بعد هزيمتها المنكرة في العراق عرفت أمريكا مقدار الخطأ الجسيم الذي اقترفته بتحويل بلد مثل العراق إلى دولة فاشلة مقابل ثمن كبير جدا بالأنفس والأموال. ثم في عام 2009 حينما تولى أوباما مدة رئاسته الأولى وفي أول خطاب دولي له تحدث عن نية أمريكا فهم الإسلام واحترامه وضرورة التباحث مع المسلمين لبناء أرضية مشتركة تسهم في بناء السلم الدولي وأستشهد بآية قرآنية ليثبت صدق نواياه، لكنه نسى بعد أيام معدودات ما جاء في ذلك الخطاب وعاد إلى الأسلوب العدواني القديم من خلال العمل بنفس الآلية السياسية الأمريكية القديمة المنحازة حتى وصل إلى نفس مواطن الفشل المخزي التي وصلها سلفه الفاشل جورج بوش في الأسباب التي أوردها لتسويغ غزو العراق وتدميره بذريعة تدمير أسلحة الدمار الشامل، وهي النكتة السمجة الغبية التي يسعى اليوم أوباما لخداع العالم بها في حديثه عن نيته بتوجيه ضربات تدميرية إلى سوريا بحجة استخدماها الأسلحة الكيماوية؛ لتحويلها هي الأخرى إلى دولة فاشلة، وهو يعرف تمام المعرفة أن الإرهابيين الذين اجتمعوا من أقطار الأرض لتنفيذ مشروعه القذر على أرض سوريا الحبيبة هم الذين استخدموا السلاح المحظور لقتل عشرات المدنيين السوريين الأبرياء من النساء والأطفال بغية توجيه اللوم إلى الحكومة السورية واتهامها باستخدام هذا السلاح المحرم وبذا يتم استهدافها بضربات تدميرية فتخسر الأمة العربية جهود دولة ثانية من دول الممانعة والصمود التي كانت تقف حجر عثرة بوجه النوايا التوسعية الصهيونية، ومع خسارة هذا الركن المهم من أركان الوعي العربي تتحول إسرائيل إلى غول شرس يكتسح بلاد العرب ويدمر مقومات الدول في وقت يشغل بلدان العرب الأخرى التي يؤمل فيها أن تتصدى للعدوان التقاتل الداخلي نتيجة الفوضى الخلاقة التي سوقتها أمريكا على أراضيها ونتيجتها تجد الشعب المصري يتقاتل بعضه ضد البعض الآخر والشعب الليبي يتقاتل بعضه ضد البعض الآخر والشعب اليمني يتقاتل بعضه ضد البعض الآخر،وحولت الشباب العربي إلى قطعان مخدوعة تسير وفق ثقافة القطيع وتنفذ ما يطلب منها تحت يافطات الذهاب إلى الجنة والزواج بالحوريات، وحولت الفتيات المسلمات إلى بغايا يجلن بين قطعان الذئاب ينهشون لحومهن بمسمى جهاد المناكحة، وشغلت البلدان العميلة لها الأخرى بمهمة تحويل الإنسان العربي إلى نكرة مهووس بالجنس الغربي والحضارة الغربية إلى درجة التخلي حتى عن الواجبات الدينية والالتزامات الأخلاقية من أجل إشباع تلك الرغبات الخسيسة.
إن ما يحدث في وطننا العربي اليوم ينبئ بأيام سود تنتظرنا لا ينقشع سوادها إلا بعد تحويلنا إلى خول وعبيد مسلوبين الإرادة تقودنا إسرائيل وتتحكم بمصائرنا وعقائدنا وثقافتنا بعد أن تحقق النبوءة التوراتية (من النيل إلى الفرات).
ولكن بالرغم من كل تلك الصور المرعبة السوداء سوف تبقى نفوسنا مطمئنة إلى أن ما يريده الله هو الذي سيتحقق، وما يطيب نفوس المؤمنين العقائديين هو إيمانهم بأن ذلك كله يسير بمشروع الحياة إلى نهايته وفق النسق الرباني المرسوم للكون في آخر الزمان، وأنهم يجب أن لا يفرحوا كثيرا حتى لو تحققت نبوءة (إسرائيل الكبرى) لأن تحققها يعني بداية تدميرهم النهائي وتخليص الكون من شرورهم؛ من خلال المعركة التي نسميها نحن (المعركة الكبرى) ويسمونها هم (هرمجدون) حيث تدور الدائرة عليهم ولا يشفع لهم مكرهم بعد أن ينطلق جنود الله ليبدوهم عن آخرهم يشهد عليهم الحجر والمدر ويشهد بذلك بنصر من الله سبحانه وتعالى.
إن بوادر هرمجدون تبدو واضحة من الرد السوري على التهديد الأمريكي فسوريا تقول: لن أسمح لأمريكا بان تحفظ ماء وجهها على حساب كرامة الجيش العربي السوري. وتهدد أن: كل صاروخ يسقط على سوريا سيقابله 100 صاروخ تسقط على إسرائيل. فإن صدق هذا القول سوف تتحول المنطقة إلى جهنم أرضية لا تبقي ولا تذر، وعلى أمريكا التفكير الجدي بالموضوع مئات المرات قبل أن تقدم على عمل مجنون ومغامرة غبية ستقود العالم إلى شفير هاوية لا يعلم مستقرها إلا الله تعالى.
0 comments:
إرسال تعليق