.....من الواضح ان قيادة"إمارة رابعة العدوية" إختارت خيار الدم والقتل والتخريب والفوضى فس سبيل السلطة،وقادتها يهددون بالقتل والتكسير والسحل والحرق،وربما يحولون"إمارة رابعة العدوية" الى قلعة "المتسادا" الإسرائيلية،وينتحرون فيها انتحارا جماعيا فداءاً للمحبوب مرسي والسلطة،فالتحصينات والسواتر الرملية والترابية ومختلف انواع السلحة الموجودة في إمارة رابعة العدوية،تبشر بأن قادة الإمارة قد إختاروا النموذج الجزائري في المواجهة مع الجيش وبقية مكونات المجتمع المصري،فالإخوان بعد عزل مرسي وفقدانهم للسلطة في عقر دار المشروع الإخواني،اصابتهم حالة من الهستيريا و"التغول والتوحش،وكذلك ظهور بوادر جدية على إمكانية فقدانهم للسلطة في تونس،وعدم القدرة على الإستيلاء على السلطة في الشام،كل ذلك دفع بهم الى اتخاذ قراراتهم الدموية في مؤتمر إسطنبول،إما سلطة الإخوان أو من بعدها فليأتي الطوفان والدمار والخراب.
وشهوة وحب الإخوان للسلطة وتغليب مصلحة الإخواني/الديني على الوطني،برزت بشكل واضح بعد إقامة حماس لإمارتها في قطاع غزة،فالإخوان بعد وصولهم للسلطة سواء في غزة او مصر وغيرها من الأقطار العربية،إتضح للجماهير العربية،بانهم ليسوا لا بالنساك ولا بالتقاة ولا بالورعين،بل هم كما وصفهم الملك الأردني عبدالله الثاني "ذئاب في ثياب حملان"،وايضاً الديمقراطية والحرية يعتبرونها من البدع ولا تتفق مع رؤيتهم ومعتقداتهم،والتعددية السياسية والفكرية هي خارج قواميسهم،بل همهم الأول والأساسي السلطة ومصلحة الإخوان فوق مصلحة الأوطان،والتمكين بدل التحرير،والإخواني/الديني قبل الوطني والقومي.
في الوقت الذي كان فيه الإخوان كحركة عالمية،يعيبون فيها على الرئيس السوري بشار الأسد التشبث بالسلطة،وعدم التنحي عنها حقنا للدماء،فإننا نرى ان قادتهم يعلنون بانهم على إستعداد على دفع(100000 )"شهيد" على مذبح العودة للسلطة،فالألوية عندهم للسلطة ثم السلطة ولا شيء غير السلطة،فالقتل والتخريب في سبيلها جهاد.
السيناريو بعد قرار الداخلية المصرية بإزالة خيمة إمارة رابعة العدوية،وفض الإعتصامات الإخوانية،أصبح واضحاً،هو السير في طريق المشروع الأمريكي الفوضى الخلاقة وهدم المؤسسة العسكرية وتكسير هيبة الدولة،وكل هذه المؤشرات والبوادر كانت تتشكل وتتضح بعد الهجمات التي كانت تشن على الجيش المصري ومؤسسات الدولة في سيناء ورفح،وعمليات القتل والحرق والإعتداء على مؤسسات الدولة والمؤسسات العامة التي كان يقوم بها الإخوان المسلمون.
ولكن رغم كل ذلك، كان لدي امل بان يثوب الإخوان الى رشدهم ويقرأوا التجربة معمقا ويراجعوا انفسهم،ويختاروا الإنخراط في العملية السياسية والمشاركة في الإنتخابات،مستفيدين من تجربة مرشدهم ومعلمهم أردوغان الذي خرج من رحم حزب نور الدين أربكان.
الان يريدون تصعيد ونقل الحركة من الإعتصامات السلمية الى المجابهة والمواجهة مع الجيش،فهم باتوا على قناعة بأن استحضار التدخل الأجنبي وإستعانتهم به من اجل إعادتهم للسلطة غير ممكن بدون المجابهة والمواجهة العسكرية،وكذلك من شأن الإعتصامات السلمية واستمرارها بنفس النمط والوتيرة ان تثقل على المعتصمين،وبالتالي تجعل اعدادهم في تناقص مستمر،وواضح ان خيار الإخوان هذا قد حسم بعد قدوم آشتون مفوضة الإتحاد الأوروبي الى القاهرة مرتين ولقاءها بالرئيس المصري المعزول مرسي واللقاءات التي عقدتها السفيرة الأمريكية في القاهرة مع قادة الإخوان،وبما يثبت بشكل قاطع بان الإخوان لهم دور كبير وهام في المشروع الأمريكي للمنطقة،وبان مرسي وجماعة الإخوان،قد وصلوا للسلطة عبر صفقة مع الأمريكان،وهذا برز بشكل واضح في مشاركتهم بفاعلية في الحرب على النظام السوري.
الإخوان سيستمرون في إستخدام مصطلحات وعبارات الناس المظلومين والمستهدفين،وبان حرباً كونية تشن على الإسلام والمسلمين،ولكونهم مسلمين مستهدفين،ولكن تلك الحجج والذارائع أصبحت بالية،ومسلتهم لا تخيط،فإن من إستقدم الأجانب والجيوش الغربية لإحتلال الأوطان العربية،وتمليكهم للسلطة،هم الإخوان انفسهم،مفتيهم ومرشدهم والرئيس مرسي وقادة الإخوان،حيث دعو القوات الغربية لإحتلال ليبيا،وهي الان بنفطها وغازها تحت السيطرة الغربية يتقاسمونه ويتمتعون به،وشعبها منقسم الى قبائل وعشائر تتصارع على السلطة والنفوذ والمصالح والإستثمارت،والسلطة المركزية ضعيفة جداً.
ونفس الشيء حدث وحصل مع سوريا،حيث مفتي الإخوان القرضاوي وقادتهم ومشايخهم ورئيسهم مرسي،دعو الغرب إلى إحتلال سوريا،بل وذهب الرئيس المعزل مرسي الى أبعد من ذلك بالدعوة الى تشكيل ألوية وكتائب إسلامية لل"جهاد" ضد النظام السوري.
واضح من زيارة اشتون للقاهرة مرتين ولقاءها بمرسي،وكذلك لقاءات السفيرة الأمريكية في القاهرة بقيادات الإخوان،وتهديداتهم بإشعال فتيل الحرب والتهديد بالتكسير والقتل،ودفع المئة ألف"شهيد" في سبيل السلطة وإعادة مرسي للحكم،بان الإخوان والأمريكان قد إختاروا طريق العنف وإدخال مصر في اتون الحرب الداخلية والفتن المذهبية والطائفية،فامريكا ستغلق سفارتها في القاهرة يوم الأحد القادم،وتنصح رعاياها بمغادرة مصر،دلالة على ان ساعة الصفر قد إقتربت،وهذا يترافق مع التهديدات التركية وسلسلة العقوبات التجارية والدبلوماسية التي اتخذتها بحق القاهرة،وتجند الدوحة بشكل فاعل مالياً وإعلامياً وسياسياً لصالح الإخوان.
بتدمير مصر مجتمعاً وجيشاً يكون المشروع الأمريكي،بتعميم ونشر الفوضى الخلاقة في المنطقة العربية،قد حقق الكثير من اهدافه،وفي اولها توجيه ضربة كبيرة الى المشروع القومي العربي،ومنع نهوضه وإنبعاثه لعشرات السنين،بعد قطع أرجل حلقاته الأساسية الثلاث العراق وسوريا ومصر،وإقامة مشروع استعماري جديد،يستولد أكثر من عشر كيانات عربية جديدة مقسمة على أساس المذهبية والطائفية(ثلاث دول في العراق) وكذلك في سوريا وفي مصر ولبنان وربما الأردن.
من اجل هذا يستشهد الإخوان،من اجل تدمير الأوطان،من اجل أن تكون لهم السلطة،ولو على حساب تدمير الأوطان وتقسيمها.
0 comments:
إرسال تعليق