جوزيف ابو فاضل: مقبلون على تفجيرات واغتيالات نتيجة حكومة النأي بالنفس

حذر الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل من أنّ الجريمة الإرهابية التي وقعت في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت ليست سوى البداية، متوقعا حصول ما هو أفظع في المرحلة المقبلة، معربا عن اعتقاده بأننا مقبلون على تفجيرات ومشاكل واغتيالات نتيحة حكومة النأي بالنفس ومواقف المسؤولين في الدولة.
وفي حديث إلى برنامج "حوار اليوم" عبر قناة الـ"OTV" أداره الإعلامي رواد ضاهر، استهجن المواقف التي ظهرت عن قوى الرابع عشر من شباط، كما سمّاها، بعيد التفجير الأخير، إذ دانته "بشقّ النفس" ولم يتردّد بعض في تحميل حزب الله مسؤوليته بسبب قتاله في سوريا، معتبرا أنّ هذه القوى تدّعي أنها تحبّ الحياة لكن تبيّن أنها تحبّ "الحيّات والعقارب" ليس إلا.
ورأى أبو فاضل أنّ الظروف والأحداث القادمة سوف تجمع المختلفين داخل صفوف قوى الثامن من آذار ولا سيّما رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، موضحا أنّ "الخطر القادم على لبنان سوف يفرض عليهم أنّ يجتمعوا"، كما شدّد على وجوب أن يتفق المسيحيون أيضا لمواجهة ما هو آت، معتبرا أنّ المسيحيين ألغوا نفسهم بنفسهم بسبب خلافاتهم، وهم اليوم مستهدَفون في لبنان وفي المنطقة.
وفيما أعلن أبو فاضل تأييده للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الحرب التي أعلنها على الجماعات الإرهابية والتكفيرية، أعرب عن اعتقاده بأنّ هذه الحرب ستكون طويلة وهي ليست لعبة، وشدّد في المقابل على أنّ إعلان بعبدا ليس إنجيلا ولا قرآنا، وهو يمكن أن يُعدّل، لافتا إلى أنّ الدستور نفسه يخضع للتعديل.
وإذ اعتبر أبو فاضل أنّ المطلوب اليوم إفراغ المنطقة، مشدّدا على أنّ الأقليات في المنطقة، وفي مقدّمهم المسيحيون، مستهدَفون في الصميم، تحدّث عن خطة شاملة في المنطقة لاسقاط الإسلام المعتدل لمصلحة إسرائيل، مستهجنا محاولات البعض التقليل من خطورة هذا الموضوع وخروج هؤلاء بشعارات على غرار "فليحكم الإخوان"، وقال: "نحن أمام مرحلة مصيرية في المنطقة فإما أن ينتصر الحكم الوهابي أو يفشل".

ما حصل في الرويس هو البداية
أبو فاضل اعتبر أنّ ما رأيناه في الرويس ليس آخر عنقود الارهاب بل هو البداية، مشيرا إلى أنّ ما هو آتٍ قد يكون أفظع مما حصل، لافتا إلى أنّ المنطقة فيها خلاف سني شيعي وهذا الخلاف يستشري. وتوقف عند استلام الأمير بندر بن سلطان رئاسة الاستخبارات السعودية والدلالات التي يحملها بين طيّاته، موضحا أنّ للرجل ارتباطات بوسائل الاستخبارات الدولية وخاصة مع الأميركيين، وقال: "هذا الخلاف فيه كره لإيران وبغض لإيران وهو خلاف عقائدي ديني قديم بين المسلمين أنفسهم أي بين السنّة والشيعة، وعلى أساسه يعتبرون ان انتصار ثورة الامام الخميني وقيام الجمهورية الاسلامية في ايران يحد من نفوذ الخليج".
ورأى أبو فاضل، ردا على سؤال، أنّ حصول هذه التفجيرات اليوم بهذه النوعية يأتي لأنّ حزب الله ينتصر في حين أنّه ممنوع على الحزب أن ينتصر، كما أنّ المطلوب من النظام السوري أن يسقط والمطلوب من الأتراك أن يضغطوا على السوريين وذلك لكي تكتمل المؤامرة ويتمّ إحباط أيّ مواجهة أو مقاومة لها.

