** إنها ليست شماتة .. فهذا هو ما نستحقه ، عندما نصل للمرحلة التى سوف نتصارع فيها من أجل قطرة ماء .. فقد بح صوتنا ونحن نحذر ونكتب ونصرخ "لا للإخوان .. ولا لمحمد مرسى رئيسا لمصر ولو ليوما واحدا" .. ولكن كان العند والغباء والتكبر والإدعاء بالمعرفة من الكبير قبل الصغير .. فالجميع قالوا لماذا لا نجرب الإخوان .. فهم جماعة دينية ويعرفون ربنا .. حذرنا منهم كثيرا وضربنا نماذج وأمثلة كثيرة ...
** نموذج الصومال .. وكيف وصلت هذه الدولة التى كانت غنية بالموارد الطبيعية ، وبالطبيعة الساحرة ، إلى دولة عصابات وقطاع طرق ، وقرصنة ضد البواخر العابرة .. فقد حل الخراب بالصومال منذ دخول هذه العصابات الإسلامية الدولة ، وصراعهم الدموى ضد الحكومة الصومالية والرئيس الصومالى ، والفجور الأمريكى الذى ظل يدعم هذه العصابات ..
** بدأ سقوط الصومال ، مع بداية سقوط نظام حكم "محمد سياد برى" عام 1991 ، وعقب ذلك إنهارت مؤسسات الدولة ، بعدها تحولت الحياة هناك إلى جحيم ، فمن غياب العدل ، إلى غياب الخدمات الأساسية .. ومن غياب الأمن والإستقرار ، إلى غياب الخدمات كالدواء ورغيف الخبز وفرصة العمل ..
** فى ظل غياب الدولة المركزية ، إنشغل الصوماليون بمواجهة الموت ، جوعا أو حربا ، وفى ظل هذه الأوضاع كان من الطبيعى أن تزداد المعارك على الأرض الصومالية عنفا ، وتزداد أعمال القرصنة خطورة ، بعد أن سقط العلم ، والنشيد الوطنى ، وحلم الصوماليين القومى .. وفى ظل هذا الجحيم ، كان الهروب هو الحل ، الذى لجأ إليه عدد كبير من أبناء الصومال .. إما سيرا على الأقدام ألاف الكيلومترات إلى السودان ، أو إلى دول الجوار ، حيث يموت أغلبهم جوعا أو عطشا أو مرضا ، أو يهربون بحرا إلى اليمن ، حيث تتلقف الناجين من الغرق معسكرات الإيواء فى "خرز" ، بمحافظة "لحج" اليمنية ، و"البساتين" فى عدن ، واللاجئون الصوماليين فى تلك المعسكرات يعيشون فى ظل معاناة حقيقية ، حيث لا تجد سوى الجوع والفقر ، الذى قضى على المواطن الصومالى ، بعد نشر الفوضى والرعب ، وإنتشار ما يسمى بـ"المحاكم الإسلامية" التى كانت سبب النكبة والبلاء بالصومال ..
** ولم يعد هناك سوى شباب عاطل ، وأزواج يرسلون زوجاتهم للعمل ، وربما لممارسة الدعارة ، وأكواخ لا تكاد تحمى ساكنيها من حر الصيف ، أو ماء المطر .. وبدأ يتغير سلوك المواطن الصومالى إلى العنف ، وإندلع جحيم الحرب الأهلية ، والتى أدت إلى قتل أكثر من 20 ألف صومالى ، ومع تزايد الفقر والجوع بدأ الصوماليين فى خطف مراكب الصيد الأجنبية ، والإستيلاءعلى ما لديها من صيد ، ثم تطور الأمر إلى عمليات القرصنة وطلب الفدية .. فى الوقت الذى هيمنت "المحاكم الإسلامية" ، لتصبح قوة رئيسية مهيمنة على الساحة الصومالية ، وقد وصل عددها إلى 13 محكمة ، لكل منها هيئة قضائية وميليشيات مسلحة ، ونظام العمل الخاص بها .. فلا دولة ، ولا قانون ، ولكن فوضى !!! ..
** وقد إتهمت أثيوبيا ، الجارة الملاصقة للصومال ، هذه المحاكم تشاركها دول عديدة بأنها ترتبط بتنظيم القاعدة ، وأقام قادة الفصائل فى الصومال تحالفا مع أثيوبيا ، لمواجهة إتحاد "المحاكم الإسلامية" ، وتفاقم الصراع بين المحاكم الإسلامية ، وبين إتحاد الفصائل ، وإنتهى الصراع بسيطرة المحاكم على "مقديشيو" ..
