباط مصر ..
** أرجو من قداسة البابا "تواضروس الثانى" أن يعيد حساباته فيما تبثه بعض كنائس المهجر .. فهناك توجهات من بعض القساوسة قد لا ترضى الأقباط المقيمين بالخارج .. وبالأخص من يقيمون بسيدنى فى أستراليا .. نقول لكل هؤلاء كفاكم متاجرة بأقباط مصر .. فحتى لو تبقى أسرة واحدة مسيحية داخل مصر .. يجب أن نتكاتف جميعا ونقف بجوارها وندافع عنها ، وندافع عن كيانها ، ولا نزعم أننا ندعوها للهجرة وترك أوطانهم ..
** فى النهاية .. أتمنى أن تصل رسالتنا إلى جميع كنائس المهجر وأقباطها .. أننا والمسلمين سنقف يد واحدة ، وجسد واحد ، وروح واحدة .. فى مواجهة هذه الكارثة التى أحلت على مصر .. ودعمتها من تعيشون فى كنفها ، وتدافعون عنها ، وتمجدون فى سياستها .. وهى أمريكا .. حماك الله يا أرض مصر من كل شر .. ومن كل سوء .. ومن كل دعاوى باطلة .. تفرق هذا الشعب لإسقاط هذه الدولة !!!
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق