سؤال يطرح نفسه بالحاح .من يحمي الشعب السوري في مسلسل التماطل والمراوغة .وفرض سياسية الامر الواقع .والضحك على الذقون .وممارسة اشكال التضليل الاعلامي في تشويه حقيقة ما يجري على ارض الواقع .والنظام البعثي لم يراعي مقتضيات حقوق الانسان .وتجاهل النداءات المتواصلة من المنتظم الدولي حول بشاعة الجرائم المروعة التي تضرب في عمق قيمة الفرد في المجتمع .واحقيته في الحياة .والتعبير عن حاجياته الاساسية التي تكفلها الشرائع السماوية .والقوانين الدولية .والاعراف الانسانية على كوكب الارض.
القتل هو الالة القمعية التي يطبقها النظام .ولا يعرف غيرها .ويزداد في استخدام كافة الوسائل المتوفرة لاخماد ثورة الكرامة الشبابية بشتى الطرق المتاحة .وتجييش واسع من اتباع النظام من جيش وامن وشبيحة مدججين بانواع الاسلحة التي ترسلها كل من روسيا وايران عن طريق العراق وكان الوضع خارج عن السياق العربي وعن هموم الشعوب العربية .وتركنا انظمتنا تفعل بنا ما تشاء .وهي تخطط مع رفاق الحزب والدرب والتوجه السياسي الذي غلب على المحاولات المتكررة ليظل الملف السوري عربيا بامتياز .لكن دمشق تصر لتدويل القضية والدخول في حتيات اخرى لا يمكن اتكهن بتائجها الوخيمة على المنطقة.اننا لا يقبل الحوار ولا يؤمن بضرورة وجود شعب يرفع صوته على نظام حكمه .ويعتبر الامر من الكبائر التي لا يمكن غفرانها والتسامح فيها وتجاوزها .ويظل المواطن سوى رقم في لائحة القتلى او المفقودين .رقم مجرد من كل احساس بالحياة سرعان ما ينضاف اليه رقم اخر .ولا نرى اي حرج في ذكر عدد الارقام المفجعة التي تتداولها القنوات الفضائية والمؤسسات الاعلامية .والعالم مصر ان يظل متفرجا حول ما يجري في المدن السورية .ولماذا هذا التقاعص العربي الفاضح .والتخاذل الغربي في توفير حماية عاجلة وفورية .رغم التاويلات السياسية الجوفاء والتهليل الاعلامي الرخيص في تعقيد الازمة .وتشابك خيوط اللعبة السياسية في سوريا .وعدم التوافق في الوصول الى حلول قوية تضع حدا لاستهتار نظام بشعب يتعرض لاشنع مظاهر التعذيب والقتل ...ماذا نحن فاعلون يا سادة العالم وشرفاء الامة الاسلامية واحرار الدنيا.وكل غيور على حياة كل انسان يعيش في سوريا الجريحة
القضية لاتتعلق بمواقف الاخرين .واللقاءات الجانبية والتصريحات المتناثرة هنا وهناك .لابد من عمل تطبيقي على ارض الماساة الحقيقية التي يعاني منها سكان حمص ودرعا وحماة وادلب ..والانخراط الاني في توفير حماية دولية او اية صيغة توقف هذا النزيف الدموي الذي يسيل كل يوم في ظل قرارات عربية وغربية محتشمة وخجولة لا ترقى الى مستوي مطالب الثورة في الداخل
اننا امام ازمة انسانية خطيرة تستدعي تحرك عربي واسع وغطاء دولي لنصرة اخواننا السوريين .لانهم جزء لا يتجزا من الوطن العربي الكبير .وقد ساهمت الثورات العربية في كشف حقيقة الانظمة العربية التي كانت تسعى دوما لاحتواء الازمات وتقويض دور الاصلاحات .واسكات الاصوات باستخدام الوسائل الاستبدادية الضرورية التي لم تعد قادرة لايقاف الشعوب العربية عن مطالبها المشروعة في التعبير .وخلق فجوة عميقة مع سياسات الارتجال والماضي السحيق .الذي يدشن العصر الحديث مرحلة متقدمة من الوعي العربي بشؤون السياسة الداخلية ذات الابعاد الاجتماعية الصرفة ..
استغرب كثيرا لهذا الجنون المفرط في امتلاك السلطة الى درجة العبودية .وكم هو رخيص الدم العربي في الاسواق العالمية التي تكره اللون الاحمر وتحبذ اللون الاسود .لون النفط والمصالح الدولية في توفير احتياطي هام من الطاقة للسنوات المقبلة .الم يحن الوقت لان تكون هناك ارادة عربية حرة ومسؤولة تعيد صياغة المواقف العربية على الوجه الصحيح .وتتناسق مع تطلعات الشباب الذي حقق المعجزات في اسقاط انظمة ظلت متشبة بالحكم اكثر من نصف قرن ..وهل يعقل ان نترك اخواننا يذبحون على مائدة المفاوضات والتماطلات التي لا تنتهي .وما تزال المذابح تتسع رقعتها ...ماذا سيقول عنا التاريخ الانساني .والاجيال القادمة ...اننا خذلنا شعوبنا العربية .وظلت مواقفنا متضاربة ومتناحرة حفاظا على تاريخ سياسي مشترك مع نظام دمشق .وتغليب مصلحة الانظمة والمؤسسات الايديولوجية على حساب استقرار الشعوب .والبحث عن سبل النجاح والتقدم .وانطلت الخدعة على الاغلبية الصامتة خاصة في دمشق وحلب.وكاننا امام شعب الثورة وشعب النظام .وهذا لا يتماشى والنظم الديمقراطية في العالم .ربما نحن مقبلون على مرحلة تاريخية جديدة تضع منطقة الشرق الاوسط في مازق خطير بدات مؤشراته تطفح على سطح الاحداث المتسارعة .والذي يدفع باتجاه اشعال حرب جديدة منطلقاتها هذه المرة عربية وبالتحديد نظام الاسد.........
طنجة _ المملكة المغربية
0 comments:
إرسال تعليق