إن إقالة بشار الأسد وزير الدفاع العماد أول علي بدور وتعيين العماد أول داود راجحة في مكانه لا يغير في تركيبة هذا النظام أي شيء لأن كل هذه الأسماء لا حول لها ولا قوة ومجرد بيادق تحركها أيد خفية تمسك بصولجان الحكم كشف عنها ابن خال الرئيس رامي مخلوف قبل أشهر عندما قال: (العائلة) – وهو من بين أفرادها – مترابطة ولا يخرج أي قرار دون موافقة الجميع، وأن بشار هو الواجهة الذي يعلن القرار أو المرسوم، وهذا بات معروفاً للقاصي والداني في سورية وخارجها وهذا ما يحصل بالفعل منذ وصول الأسد الابن إلى سدة الحكم بعد وفاة أبيه عام 2000.
آن للإخوة الأتراك الذين يجهدون أنفسهم ويريقون ماء وجههم على أعتاب هذا النظام وهم يرسلون الوفود لتقديم النصائح وإبداء الملاحظات أن يتوقفوا عن فعل ذلك، لأنهم في فعلهم هذا يعطون النظام مزيداً من الوقت ليوغل في قتل السوريين واستباحة الحرمات وتدمير المقدسات، كما شاهدنا في قصف الدبابات لأحد مساجد دير الزور وكيف هوت مئذنة أحد المساجد بعد استهدافها عن سابق إصرار وترصد بدانات مدفعية الدبابات التي لا تخطئ في مثل هذا الهدف، وتخطئ 180 درجة إذا كان الهدف بعض المواقع العسكرية الإسرائيلية في الجولان أو بعض طائراتهم التي تسرح وتمرح في سماء سورية المستباحة، والضحك على الأتراك عندما اصطحبوا السفير التركي إلى حماة الخالية من الدبابات ليسمع العالم تصريحات السفير بأن حماة خالية من الدبابات التي عادت من الباب الخلفي بعد إطلاق هذه التصريحات مباشرة.
تعيين راجحة وإقالة بدور مسرحية من مسرحيات النظام الممجوجة كدعاويه في مطاردة وملاحقة العصابات المسلحة في شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها لن تفيد النظام في شيء، لأن الشعب وهو الخبير ببواطن النظام ومسرحياته الهابطة الرخيصة، وأهل مكة – كما يقول المثل – أدرى بشعابها، على دراية تامة بهذه الحركات الأراجوزية من قبل النظام، وسبق وقدم الممثل السوري الساخر نهاد قلعي (حسني البرظان) مسرحية ضيعة تشرين التي يجسد فيها حقيقة هذا النظام قبل أكثر من ثلاثين سنة، ومسرحية النظام المبتذلة اليوم إن دلت على شيء فإنما تدل على تخبط النظام ولعبه في الربع ساعة الأخيرة من حياته.
إن النظام بلعبه هذه الورقة المستهلكة، بعد أن أفلس في جر البلاد إلى فتنة طائفية، وقد أعلنت كل الطوائف رفضها لمحاولات هذا النظام لجر البلاد إلى فتنة طائفية، والتي كان آخرها البيان الذي أصدرته الطائفة العلوية الكريمة التي تبرأت به من هذا النظام ومن عائلة الأسد الذي لا يمثلها – كما جاء في البيان – راح يتوجه إلى الإخوة المسيحيين المنخرطين في هذه الثورة بتعيين مسيحي على رأس الجيش عله يجد عندهم صدى لهذا التعيين الساذج القاصر الذي لا يثير لعاب أي مسيحي كي ينخدع بمثل هذه الألاعيب الصبيانية المكشوفة.
أخيراً أختم بما قاله النائب السابق المعارض مأمون الحمصي عن هذه القرارات التي يتخذها النظام في أن "عائلة الأسد في حالة هستيريا، وبدأت تفقد الثقة بمن حولها"، وقال "سنشاهد مرحلة جديدة وسريعة من التصفيات لكل أدوات النظام والتي استخدمها في جرائمه، وأصبحت شهودًا عليه أمثال رستم غزالة وديب زيتونة وعلي مملوك وهشام اختيار".
0 comments:
إرسال تعليق