** وقد إستطاعت هذه المحاكم هزيمة إتحاد الفصائل الذى أنشأته المخابرات الأمريكية ، وهو ما جعل حكومة الصومال الموالية لأثيوبيا للإستقواء بقوات حفظ السلام الأفريقية لتصحيح ميزان القوى المختل .. وإتسع نطاق المعارك ، ثم بدأت حرب عصابات بين قوات المحاكم الإسلامية ، وقوات الحكومة الأثيوبية ، والحكومة المؤقتة فى الصومال ..
** وتستمر المأساة ... قتال مستمر ، ومفاوضات دون طائل لا تنقطع .. والمواطن الصومالى يدفع الثمن ويموت جوعا .... فهل يسمح المصريين بتحويل مصر إلى صومال أخر ؟!!!!!! ...
** تحدثنا عن نموذج أخر أشد فجاجة وفجور .. وهو النموذج السودانى .. فمنذ أن بليت السودان بما أطلقوا عليه "المحاكم الإسلامية" ، وتطبيق الشريعة ، وسمعنا عن حكم بجلد إحدى الصحفيات لأنها تجرأت وإرتدت بنطلون جينز فى ندوة سياسية .. وسمعنا عن جلد فتاة أخرى تجرأت وإرتدت مايوه ، وهى تمارس السياحة وسط أسرتها ، وسمعنا عن تطبيق الحدود على رجل ضبط متلبسا بشرب قدح من البيرة فى إحدى الفنادق ... والكثير .. والكثير ..
** وإنهارت السودان وتحولت إلى دولة عصابات وميليشيات ، وأصبحت تصنف بأنها دولة إرهابية .. ومع ذلك ورغم هذا الجوع الذى تعيشه السودان إلا أن الجنيه السودانى تفوق بقدرة قادر على الجنيه المصرى !!! ..
** حذرنا من النموذج الأفغانى .. وإنهيار دولة أفغانستان ، وإستيطان كل رموز الإرهاب فى جبال تورا بورا ، وتحول تنظيم القاعدة إلى وكر لهذا التنظيم الملقب بتنظيم القاعدة بزعامة الإرهابى الراحل "أسامة بن لادن" !!!!
** حذرنا من كل النماذج التى ظهرت فيها الحكومات الإسلامية ، وإنها طاعون ووباء أشد فتكا من وباء الكوليرا ، ومن السرطان .. ولا تخرج هذه الأوبئة بسهولة من جسد الإنسان ومن دمه ، بل هى أوبئة فتاكة مدمرة !!!...
** حذرنا منذ نكبة 25 يناير التى دبرتها بعناية فائقة للإدارة الأمريكية ، وشاركهم المشير "محمد حسين طنطاوى" المسئول أنذاك عن إدارة شئون البلاد فى تحقيق أهدافهم للوصول إلى هذا السيناريو المسئول ..
** حذرنا من هذه النكبة السوداء ، ووصول الإخوان إلى سدة الحكم ، فكان البعض يسخر منا ، وكان من الأقباط المدعين بالعمل السياسى يروجون لبعض أعضاء جماعة الإخوان ويدعمونهم ، بل ويدعون إلى إنتخابهم .. بل أعترف بأننى فشلت فى عملية التوعية أو التحذير .. فهناك من قبل الرشوة وصمت ، بل جاهد لمساعدة الإخوان .. وأغلب هؤلاء كانوا يتفاخرون بأنهم أحد الرموز الوطنية التى دعمت الثورة ؟ .. وظلوا بالتحرير معتصمين بضعة أسابيع .. وأتساءل ، أين هؤلاء الأن .. للأسف إختفوا جميعا ، بعضهم هرب إلى كندا بعد أن ساهم بقدر كبير فى دعم هذه الفوضى التى وصلنا إليها الأن ، والبعض الأخر خرست أصواتهم .. ولم نعد نقرأ لهم لا مقالات ولا تصريحات ولا مؤتمرات .. كما كانوا يعلنون عنها سواء فى فنادق أمريكا أو فى هولندا أو فى مصر .. وعندما كنا نعترض على هذه المؤتمرات الفاشينكية ووصفناها بأنها مجرد بيزنس وسبوبة .. لم يصدقنا أحد ووجهوا إلينا العديد من الإنتقادات ...
** والأن .. يبدو أن كل هؤلاء أصابهم الحول ، وفقدان الذاكرة .. بعد أن أدوا دورهم الهزيل الذى رسمته لهم أمريكا ، وهىى إبداء تعاطفها مع قضايا الأقباط .. فى نفس الوقت كانت هناك لقاءات ومبادلات وإجتماعات بين الإدارة الأمريكية وجماعة الإخوان المسلمين ، لمساعدتهم وتدعيمهم للوصول للحكم .. ومع كل ذلك والمؤمرات والسيناريوهات المعلنة واضحة للجميع .. فللأسف لم يعقد مؤتمر واحدا أو خرجت لافتة واحدة أو إعلامى واحد فى أى قناة مسيحية داخل مصر أو خارجها ليتحدث عن المؤامرة الأمريكية الصهيونية لدعم الإخوان لإسقاط وتدمير الدولة المصرية ..
** حذرنا من كل ذلك .. بينما الكثيرين مغيبين .. حتى الأقباط داخل مصر لم يكن لهم أى دور للدفاع عن الدولة المصرية والكيان والهوية المصرية والكنيسة .. عندما تطاول السفهاء والإرهابيين على قداسة البابا المتنيح "شنودة الثالث" ، وعندما تطاولوا على الكنائس من هدم إلى حرق ، وعندما إعتدوا على منازل الأقباط وأعراضهم من خطف الفتيات القصر وإجبارهم على إعتناق الإسلام ، وظهورهم فى الإعلام وهم يتفاخرون بإشهار إسلامهم .. بينما توضع الخناجر والسيوف فى ظهورهم .. وعندما ناشدت الأقباط أن يخرجوا ، لم يستجب من الأقباط إلا بضعة مئات رغم ما يعانيه الأقباط أنفسهم من هذا الحكم .. ورغم أنهم أعلنوا أن تعداد الأقباط أكثر من عشرين مليون ..
** لم يكن بالغريب بعد كل ذلك أن تتحدى أثيوبيا الدولة المصرية التى لم يعد لها وجود أو كيان أو هيبة .. وتعلن عن تحويل مجرى نهر النيل ، وهى بداية الطريق إلى الصومال والذى حذرنا منه كثيرا ..
** لم يكن بالغريب أن يخرج علينا المستشار "حاتم بجاتو" ، وهو ينكر علاقته بالخطاب الذى نشر بالأمس فى كل المواقع الإلكترونية والصحف .. والذى تم تسريبه عن طريق عقيد متقاعد "صبرى ياسين" .. وكان الخطاب موجه إلى المشير طنطاوى بإعلان محمد مرسى رئيسا لمصر ، وإلا سوف تحترق مصر بمن فيها ..
** وقد تناسى الجميع .. أن هذه هى خطة ورغبة الإدارة الأمريكية .. وإذا لم تكن كذلك ، فلماذا دعم أوباما محمد مرسى العياط بمبلغ 50 مليون دولار .. هل مازلنا نضحك على أنفسنا ونحن نحرك عرائس المارونيت ، ونشدو بمنالوج الليلة الكبيرة للفنان الراحل "سيد مكاوى" ..
** لا تتعجبوا من كل القرارات التى يصدرها رئيس الدولة .. ففى النهاية نحن على أبواب الصومال .. فالغاز والسولار يتم تهريبهم إلى قطاع غزة بمباركة الإخوان ، و الإقتصاد المصرى ينهار بفعل فاعل ، والسلع المصرية يتم تسريبها عن طريق الأنفاق ، والرئيس يدافع عن الأنفاق ويرفض هدمها .. فلا كهرباء ولا ماء ولا خبز !!..
** ورغم كل ذلك .. هذا الشعب أصابه البرود والتبلد ، ولم نعد نسمع إلا عن مؤتمر خيبان لمن أطلقوا على أنفسهم جبهة الإنقاذ الوطنى ، وقد تعودنا على الوجوه الثلاثة "محمد البرادعى – حمدين صباحى – عمرو موسى" ، ويصدرون بيانا هزيلا ، وكلمتين حنجوريتين ، والدولة فى طريقها بكل سرعة وخطوات ثابثة إلى مستنقع الدمار والخراب والفوضى ...
** مبروك لكل المصريين .. هؤلاء هم الإخوان .. فأينما يحكمون .. يحل الخراب والدمار والفقر !!!!!!.....
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق