بأيّ ربٍ يؤمنـون..!؟/ مهندس عزمي إبراهيم

بأيً رَبٍ يُؤمنون..!؟
وأيّ دينٍ يَتبعون..!؟
ولأي وطنٍ ينتمون..!؟
ولأي عصرٍ.. ولأي شعبٍ.. ولأي بشريةٍ أو إنسانيةٍ.. ينتسبون..!!!!!؟؟
الأخوان المسلمون... مسلمون.
من منطوق مُسَمَّاهم مسلمون. ومن عديد شعاراتهم مسلمون. ومن نداءاتهم وصراخهم ودعائهم وهتافاتهم ومليوناتهم مسلمون. كما أنَّهم يَدَّعون أنهم.. مسلمون!!!

الأخوان اليوم أمامنا ولم يعد لأحد، في مصر أو خارج مصر، حاجة إلى النبش عليهم في خلايا وكهوف سرية دفينة تحت سطح الساحة السياسية أو الاجتماعية حيث كانوا يختبئون، يخططون ويتآمرون حتى سمح لهم السادات (الرئيس الذي أراد الاستعانة بهم سياسياً فاغتالوه في زهوة احتفاله) فاستطاعوا أن يخرجوا علينا من جحور الانزواء بمخالب وأنياب تنمو كل يوم. الأخوان اليوم أمامنا وأمام العالم عرايا، وليس لأحد حاجة إلى عدسة مكبرة لكي يراهم على حقيقتهم بما يضمرون.

الأخوان اليـــــوم... 
الأخوان اليوم أمامنا.. ومن وثق فيهم وظن أنهم مسلمون أو دافع عنهم، يعلم أنه كان غبياً مخدوعاً منهم أو بهم أو فيهم، أو أنه كان تابعاً إمَّعةً مُساقاً أعمي مُخدَّراً مُغيَّباً مُسَيّراً "بزمبلك" السمع والطاعة ولا حيلة له، لا في أمره ولا في وطنيته ولا في إنسانيته!!! فليس كل من قال أنه "مسلم" مسلماً حقاً!! فالمسلم الحق ليس من يحمل لافتة أو علم أو راية مكتوب عليهم "مسلم" ويده ملطخة بدماء الأبرياء وبجيبه سكين وتحت جلبابه قنبلة أو زجاجة مولوتوف. والمسلم الحق ليس من يسرق أخيه وجاره الانسان ويحرق بيته ويغتصب ابنته أو زوجته ويختفي تحت زبيبة ولحية ليعلن للناس أنه "مسلم". الإسلام دين، والدين منبع أعمالٍ وتصرفاتٍ طيبة ومشاعرٍ إنسانية راقية مُشرِّفة "تدل وتؤكد وتقنع" أن من يتبعه حقاً "مسلم" يتبع تعاليم الله خالق البشر لصالح البشرية جميعاً، من آمن به ومن لم يؤمن.

الأخوان ليسوا مسلمين. فأعمالهم وتصرفاتهم ومبادئهم وتطلعاتهم لا تدل من بعيد أو قريب أنهم حقاً مسلمون، ولا هم محافظون على مبادئ الدين الإسلامي. فهم لا يتبعوها ولا يطبقوها، بل ولا يحترموها. هم عصبة لا تمت للإسلام إلا بالإسم فقط. ولا تمت أعمالهم وتصرفاتهم بصلة لأي دين أو عقيدة. هم عصبة أو عصابة في جماعة شأنها شأن المنظمات السلطوية العنصرية التعسفية كالنازية والفاشية والبلشفية والتتار والمغول والهكسوس وأمثالها من الدكتاتوريات والعصابات الارهابية التي لوثت تاريخ البشرية مرفوعين على أكتاف الأغبياء.

وجماعة الأخوان هي أمُّ غالبية الجماعات الدموية الارهابية (الإسلامية بالإسم فقط) في العالم. فمن رَحمها الأسود خرجت منظمات القاعدة وحماس وحزب الله والجهاديين وبوكوحرام وجماعات عديدة على ذات المنوال، العامل المشترك بينها هو شهوة التسلط والعنف والحقد على الانسانية وسفك دماء الأبرياء. ولا يمكن لشيطان أو لإنسان شرير حقود ماكر يريد أن يسيء إلى الإسلام والمسلمين أن يفعل أكثر مما فعله الأخوان المسلمون وما يفعلونه. فما فعلوه وما يفعلونه هو وصمة في جبين الاسلام. هو شرٌ وإجرام وارهاب وتعدِّي صارخ على مبادئ الإنسانية لا يُرضي ربٌ ولا يقبله دينٌ ولا يفعله إنسانٌ سَويٌ متحضرٌ، سواء تابعٌ لدين أو ملحدٌ لا يعرف الله!!!

عاشت جماعة الأخوان المسلمون، منذ أن تمخض بها مُخُ حسن البنا، في مصارعات ومصادمات رهيبة سرية وعلنية مع السلطات والأنظمة المصرية على اختلافها ومع المجتمع المصري عامة لمدة تربو عن 88 سنة. قامت فيها جماعة الأخوان بمصر بكم هائل من التجاوزات التي شملت نشر الإرهاب والفوضى والاغتيالات وسفك الدماء وخرق القانون والإساءة للدين والإنسانية والوطن والمواطنين.

