لا تأخذوا الحكمة من أفواه المجانين/ أسعد البصري

إن معاناتي الطويلة في المواقع والصحف العراقية 
دليل واضح على أن الصقور لا تخرج من رحم كلبة 
الساعة السادسة صباحاً ......الهدوء أعمق من الفلسفة 
كائنات تطفو على السطح ، تتمسّكُ بي 
مطعونة في الصميم ، وجهها محروق ، بلا أسنان 
قتيل مسمول العينين .... يتكلم بلا ضوابط 
الرجل الذي أطعمتُهُ عشر سنوات خارج الثقافة 
منعتهُ من الكتابة ... زوّجتهُ فأنجب ، و طلق 
نام في الشوارع ، و في أحضان عشيقاته 
لبس و تعرى ...... ثمّ لبس و تعرى 
هذا الرجل نفسه ، يعود نضيفاً من زوجاته ، و عشيقاته ، و ذريته 
يتمدد على الأريكة حتى الصباح بلا أصدقاء 
الحثالات التي تعرف عليها قبل ضياع الهاتف النقال
ذابتْ كقبضة ثلج صغيرة في يد صبيّ
يرميني دهري بالأرزاء ..... ما هي الأرزاء ؟ 
هذه الأيام ... هي يومٌ واحدٌ يتكرر كبندول بسيط جداً
كأن الكتابة إله يتمضمضُ عمري ثم يبصقه 
أعضائي تتحرك ، و حواسي تعمل لحساب شيء آخر 
شيء لا علاقة له ببقائي ، وارتحالي 
أعمى حقاً
لا أرى رأياً بنفسي ، بل بلغتي 
كأنها عصاي أتلمس بها كل شيء
حتى جسد حبيبتي 
الرجل الغريب ينظر إليَّ بعيون دامعة يقول : أنقذني 
مطر قديم يجري من البصرة 
تحت ثلوج متراكمة من كندا 
هكذا تسفح طفولتي تحت الصقيع 
أقسو بالثلج الكندي ، و أرقُّ بأمطار البصرة 
لا شيء يستحقني 
لا شيء يفسر سفاحي على الحروف 
الرنين في أذنيّ يعلو كطيور قديمة في صباح قديم 
مُغلقٌ بالسكين 
مفتوح بالسكين 
فمي ألم ٌ دائم 
أبيع و أشتري ، بلا ربح ، ولا خسارة 
فقط لأتحسس العناء و أجربه 
معدتي تتهدل من الخمر 
و كذلك صمامات قلبي 
أضحك بلا سبب من قلة الأدب 
وأبكي بلا سبب من قلة الحظ 
يداي مفتوحتان فوق البحيرة 
قهقهات الشياطين تملأ حروفي 
كأنها خمر رخيصة في معدة فارغة 
لا تأخذوا الحكمة من أفواه المجانين 
ولا تأخذوا المجانين إلى أفواهكم

CONVERSATION

0 comments: