جيش النظام اخذل الشعب السوري .واصبح اداة طيعة في يده يحركها كما يشاء .وكيف لجيش كامل العتاد يواجه المدنيين العزل بوابل من الاسلحة الثقيلة التي وضعت اساسا لحمايته .وحماية حدوده المسلوبة في الجولان .لو فعلنا هذه الشجاعة الباسلة في حق اسرائيل.واسترجاع ما ضاع لكان اهون بكثير مما يتعرض كل مواطن الذي يعاني الامرين القتل من جانب .ومن جانب اخر جيش الامس الذي تحول الى وحش جارح ينفذ الاوامر .ولا يعرف المواطنة. ولا ميثاق الشرف في حماية الشعب والوطن من اي تدخل غاشم .اننا نشتري الاسلحة من جيراننا العرب والشيعة والروس لقتل ابناء الوطن السوري الذي يصارع على اكثر من واجهة في نصرة قضيته العادلة في اسقاط نظام فقد شرعيته ودوره المشروع في توفير حياة كريمة لجميع افراد هذا المجتمع.النظام البعثي استنفد كافة الاوراق .وكشف عن وجهه الحقيقي امام العالم .ولا يمكن في حال من الاحوال ان نستمر في تصديق مقولة الؤسسة الحاكمة ان هناك مؤامرة خارجية .وذات غطاء عربي يحاول كسر شوكة نظام اصبح عاجزا في ظل الجنون السياسي المفرط في قول كل شيء دون يقول ولو جزء يسير من الحقيقة التي تتحرك على ارض الواقع.واتضحت الرؤية للذين كانوا لا يبصرون هول الكارثة الانسانية في كل من حماة وحمص وادلب .والقرى الصامدة التي تعاني القتل الممنهج والبرد القارس .والابادة الجماعية في حق شعب اراد ان يتنفس هواء الحرية التي فقدها اكثر من اربعة عقود .ولم يتوقع احد من نظام بهذه البشاعة النادرة في قتل شعب باكمله تحت انظار الامم المتحدة والجامعة العربية .ودول الجوار التي تحافظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة على حساب ارواح الشهداء وقتلى المهل العربية في تطهير المدن والقرى من مواطنين يرفعون اصواتهم عاليا بحثا عن افق جديد وحياة جديدة.بديلة للتي يعيشنها ويرفعون شعار :الموت ولا المذلة....
ان اثر العصيان المدني .وتداعياته العميقة في تغليب كفة الشعب على حساب نظام ينهار اختار الحل الامني كخيار سياسي لحل الازمات المتتالية التي تتخبطها فيها دمشق.و التي ما تزال ترى انها رائدة في منطقة متوترة تحمي مصالح تيارات كانت في الوقت القريب بؤرة تلخص نبض الشارع العربي تجاه الصراع العربي /الاسرائيلي.لكن _وللاسف الشديد _انقلب السحر على الساحر .واختلطت الامور السياسية بالمصالح الذاتية والانانية العمياء .والتمسك بموقف واحد حتى النهاية .والغريب ان عمر الانظمة العربية مهما يطول .فلابد له من نهاية .الم نستفد من التاريخ القريب .وما حصل في تونس ومصر وليبيا ...السنا مجبرين لقراءة التاريخ المعاصر من جديد لفهم حقيقة ما يجري الان في اكثر من عاصمة عربية .لم تتقبل الوضع الجديد .وان الشعوب العربية اصبحت تمتلك مفاتيح السلطة وتختار من يمثلها .الم يقتنع الحكام العرب ان دورهم البائد قد انتهى
والشعب في مواجهة الموت من اجل حياة كريمة له وللاجيال اللاحقة .والضغوطات الداخلية التي تقوم بها الثورة الشبابية قد اتت اكلها .وتضع علامة فارقة في اتخاذ مواقف محفزة ومتقدمة .لم يعد الامر محصورا في انتظار الذي لا ياتي .انها ثورة تعتمد على امكانياتها المحدودة والرغبة الاكيدة في الاصلاح والتغيير واسقاط نظام بدا يشكك رفاقه انه اصبح عاجزا امام ارادة شعب متميك بالتحول الديمقراطي .وبالمناخ السياسي الجديد .وقد اصبح قاب قوسين او ادنى .والايام القادمة حبلى بالمفاجات رغم مرارتها واثرها السلبي .فانها تعد بشائر خير لثورة سلمية ارادها الشعب ان تبقى سلمية رغم المحاولات المتكررة الى تغيير وجهتها .لكن الواقع الميداني يفرض على الثورة والمعارضة السورية في تغيير اساليب المواجهة ولو تطلب الامر حمل السلاح .وهذا ما يفعله الجيش السوري الحر الذي بدا يدافع على المدنيين من نظام حكم اراد ان يفرض نفسه بالقوة خارج صناديق الاقتراع
الجامعة العربية لم تعد تحتمل هذا الضغط الهائل الذي مورس عليها .لان افاقها محدودة والياتها معدومة .في ظل فضاء لا تتوفر لها الالية السياسية في تخطي العوائق والحساسيات العربية بين اعضاءها .وسقف امكانياتها الذي لايمكن ان تتوقع منه الكثير .وسلمت الامور الى المجهول .وتنتظر تدخلا دوليا لحل الازمة السورية .ولم يسعفها نظام دمشق في الامتثال لقراراتها .وعدم الرضوخ للمبادرات التي لم تر النور .وظلت حبرا على ورق .والنظام يسير في اتجاه رسمه منذ البداية في محاربة كل من يحلم بالتغيير
لم يتغير الحال في سوريا ويزيد تعقيدا .وتشابكا رغم المساعي الدولية والجهود العربية في احتواء الاوضاع .وهنا لا نشكك في النوايا السياسية بقدر ما تهمنا الماسي الانسانية التي يتعرض لها الشعب الاعزل في مواجهة وحشية القتل التي يعتبرها النظام السياسة الانجع لاصلاح البلاد والعباد
خليل الوافي _طنجة _ المملكة المغربية
0 comments:
إرسال تعليق