مقدمون على اغتيالات وتفجيرات
ولفت أبو فاضل إلى سيطرة الجماعات المتطرّفة والتكفيرية على ما سُمّي بالثورة السورية، لافتا إلى أنّ ستين ألفا من أصل سبعين ألفا من المقاتلين في سوريا أتوا عبر الحدود التركية، وهم أتوا انطلاقا من عقيدة دينية إيمانية هي في الواقع عقيدة تكفيرية ليس إلا، وكشف في هذا السياق عن مجزرة جديدة ارتكبها هؤلاء المسلحون في وادي النصاري في ريف حمص، حيث قتلوا خلال الساعات الماضية 11 شخصا لم يقترفوا أيّ ذنب.
وردا على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ المطلوب اليوم إفراغ المنطقة، مشدّدا على أنّ الأقليات في المنطقة، وفي مقدّمهم المسيحيون، مستهدَفون في الصميم، مستغربا خروج البعض ليقولوا أنّ الأقليات غير مستهدَفة، معربا عن اعتقاده بأنّ كل من يقول هذا الكلام ليس لديه دماغ ولا يفهم في السياسة، وحذر من أنّ هناك مشكلة كبيرة على هذا الصعيد تواجهها المنطقة بأسرها، منبّها إلى أنّ هذه المشكلة في طريقها إلى لبنان بقوة، قائلا: "نحن مقدمون على اغتيالات ومشاكل وتفجيرات وكل شيء نتيجة حكومة النأي بالنفس ومواقف المسؤولين في الدولة وهذا التقاعس في المحاسبة".

بندر انتزع من الورقة من الأتراك والقطريين
وإذ اعتبر أبو فاضل، ردا على سؤال، أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على خطأ في قراءته السياسية لواقع الأمور الراهنة، مشيرا إلى أنّ أحدا ليس معصوما وأنّ هناك ملوكا وأصحاب أمبراطوريات يخطئون أيضا، لفت إلى أنّ سليمان ربما لم يدرك بعد أنّ رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان انتزع الورقة من القطريين والأتراك وكل العالم وباتت الورقة الأقوى بيده، وبالتالي بات هو من يتحكم بأحداث المنطقة.
وتساءل أبو فاضل عمّا إذا كان سليمان مثله مثل رئيس حكومة "النأي بالنفس"، كما سمّاها، في إشارة إلى حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، لا يرى أنّ الوهابيين هم من باتوا في الصدارة متقدّمين حتى على "الاخوان المسلمين"، لافتا إلى أنّ مصر تشتعل بين قسمين من المسلمين المسلم المعتدل و"الاخوان".
وخلص أبو فاضل من كلّ ذلك إلى أنّ الورقة القوية هي اليوم بيد الأمير بندر، لكنه أكد أنه لا يحمّله مسؤولية كل شيء يحصل في المنطقة باعتبار أنّ لا احد يستطيع العمل بمفرده، وقال: "إذا كان الأميركيون من يضغطون في هذه المرحلة، فربما عرفوا على من يضغطون".

خطة شاملة لإسقاط الإسلام المعتدل لمصلحة إسرائيل
ولفت أبو فاضل إلى ظاهرة برزت بشكل واضح في الآونة الأخيرة، وهي ظاهرة هروب عناصر "القاعدة" والإرهابيين والتكفيريين من السجون في العراق وباكستان وأفغانستان وليبيا وغيرها من الدول وكذلك من لبنان، ليتمّ العثور بعد فترة على جثثهم في سوريا، ما يعني أنهم ذهبوا للقتال هناك، ملاحظا أنّ هذه الظاهرة لم تكن موجودة في السابق، متسائلا في الوقت عينه عن كيفية خروج هذه المجموعات الوهابية التكفيرية من زنازينها. 
وتحدث أبو فاضل عن وجود خطة شاملة في المنطقة لاسقاط الإسلام المعتدل لمصلحة إسرائيل، مستهجنا محاولات البعض التقليل من خطورة هذا الموضوع وخروج هؤلاء بشعارات على غرار "فليحكم الإخوان"، معتبرا أنّ إطلاق هذا الشعار هو بحدّ ذاته "وصمة عار" على صاحبه ودليل على أنه لا يفهم في السياسة، وقال: "نحن أمام مرحلة مصيرية في المنطقة فإما أن ينتصر الحكم الوهابي أو يفشل".

معلومات غصن نتيجة تحقيقات وهو لا يخترع
وبالعودة إلى الجريمة الإرهابية التي وقعت في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت هذا الأسبوع، فقد توجّه أبو فاضل إلى أهالي الضاحية بشكل عام وإلى ذوي الشهداء بشكل خاص بأحرّ التعازي كما تمنى للجرحى الشفاء العاجل، ورأى أنّ هذا العمل الجبان يحمل بصمات جماعات متخصصة ومتطرفة وليست هاوية بأيّ شكل من الأشكال، مؤكدا أنّ الهدف كان إلحاق الأذية بالمدنيّين بشكل كبير، وهذا ما ظهر بوضوح من خلال وزن العبوة التي استُخدمت في تفجير السيارة المفخخة كما في طبيعة هذه العبوة والدمار الذي أحدثته في مسرح الجريمة.
وإذ أقرّ أبو فاضل بوجود تقصير من قبل السلطات المعنية على هذا الصعيد، لفت إلى البيان الصريح الذي صدر عن وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن والذي سمّى الأشياء بأسمائها للمرة الأولى، ملاحظا أنّ وزير الدفاع عندما يعلن ما أعلن عنه، فهذا يعني أنّ المعلومات وصلته من مديرية المخابرات وبالتالي من قائد الجيش العماد جان قهوجي شخصيا، مشددا على أنّ الوزير غصن لا يخترع المعلومات التي يذكرها بل إنّ هذه المعلومات أتته نتيجة تحقيقات، مذكّرا في هذا السياق بالحملة التي سبق أن تعرّض لها الوزير غصن يوم تحدّث عن وجود لتنظيم "القاعدة" في لبنان، وكانت من نتائجها حالة الفوضى الأمنية التي يشهدها لبنان اليوم.

لا يحبّون الحياة بل الحيّات!
أبو فاضل، الذي رفض تسمية الفريق الآخر بـ"14 آذار" باعتبار أنّ رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون وحده يختصر حركة "14 آذار"، استهجن بشدّة مواقف فريق "14 شباط"، كما سمّاها، من جريمة الرويس الإرهابية، معتبرا أنّ إدانة هذا الفريق للجريمة الوحشية أتت "بشق النفس" بل إنّ معظم أركان هذا الفريق لم يتردّدوا في تحميل حزب الله المسؤولية عما حصل ولو بشكل غير مباشر، تحت عناوين وذرائع شتّى.
ورأى أبو فاضل أنّ هذا الفريق يدّعي أنه "يحبّ الحياة" كما يقول شعاره الشهير فيما يتحالف دون تردّد مع القتلة والمتطرفين ويدافع عنهم ويبرئهم، وقال: "تبيّن بوضوح أنهم لا يحبون الحياة بل لعلّهم يحبون الحيّات والعقارب".
وردا على سؤال، لاحظ أبو فاضل أنّ المناطق التي يُشتبه بأنّ إعداد السيارات المفخخة يحصل فيها هي للأسف مناطق محسوبة على الطائفة السنّية الكريمة، معتبرا أنّ دخول الجيش لهذه المناطق وفرض الأمن فيها من شأنه إراحة البلد وإعادة الأمان والاستقرار إليه، وأكد أن بين السنّة قيادات واعية وحكيمة، لكنه لفت إلى أنّ هذه القيادات تمثل ثلاثين بالمئة من الشارع "إلا أنها لا تستطيع التأثير في الطائفة، إذ إنّ العصبية أقوى منهم، ويجب أن يتصرفوا كتكفيريين حتى يحظوا بالاهتمام".

إما نحن في السلطة أو خذوا ما يرضيكم...
وفي سياق آخر، رأى الكاتب والمحلل السياسي جوزيف أبو فاضل أنّ تيار المستقبل وآل الحريري فرضوا معادلة جديدة في البلد عنوانها "إما نحن في السلطة أو خذوا ما يرضيكم"، في إشارة إلى أنّ هذا التيار جاهز بل قادر على إعادة تهدئة الشارع بصورة تلقائية فور عودته للسلطة، التي تشكّل عقدته الأولى والأخيرة. 
وأوضح أبو فاضل أنه لم يعد بخافٍ على أحد الرابط المباشر بين آل الحريري والمتطرفون الذين ظهروا في الأشهر الأخيرة، ولا سيما أولئك الذين يذهبون وينسقون في تركيا ومصر والذين سقط لهم قتلى في سوريا منذ الأيام الأولى للحرب والذين وصلوا لمرحلة إرسال الانتحاريين إلى سوريا، وقال: "لا يمكننا أن نصدّق أنّ كلّ هؤلاء بعيدون عمليا عن آل الحريري أو عن أحمد الأسير الذي لم يكن في النهاية سوى أداة لتيار المستقبل"، وأضاف: "الغريب أنّ نائبي صيدا بهية الحريري وفؤاد السنيورة تبرآ الآن من أحمد الأسير، وكأننا لا نعرف من الذي موّل الأسير ومن الذي دعمه، كما أننا لم ننسَ بعد كيف نشرت النائب الحريري عرض الجيش يوم سقط الأسير ولم توفر أي ضابط من ضباطها من حملتها الشهيرة على المؤسسة العسكرية حينذاك".

خطأ حزب الله وحركة أمل التاريخي
وقلّل أبو فاضل من شأن مواقف رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الأخيرة، معتبرا أنّ "البيك" لا يزال "بالسيليكون السوري ينفخ نفسه"، معربا عن اعتقاده بـ"أننا وصلنا إلى هنا بسبب غنج وليد جنبلاط"، موضحا أنّ القوى السياسية لم تجرِ الانتخابات وبقي البلد فالتا لا لشيء سوى كرمى لعيون جنبلاط.
واعتبر أبو فاضل أنّه "لو سار البلد ديمقراطيا كان البلد بألف خير"، موضحا أنّ رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون كان مهيئا للفوز في المنطقة المسيحية في هذه الانتخابات، وبالتالي كان مستعدا لتغيير سياسة البلد عن بكرة أبيها، مجددا القول أنّ حزب الله وحركة أمل ارتكبا خطأ تاريخيا على هذا الصعيد عندما سارا بخيار التمديد للمجلس النيابي وبالتالي تأجيل الانتخابات النيابية التي كان يفترض أن تحصل في مواعيدها الدستورية، وقال: "لو ساروا بقانون اللقاء الارثوذكسي كنا اليوم بالف خير وكان الوضع يختلف تماما في لبنان، لكن بعد أن وصلنا لما وصلنا إليه علينا أن نستعد لأننا سنرى الكثير بعد فقد تدهورت حالة البلد لان كل واحد كان باله يمدد لنفسه".

نصرالله لم يهدد الداخل ورده سيطال الخارج
وردا على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ ردّ حزب الله على استهداف الضاحية الجنوبية لن يكون في الداخل، مشيرا إلى أنّ ردّه سيكون خارجيا، لافتا إلى أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان واضحا في خطابه الأخير وهو لم يهدّد الداخل بأي شكل من الأشكال بل نبّه جميع الفرقاء من الانجرار لما يُدبّر لهذا الداخل والمنطقة بشكل عام، وهو الذي قال أنّ من يدمّر المنطقة اتخذ قراره بتدمير لبنان أيضا.
وجدّد أبو فاضل إعلان تأييده لمشاركة حزب الله في القتال في سوريا، موضحا أنّ الحزب ذهب إلى سوريا للقضاء على رأس الأفعى، مشيرا إلى أنه لو لم يفعل ذلك لكان المتطرفون والإرهابيون هم من أتوا إلينا وما يحصل اليوم في الضاحية خير دليل على صحة هذه النظرية، وقال: "من يضربون الضاحية اليوم يوجّهون رسالة للحزب مفادها أنهم أتوا إليه في عقر داره وفي قلب معقله"، وأضاف: "انطلاقا من كل ذلك، يجب أن يكون كلّ مواطن اليوم خفيرا ولا يتّكل فقط على الدولة والأجهزة الأمنية، لأنّ المرحلة مصيرية وعلى كلّ مواطن أن يساهم في حماية نفسه وحماية البلد".

الخطر القادم سيفرض على عون وبري وفرنجية الاجتماع
وأكد أبو فاضل، ردا على سؤال، أنه يراهن على حزب الله وعلى وعي المسيحيين، محذرا من أنّ استمرار الأمور على ما هي عليه يعني أنّ المسيحيين هم مستهدفون في لبنان، لافتا إلى أنهم ألغوا نفسهم بنفسهم بسبب خلافاتهم "وانظروا إلى أين وصلنا بسبب هذه الخلافات".
وشدّد أبو فاضل على وجوب أن يتفق المسيحيون اليوم "لأنّ ما وصلنا إليه لا يمكن الاستمرار به"، لافتا في الوقت عينه إلى أنّ الظروف والأحداث القادمة سوف تجمع المختلفين داخل صفوف قوى الثامن من آذار ولا سيّما رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، موضحا أنّ "الخطر القادم على لبنان سوف يفرض عليهم أنّ يجتمعوا".

"أنتينات" جنبلاط المعطّلة
وفيما جدّد أبو فاضل الحديث عن وجود نية لرمي حزب الله والتيار الوطني الحر خارج الحكومة العتيدة، اعتبر أنّ عملية تأليف الحكومة بات مثل قصة العصا والجزرة، خصوصا بظلّ وجود حكومة تصريف أعمال لا تزال تعمل، "وكأنّ السعودية تقول لقوى الثامن من آذار نفذوا ما يريده الرئيس نجيب ميقاتي وإلا نشكل حكومة الأمر الواقع برئاسة سلام".
ولم يعلّق أهمية كبرى لموقف النائب وليد جنبلاط على هذا الصعيد، مشيرا إلى أنّ جنبلاط لم يعد يستطيع وهو بدأ "ينفسخ"، لافتا إلى أنّ السعودية لم يعد يريد أقوالا من جنبلاط بل أفعالا، وجدّد القول أنّ "أنتينات" جنبلاط تعطّلت ولم تعد تعمل في زمن الأقمار الصناعية، مستغربا كيف أنّ جنبلاط ما زال مصرّا على أنّ النظام السوري سيسقط، مشيرا إلى أنه لم يعد على معرفة بالأجواء الحقيقية.

السيد نصرالله يغلي
وردا على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز مريض وقدرته على معالجة الأوضاع بطيئة وكذلك الأمر ولي العهد وأيضا نائب رئيس الحكومة الامير مقرن، معتبرا أنّ الناشطين اليوم في العائلة المالكة لا يتعدّون الاثنين أو الثلاثة على أبعد تقدير، وفي مقدّمة هؤلاء الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية إضافة إلى الأمير بندر بن عبد العزيز الذي اجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما يعني أنّ له دورا رئيسيا في هذه المرحلة نظرا لأهمية اللقاء مع بوتين.
وإذ جدّد الحديث عن هجوم على سوريا لإسقاطها، مشيرا إلى "أنّهم يقومون بالمستحيل ليضربوا هذا المحور ويفتّتوه"، لفت إلى أنّ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بدا في خطابه الأخير "وكأنه يغلي"، ملاحظا أنّ خطابه هذا أتى بعد خطاب شيعي خرج به السيد نصرالله للمرة الأولى عمليا، معللا ذلك بقوله أنّ حزب الله والشيعة مستهدفون في لبنان، كما لفت إلى تركيز السيد نصرالله على معادلة الجيش والشعب والمقاومة ووصفه لها بالذهبية، معتبرا أنّ معنى ذلك أنّ ولادة حكومة لا ينصّ بيانها الوزاري على هذه المعادلة هي في الواقع من سابع المستحيلات.

الاتفاق بين المسيحيين يجب أن يحصل
وفيما استغرب أبو فاضل مطالبات البعض بتسليم سلاح المقاومة وهم الذين يريدون قتالها بسلاحها، اعتبر أن قوى "14 شباط"، كما سمّاها، تبيّن أنها متحالفة مع الكفار ومع المتطرفين والتكفيريين والإرهابيين، مذكّرا بأنّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري نام في سوريا نوما هنيئا لم ينم مثله لا في قريطم ولا في باب الوسط، مشيرا إلى أنّ مشكلة هؤلاء هي السلطة، محذرا من أنّ ما قالوه عن مساواة في عدم المشاركة في الحكومة العتيدة هو في الواقع فخ يحاولون نصبه لحزب الله.
وشدّد أبو فاضل على أنّ الاتفاق بين قوى الثامن من آذار بات ضروريا كما أنّ الاتفاق بين المسيحيين يجب أن يحصل، وقال: "نحن وكل الطوائف الاخرى من شيعة وعلويين وحتى السنّة مستهدفون اكثر منا كما قال الأمين العام لحزب الله".

الجوزو مسؤول معنويا عن متفجّرة داريا
وإذ لفت أبو فاضل إلى قضية رئيس بلدية عرسال علي الحجيري المطلوب للقضاء بتهمة قتل عسكريين فيما هو يطلّ عبر وسائل الاعلام ويتنقل بمواكب كما يحلو له، أشار في المقابل إلى أنّ مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو مسؤول عن متفجرة داريا معنويا، لافتا إلى أنّ الجوزو هو الذي عيّن إمام مسجد داريا، وبالتالي يجب التحقيق معه، إذ إنّ لديه مسؤولية مفترضة.
وردا على سؤال، أكد أبو فاضل أنه يعرف أنّ حزب الله يستطيع أن يقاتل التكفيريين، وقال: "حزب الله لديه قوة ولديه مجموعة اذا وضع يده بيد الدولة يستطيعون إنجاز عمل مهم"، ونفى أن يكون الحزب يحلّ محلّ الدولة.

إعلان بعبدا ليس إنجيلا ولا قرآنا
وإذ أشاد أبو فاضل بتوصيف العماد ميشال عون للدولة على أنها مسلوبة ومنهوبة، أسف لغياب متطلبات الحدّ الأدنى من أمن واقتصاد عنها، مشيرا إلى أنّ الليرة اللبنانية كانت لتنهار لولا وجود شخص يسهر عليها كحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
وأيّد أبو فاضل حديث رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الأخير الذي وصف فيه إعلان بعبدا بأنه حبر على ورق باعتبار أنه ولد ميتا، مذكّرا بأنّ الفريق الآخر يشارك في القتال في سوريا منذ اليوم الأول، مستشهدا بكمين تلكلخ الشهير كدليل على ذلك، ولفت إلى أنّ إعلان بعبدا ليس إنجيلا ولا قرآنا، وهو لو كان دستوريا يمكن أن يُعدّل.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ المقاومة هي للدفاع عن لبنان، "وبالتالي إذا كان ما يحصل في سوريا تهديدا للبنان فإنّ  واجبها أن تدافع عن لبنان كما أنّ واجبها أن تكون حيث يكون الصهاينة".

للعفو عن السجناء وإطلاقهم
من جهة ثانية، وفي انتقاد مبطن لسكوت الدولة عن الكثير من المجرمين، وبينهم مطلوبون بقرارات اتهامية على غرار رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، اقترح أبو فاضل إصدار عفو عن كلّ السجناء في الدولة اللبنانية وإطلاقها، وقال: "لم يعد هناك أيّ قيمة لشيء في هذا البلد، ونحن عمليا بتنا نعيش شريعة الغاب".
وإذ استهجن شماتة البعض بانفجار الرويس والتضامن المزيّف الذي أظهره البعض على هذا الصعيد، وجّه تحية لوزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل الذي يقوم بعمل مهم على هذا الصعيد.
وحذر أبو فاضل من أننا مقبلون على مشاكل بكل تأكيد في المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أنّ المناطق الاكثر امانا هي المناطق المسيحية والدرزية ولكن في مرحلة ثانية ستصبح المناطق المسيحية مستهدفة ايضا من قبل التكفيريين، وقال: "نحن نذهب نحو الهاوية والرجال المسيحيون يُستهدفون في كل المنطقة".

تركيا مسؤولة عن خطف المطرانين
وفيما نفى أبو فاضل وجود معلومات لديه عن المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، حمّل مسؤولية خطفهما لتركيا.
وأكد أبو فاضل أنه ضدّ الخطف عموما، لكنه رأى أنّ خطف الطيار التركي ومساعده قوّت من صلابة موقف السلطة اللبنانية بشكل غير مباشر للعمل على إطلاق المخطوفين اللبنانيين في أعزاز وخصوصا موقف وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، مشيرا إلى أنّ عملية الخطف المذكورة حرّكت المفاوضات المجمّدة بقضية مخطوفي أعزاز.

الحرب طويلة وليست لعبة
وبالعودة إلى الوضع الداخلي، شدّد أبو فاضل على وجوب أن يتحرّك قائد الجيش العماد جان قهوجي فورا لضبط الأمن وتوقيف كل المخلين والعابثين بالاستقرار، لافتا إلى أنه لا يحتاج لغطاء سياسي، مشيرا إلى أنّ كل الناس تؤيد قيادة الجيش في ذلك، "حتى أن بهية الحريري مع الجيش وقد أقامت إفطارا تكريميا له كما أنّ ابنها احمد الحريري جال على كل المسؤولين الامنيين داعيا لتمرير المرحلة بأقلّ خسائر ممكنة"، وتوجّه إليه بالقول: "بما أنك تعرف أن المرحلة خطيرة فاضبط نفسك على الأقل".
وإذ لفت إلى دعوة السيد حسن نصرالله للحديث بالسياسة لا بالطائفية، أعرب عن خشيته من انفجار سيارة مفخخة لا سمح الله في منطقة سنية، منبّها من ردود الفعل التي يمكن أن تحصل عندها، وقال: "السيد نصرالله أعلنها حربا على الإرهاب وأنا معه لكنّ الحرب طويلة وليست لعبة"، وأضاف: "ليأخذ الله بيد الشباب".

CONVERSATION

0 comments: