مصر" تقدم رقصة "السيربتيز"/ مجدي نجيب وهبة

** أعتقد أن هذا هو العنوان المثالى للوضع الحالى ، فى وصف ما يحدث فى مصر ، منذ 25 يناير وحتى الأن .. وحتى يكون الكلام على بلاطة ... فسوف أضع بعض الحقائق ..
** بداية القصة عندما زار "أوباما" مصر ، وألقى خطابه الشهير فى منبر "جامعة القاهرة" ، وقد أظهر عبقرية فذة فى فن سحر القلوب ، وإنتزاع الأهات ، وتنويم العقول .. ثم توالت المصائب بعد ذلك ، وهو ما أطلقت عليه "واشنطن" إسم "الربيع العربى" .. وأبدى الغرب وأمريكا ، إندهاشهم لما أسموه "ثورة اللوتس" .. بل وإدعت أمريكا أن هذه الثورة سوف تدرس فى أمريكا والعالم .. ورشحت بعض الدول هذه الثورة ، وهؤلاء الشباب للحصول على جائزة "نوبل" لأعظم ثورات العالم ..
** وعندما إختلف اللصوص .. بدأت تتكشف الحقائق ، فالذى حدث لم يكن ثورة نهائيا .. بل هو خطة وضعتها أمريكا لإسقاط مصر ، وإسقاط المنطقة العربية بأكملها ، وإعادة تقسيمها .. وتقسيم كل دولة إلى دويلات .. هذه الدويلات تتعايش فى صراع داخلى .. كل يقضى على الأخر .. ويكون البقاء للأقوى .. وبدأت أمريكا تكشف عن وجهها القبيح ، وبدأت أوراق التوت تتساقط عن شجرة "الربيع العربى" ، ليكتشف البعض أنه "لا ربيع عربى ولا هباب" .. بل هو مجرد تصعيد فصيل محظور ، يتميز بالديكتاتورية ، والقمع ، والتعصب ، ورفض الأخر ، ورفض الديمقراطية ، ورفض العلمانية ، ورفض التقدم .. ليعود بالوطن إلى الوراء ألاف السنين .. وكان هذا الفصيل على إتصال دائم بالأمريكان للتخطيط لتنفيذ هذا السيناريو ، وهم جماعة "الإخوان المسلمين" يعضدهم كل من أطلق سراحه من جماعات الإخوان المسلمين ، والتنظيمات الإرهابية .. وبعض المعتقلين الذين أسقطت الأحكام الجنائية على الهاربين منهم .. وفتحت أبواب السجون لتهريب كل المساجين ، وأدخل بدلا منهم أسرة الرئيس السابق ، وكل رموز الحكومة السابقة ، وكل الوزراء ، وكل برلمان مجلس الشعب ، وكل من له صله بالنظام السابق ، وكل من كان مسئول .. وبدأت تنفتح لهم أبواب الإتهامات ، من موقعة الجمل المدبرة على طريقة قتل الألتراس الأهلاوى ، إلى ملف الشهداء .. والفاعل معروف فى كل هذه الجرائم .. ولكن التضليل والنصب ، والملايين من الأموال التى تدفع .. إستطاعت أن تشترى كل الذمم والضمائر .. فلم يعد فى مصر رجل صادق ، له ذمة ورأى حر .. الكل تحول إلى كلاب مسعورة وذئاب متوحشة تبحث عن التمويل ، سواء من أمريكا والغرب ، أو قطر وبعض الدول الخليجية .. وبدأت تتكشف الحقائق والمؤامرات والأهداف .. ومع ذلك .. وقف الجميع كالبلهاء ، كل يتحدث عن اللهو الخفى ..
** ولأننا لا نملك صحيفة تكشف هذه الأكاذيب ، وتكشف حجم الكارثة التى بليت بها مصر منذ 25 يناير .. فقد فضلنا أن تكون كتاباتنا عبر موقعنا على الإنترنت .. وبالقطع نحن نخاطب شريحة من المثقفين الصامتين ، قد تبدو كبيرة ، ولكنها غير مؤثرة .. فالإعلام بأكمله من صحف مقروءة إلى إعلام مرئى ، أصابهم مرض "الخيانة السرطانية" ، وأصبح الجميع فى صراع على إقتناص الفرصة ، ومحاولة كسب مزيدا من أموال الخيانة ، وأموال الدعارة ، من أجل التفريط فى مصر ، بعد أن باعها الجميع .. وتحولت "مصر الشامخة" العظيمة إلى عاهرة فى نظر أولادها ..
** نعم .. عاهرة على مسرح الذل والنذالة .. فبدأت ترقص رقصة "السيربتيز" .. وكلما خلعت قطعة من ملابسها .. هلل لها البلطجية والخونة والمأجورين .. وإنهالت النقوط عليها من دول العالم ، وبعض دول الخليج .. فكلما تعرت ، كلما زاد حجم النقوط .. وأبنائها العاقين يتصارعون تحت قدميها لجمع هذه النقوط فى شكل مأساوى .. فقد حمل كل منهم السلاح للأخر ..
** أما "مصر الشامخة" التى أهانها أبنائها ، وحولوها على عاهرة تمارس رقصة "السيربتيز" .. فلم يرحموها ، ولم يعطوها لحظة واحدة لكى تلتقط أنفاسها .. وظلت تسقط ملابسها قطعة .. قطعة .. حتى صارت عارية تماما .. ومن كثرة الإعياء سقطت جثة هامدة ، بعد أن فقدت نضارتها ، وحيويتها .. وتحولت فى لحظات إلى إمرأة طاعنة فى السن .. زحفت الشيخوخة إلى كل ملامح جسدها .. ولم تعد تغرى أحد ، بل صارت محل شفقة الجميع .. ولم تعد تغرى أحد لكى يشاهدها ، بل إنفض المولد عنها .. ومع ذلك وقف أبنائها العاقين يحاولون أن يقيموها .. ولكنها أبت أن تستيقظ مرة أخرى .. فلم يعد لديها ما تقدمه ..
** ومع ذلك .. لم يرحمها أولادها العاقين .. بل ظلوا يصرخون حولها ، وهم يقطعون فى ثيابها التى وضعها البعض فوق جسدها كالأكفان .. لنقلها إلى مثواها الأخير .. نعم .. لم يرحموها ، وبدأوا فى صراع دموى لإنتزاع هذه الأكفان ، بل ذهب فريق أخر لمحاولة جمع النقوط من راغبى المتعة ، الذين أبدوا إعجابهم برقص الأم .. وقالوا لهم أن العروض القادمة ستكون أكثر إثارة وسخونة ، وسنقدم فقرات لم تروها من قبل ، ولكن القوادين رفضوا هذه العروض ، ورفضوا تقديم أى نقوط لهم .. وقالوا لهم "إن أمكم لم تعد تصلح لتلبية وإشباع رغباتنا الدنيئة .. نحن ذاهبون على مسرح أخر ، لكى نستمتع برقص الصبايا" .. وخرجوا سريعا من المسرح ، فلم يعد هناك ما يغريهم من المتابعة والمشاهدة ...
** وبعد هذه المشاهد .. هل يحتاج بعض القراء إلى تفسير أكثر .. أرجو أن تكون الرسالة وصلت إلى كل أبناء مصر ، وهم يجوبون البلاد للتسول وطلب المساعدة .. لدعم بلطجية ميدان التحرير ، ودعم الفوضى والتخريب .. فمازالت الفوضى والبلطجية مستمرة فى كل أنحاء مصر .. والخسائر بالمليارات ، والفوضى تعم كل الميادين .. والأهم من كل ذلك أنه تم وضع سيارة إسعاف تحت أمر وتصرف البلطجية .. بل وقالوا لهم "أحرقوا كما تشاؤون .. وإنهبوا كما ترغبون .. وإقتلوا فى الأبرياء .. ودمروا فى السياحة" .. فمازالت مصر حتى الأن قادرة على تقديم "رقصة السيربتيز" ولم النقوط .. هؤلاء المغيبين الذين فقدوا رشدهم من كثرة تناول "الترامادول" .. فلم يعد يعلمون أن الأم سقطت صريعة ، بعد أن تعرت من كل أوراق التوت ، وظهرت عليها علامات الشيخوخة ، ولم يعد هناك معجبين .. بل إنفض الجميع من حولها ..
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: