برنامج " القاهرة اليوم " هو أحد البرامج التلفزيونية التي أحاول دائما متابعتها ومشاهدتها ، لأنها في كثير من الأحيان تعبر تعبيرا صادقا عن مشاعر كل مصري يحب مصر وتكون لديه نفس شجاعة القائمين على البرنامج لأنهم النبض المصري الأصيل . ولديهم الشجاعة لقولة الحق دون خشية أحد أو لومة لائم ولا تهديدات حاكم أو مسئول .
في يوم الأحد الحادي عشر من شهر ديسمبر عام 2011 حسب التوقيت المحلي لمدينة سدني شاهدت بعد ظهر ذلك اليوم البرنامج في حلقة " الإعادة " ، على نقيض بقية أيام الأسبوع حيث تكون مشاهدتي في فصل الصيف " في أستراليا " الساعة السادسة والنصف صباح اليوم التالي لإذاعة البرنامج مباشرة في الساعة التاسعة والنصف حسب التوقيت في مصر .
أقول إنني أتابع البرنامج ومن الطبيعي ملايين غيري في جميع أنحاء المعمورة يفعلون نفس الشيء . والعيب الوحيد كلما حاولت الإتصال والمشاركة بالرأي ، أصاب بخيبة أمل بعدما أسمع رنين جرس التليفون عندهم ، يغلق الخط حتى أصل إلى حالة اليأس فأكتفي بالمتابعة وأحيانا كثيرة أسجل بعضا من النقاط وأبدأ في كتابة رأي مشاركا بذلك في مقال كما
أفعل الأن .
الأستاذ عمرو أديب فتح نيرانه على مرشد الإخوان السابق الدكتور مهدي عاكف وعلى الإخوان ، لقوله على من لا يعجبه حكم الإخوان أن يرحل ويترك البلاد .
لا شك كل من سمع ذلك التصريح شعر بغثيان وقرف من أن تصدر مثل هذه العبارات من رجل مسئول في جماعة الإخوان " المحظورة سابقا" والمتقدمة حاليا في إلإنتخابات البرلمانية التي تدور رحاها حاليا في مصر
وجميع أنحاء العالم تماشيا مع تكنلوجيا المعلومات التي وصل إليها العلماء . الإنتخابات المسماة بإنتخابات عام 2011 أول إنتخابات بعد الثورة المصرية .
الهجوم الذي وجهه الأستاذ عمرو أديب والأستاذ محمد مصطفى شردي لا شك أنهما نقلا وبكل أمانة غضب ملايين المصريين الشرفاء .
الإخوان والسلفيون جاءت فرصتهم فنزلوا الإنتخابات وجل همهم الوصول إلى البرلمان بأغلبية ساحقة حتى يمكنهم تشكيل القوى التي يستطيعون بها وضع الدستور الجديد حسب هواهم لأنهم الأغلبية .
مع تعاطف الشعب المصري مع الفصيلين أوصل حزب " الحرية والعدالة " الجناح السياسي " للإخوان ، وحزب " النور " الجناح السياسي " للسلفين في إنتخابات المرحلة الأولى جعل كل من الفصيلين يشعر بالقوة وأنه بالفعل سيتم له تحقيق ما تصبوا إليه نفوسه من السيطرة على الشعب المصري بإسم الشرعية .. شرعية تصويت الشعب المصري له . فلا يستطيع أحد المزايدة .
لم تستمر اللعبة كما كانا يأملان فقد دخل كل فصيل الشعور بإمكانية فوز أحدهما بأكثر الأصوات ، لذا لا حاجة لأحدهما للأخر . وبما أن الإخوان هم أكثر تنظيما وأكثر معرفة بالشارع المصري فبدأوا بمحاولات في الإعادة الغدر بالسلفيين والعمل على إسقاط نوابهم .
السلفيون قبل الإنتخابات أظهروا بكل وضوح ما الذي سيعملونه إذا وصلوا إلى سدة الحكم سواء في البرلمان أو رئاسة الجمهورية . ومن الطبيعي أن تكون دعايتهم دينية سلفية متشددة يضعون الشريعة فوق كل التشريعات ويريدون فرض إرادتهم ليس فقط على الشعب المصري ، بل على كل أجنبي سواء جاء سائحا ، أو في مهمة رسمية من قبل دولته أن يلتزم بقوانين البلاد والشريعة الإسلامية . على المرأة أن تتحجب أو تنتقب سواء في عملها أو في الشارع العام . والرجل منعوه من شرب الخمر فهو محرم شرعا ولن يسمح بتجارته أو تداوله في أي مكان بالجمهورية " الإسلامية " القادمة .
السياحة وما سيحدث لها من تغيرات لا أظن أن أحدا من سياح أي بلد ستكون عنده الرغبة والشوق لقضاء وقت طيب في مصر لرؤية أثارها العظيمة الخالدة ، لأنهم سوف يغطون التماثيل بالشمع والإهرامات . الإهرامات التي مازال البحث في إنشائها ومحاولة فك رموزها جاريا مستخدمين التكنولوجيا الحديثة . يريدون للسائح أو السائحة زيارة أماكن يستحدثونها على شاكلة البداوة والعصر السلفي . ومدام السائح يأتي لزيارة الأثار الفرعونية القديمة الأولى ما يضيره أن يأتي لمشاهدة الحضارة الإسلامية للسلف الصالح وكيف كانوا يعيشون ، يأكلون ويشربون . وإلغاء السباحة على شواطيء مصر التي حباها الله بسماء صافية وشمس دافئة ونسيم عليل وشعب طيب محب للناس كريم لضيوفه . والبديل تشجيع السياحة العلاجية للإستشفاء وطبيعي منع المرأة من إرتداء أي من ألبسة البحر إن كان البكيني أو غيره فهذا لا يليق ببلد مسلم وحرصا وحفاظا على المرأة التي يأتي السواح الرجال للفحشاء " أعوذ بالله " . هل لهذا الحد وصل الشك بالمرأة المصرية ؟؟
تأخذ المرأة في تفكيرهم حيزا كبيرا لأنها عورة . والعورة يجب تغطيتها . وكم كان عجيبا أن يشبه أحدهم وجه المرأة بفرجها يجب تغطيته . وأخر المرأة روعتها في إرتداء السواد مثل السيارة " المرسيدس " السوداء لها قيمتها ، ناسيا أن السيارة " المرسيدس " حتى لو كانت ملكا لشخص واحد يركبها أخرون معه فهل يصح له أن يشبه المرأة بهذا التشبيه ويساويها بسيارة مهما كانت قيمتها ؟؟ والعجيب أن من ينادون بهكذا قول يحملون شهادات علمية عالية ولا أعرف سببا واحدا لكل هذا التعنت ناسين أو متناسين أن المرأة في الإسلام كان لها مكانتها وإحترامها وشاركت بإدارة البلاد سواء علنا أو بتوجيهها للرجال إن كان الزوج أو الإبن أو الأخ .
أم أنهم يريدون وصول مصر إلى ما وصلت إليه أفغانستان والصومال .فهل مصر منارة العلم والدين تستحق أن تصل إلى هذا المستوى ؟؟
الشعب المصري عاطفي وخيالي ورومانسي . إذا جلس مشاهدا فيلما سواء في السينما أو أمام التلفزيون ، تجده يعيش بكل أحاسيسه وحواسه مع أحداث الفيلم أو المسلسل . يفرح لفرح البطل أو البطلة ويحزن كذلك لحزنهم . كثيرون يلبسون شخصية البطل أو البطلة خالعين شخصياتهم . قد تستمر هذه الحالة لفترة وقد تزول بإنتهاء العرض . لهم رومانسية روحانية عالية جدا تأخذهم في أجواء من أحلام اليقظة عندما يشاهدون أو يسمعون ما يؤثر بأفئدتهم وقلوبهم فيصدقون ما شاهدوا أو سمعوا . وقد إستغل الحزبان ذلك خير إستغلال . فصدق البسطاء منهم كل ما يقولونه لهم .وكان ذلك واضحا في يوم 19 مارس هذا العام يوم الإستفتاء على التغيرات الدستورية . وها هم يصدقونهم في إنتخابات مصر 2011 البرلمانية ويصوتون لصالحهم .
حدثت تجاوزات في إنتخابات المرحلة الأولى وسجلها المراقبون . إستغلت المرأة " المنتقبة " أسوأ إستغلال في عمليات التصويت بدلا من نساء أخريات " وهذا أكبر دليل على خطورة النقاب " .. قام بعض من مندوبي الأحزاب الدينية بملىء ورقة الإقتراع لكثير من الناخبين والناخبات أمام لجان الإقتراع والمسئولين لم يحركوا ساكنا ويقومون بمنعهم من فعل ذلك .. تم سرقة أعداد كثيرة من صناديق الإنتخابات " لا أتذكر عددهم " وإختفت .. وجدت أكياس ملآى بأوراق الناخبين بعيدا عن لجان الإنتخابات .. وجدت كميات كبيرة من أوراق الناخبين تحترق بعيدا عن لجان الإنتخابات .. وما خفي كان أعظم . لو حدث أي من تلك التجاوزات في أي بلد أخر لتم إيقاف الإنتخابات فورا وتم إلغاؤها . لكن ماذا نقول !! . طبيعي لا شيء فقد قال عمرو أديب ومحمد مصطفي شردي كل شيء يمكن أن يقال .. وأهم ما قال عمرو أديب موجها كلامه للحزبين وإن بدى أنه موجه لحزب الإخوان صارخا :
لمــا تحكــم أبقــى قــابلنــي
لذا أبعث بقبلة فوق جبين عمرو أديب ومحمد مصطفي شردي من القلب لشجاعتهما .
أعتقد أنه لا خوف على مصر طالما بها رجال ونساء لهم شجاعة عمرو أديب ومحمد مصطفي شردي النائب السابق والإعلامية بثينة كامل وغيرهم
يارب إحفظ بلادي مصر
آميــــن
0 comments:
إرسال تعليق