فلنسأل أنفسنا اليوم: هل من الدين والإنسانية والوطنية والأخلاق والنخوة الشخصية في قياداتها وأعضاءها أن يقوموا بالآتي، وهو بعضٌ من كثيرٍ:
أن تستعمل الرشوة والارهاب والارغام والمنع والتهديد على صناديق الانتخاب وتزييف البطاقات ليحصلوا على أصوات غير مستحقة، خرقاً لنزاهة وشفافية الانتخابات. ثم تزوير النتائح بتهديد الوطن والجيش والشرطة والمواطنين، كي يحصلوا على شرعية لا حق لهم فيها ولا هم كفءٌ لها!!؟
وأن تُحَطم أبواب السجون ويُقتل الحراس لتهريب ألوف المساجين الارهابيين والمسجلين خطر عنوة، أو يطلق سراحهم بعفو رئاسي ليتولوا السيطرة على حكم الوطن والتمكن من مفاصله، ويتقاسموا خيراته وموارده بين قاداتهم الجشعين الانتهازيين، وأن يبيعوا الغالي من أطرافه لأصحاب الفضل عليهم، أرهابيي حماس وحكام قطر، بينما يغمروا شعبه وشوارعه بالفقر والجوع والارهاب والاجرام والحرق والتدمير!!؟
وأن تتوالى على الوطن مليوناتهم الفوضوية التي تتطاول على المواطنين والمنشئات والقضاء والشرطة والجيش بالتعديات اللفظية والجسدية وبتفجيرات وأعمال دموية وإرهابية وتخريبية!!؟
وأن تُسَرَّب إلى مصر أسلحة ثقيلة متنوعة لا حصر لها بطرق غير شرعية لا لهدف إلا إرهاب الشعب ومقاومة رجال القضاء والأمن والجيش المصري!!؟
وأن يستدعى ثعالب الإرهاب من القاعدة وحماس وجهاديين من اليمن وغزة وباكستان وأفغانستان وشيشان ومن كل أنحاء الأرض إلى مصر للاستعانة بهم للوقوف ضد الشعب وضد رغبته في الحرية والكرامة!!؟
وأن يتحالفوا مع مخابرات وحكومات الدول الأجنبية التي طالما أطلقوا عليها صهيونية وامبريالية أمريكية وغربية وأعداء الإسلام وشياطين وكفار وأبناء قردة وخنازير، والاستعانة بهم للتدخل في شئون مصر الداخلية سياسية وادارية وأمنية ضد ارادة الشعب المصري الحر ورجال الأمن والقضاء والجيش!!؟
وأن تتراكم الانتهاكات (الـ لا إنسانية) داخل مواقع الاعتصامات، وأن يُستعمل أطفال الوطن دروعاً بشرية للرجال الخارجين على القانون، معرضينهم للرصاص الحي فالموت؟؟
وأن تستخدم النساء في ميادين الاعتصام وما يسمونها ساحات الجهاد لممارسة الجنس الرخيص بالاغتصاب والنكاح الحرام (رصدت 67 حالة جهاد نكاح) والمحلل فقط للتفريج عن شهوات المعتصمين ومن يسمون أنفسهم مجاهدين، متسلقين على فتاوي رخيصة مغرضة من فقهاء مرتزقة قبضوا الثمن الجزيل من دول الجوار المغرضة على فتاويهم الخرقاء!!؟
وأن تشل مناطق الاعتصام وشوارعها ومحلات أعمالها ومصالحها وحركة المرور بها مما يضر حيويتها واقتصادها. وأن يعتقل سكان المنطقة الأبريا سجناءَ في بيوتهم وأملاكهم المجاورة والمحيطة لها، فلا يستطيعوا التحرك بحرية لأعمالهم ومصالحهم ووظائفهم وقضاء حاجاتهم وشئون عائلاتهم خوفاً من تعديات المعتصمين، وخوفاً من ترك نسائهم وبناتهم وأطفالهم وممتلكاتهم بغير حماية في هذا الجو المشحون بالفوضى والعنف والاستهتار!!؟
وأن تُعَرَّض بنات وسيدات وأطفال المنطقة للاهانات والتحرش الجنسي والتفتيش المهين من المعتصمين!!؟
وأن تحول المنطقة السكنية الهادئة إلى ساحة تجمعات وميكروفونات وضوضاء وصريخ ودعاءات مقلقة وتلفظات جارحة خادشة للأبرياء كبار وصغار، وبينهم مرضى ورضَّع وكهول!!؟
وأن تحول الحدائق الجميلة بالمنطقة إلى بؤرة قمامة وقاذورات وفضلات وتبول وإفرازات وميكروبات غير صحية وروائح كريهة مقززة!!؟
وأن يتوالى سحب الأبرياء كهول وشباب وأطفال بالخطف والإرهاب والترغيب بالمال والوجبات والجنس للانضمام للإعتصام، وحجز من يرغب في العدول عن الاعتصام بالقمع والتعذيب والقتل، وزجّهم في المقدمة لمواجهة رجال الأمن فداءً عن المعتصمين!!؟
وأن يُصِرّ المخالفون المعتصمون على عدم فض الاعتصام سلمياً، والتسبب في ضياع هيبة الدولة عالمياً أو سفك الدماء من الطرفين في حالة وقوع مصادمات عنيفة بينهم وبين قوات الشرطة والجيش لفك الاعتصام بالقوة!!؟
وأن يقوم الارهابيون بقتل الأقباط الأبرياء والتعدي عليهم وعلى عائلاتهم وحرق وهدم منازلهم وأعمالهم وكنائسهم ومقدساتهم انتقاماً لوقوفهم مع أقرانهم المسلمين الوطنيين في مسيرة الحرية والتحرر ونزع الأخوان من الحكم والسلطة التي اغتصبوهما!!؟

أمِن المقبول دينياً أو إنسانياً أو وطنياً أو قانونياً أو أخلاقياً أيٌ من الأعمال المذكورة وهي كما قلت بعض من كثير؟؟. أمن الدين أن تهدر كرامة الوطن ويساء إلى سمعته وسمعة مواطنيه بين دول العالم أجمع، لهذا الكم الهائل من التجاوزات وخرق القانون في أعمال تعسفية إرهابية خطيرة من جماعة مارقة، فقدت كل شرعية سياسية ودينية وأخلاقية ووطنية. شرعية لم تكن مستحقة أصلاً!!؟؟

استجابة للملايين الغالبية من شعب مصر الذين فوَّضوا جيشه الباسل لتحرير الوطن من براثن الأخوان، فمن حقهم ألا يتراخى الجيش والشرطة والقضاء والأزهر الشريف وكل المسئولين في الحكومة المؤقتة في مواجهة جماعة لا تعترف بمصر كوطن حر مستقل. بل هي جماعة لا تضمر لمصر خيراً ولا لشعبها احتراماً (قال مرشدها السابق "طظ في مصر واللي في مصر" ولم ينتقده أحدٌ منهم) وتستعين بقوات أجنبية كحماس والقاعدة والجماعات الارهابية واسرائيل وقطر واليمن وإيران وتركيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي ضد إرادة الشعب المصري، معرضة أمن مصر وكرامتها للهدر، ودماء وأرواح المصريين للخطر.

الفرق بين المسلمين.. والأخوان كبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر!!!
هو الفرق بين الإيمان والكفر... بين الإيمان بالله وتعاليمه ومقدساته وبين التشعلق على اسم الله!! بين اتِّباع الدين وتطبيق مبادئه السامية العادلة، وبين التجارة بالدين واستعماله "ركوبة" للوصول لأغراض سلطوية استعبادية استبدادية غير شريفة ولا مُشَّرِّفة. بين احترام الوطن والتضحية بالأرواح من أجله، وبين التضحية بالوطن في سبيل مصالح مغرضة وصفقات مشوبة واستدعاء الأجانب ضد الوطن وجيشه ومواطنيه.

لقد صحا شباب مصر. وآن الأوان لمن وضعت في أعناقهم مسئولية وضع دستور مصر أن يعدلوا في وضع نصوصه. لقد طال الأمد على وضع الأمور في نصابها ووضع ميزان العدالة الحقة في قوانين مصر. حيث تراخت الدولة بحكوماتها منذ حكم السادات حتى اليوم في حماية ملايين المواطنين الأبرياء الأوفياء العاملين المنتجين دافعي الضرائب ومرسلي أبنائهم لحماية مصر بداخلها وعلى حدودها. هؤلاء المواطنون الأوفياء لا يستوردون أسلحة ولا يحملون سلاحاً ضد الوطن ولا يتآمرون مع أعدائه ضده. هؤلاء الذين يعانون الظلم والارهاب دون ذنب لهم، من مهابيل الدين وجُهّاله المتشددين المتطرفين لمجرد أنهم من دين آخر أو من طائفة أخرى، مستندين على بنود ظالمة في دساتير تلاعبت بها الأيادي المغرضة!!

الدستور الجديـــد:
لا بد لمصر من صياغة دستور مدني ديموقراطي جديد (لا مُعَدَّل ولا مُرَقَّع) لنظام برلماني (لا فردي رئاسي دكتاتوري). دستور عادل يحتضن البيان العالمي لحقوق الإنسان، وينص على حماية كل الموطنين سواسية أمام القانون الحازم (لا مصالحات المصاطب العرفية المغرضة)، ولا يقوم على دين بعينه أو شريعة دين بعينها بل يحمي كل العقائد والمذاهب سواسية ولا يترك الباب مفتوحاً لطائفة أن تعلو باسم الدين على الطوائف المواطنة الأخرى. ولا يسمح بتسجيل حزب قائم على أسسَ دينية حتي لا يصل يوماً إلى الحكم فتعاني مصر كلــــها (وليس الأقباط والأقليات فقط) ما عانته وتعانيه اليوم من الأخوان.

مهندس عزمي إبراهيـم

CONVERSATION

0 comments: