** نعم .. لقد حققت أمريكا أكثر مما كانت تحلم به ، دون أن تطلق رصاصة واحدة .. نجح ذو الوجه القبيح ، اللقيط "أوباما" ، ونجحت الحية الراقصة "كلينتون" ، وفازت الحرباء "آن باترسون" بفوز ساحق شهد له العالم بالسقوط المروع لدولة مصر الكبيرة .. فقد أصبحت دولة بلا سيادة ولا قانون ولا دستور ولا أى شئ حتى الأمن لم يعد هناك أى مؤسسات أمنية تحمى الشعب .. والأن على الشعب أن يحمل سلاحه أيا كان هذا السلاح ليقف فى وجه ميليشيات الإخوان ، والجماعات الإرهابية ، أنصار "حازم أبو إسماعيل" ، بعد أن تحولوا إلى دولة البلطجة التى تعلو على دولة القانون ..
** نعم .. نجحت أمريكا فى دعم خليفتها "مرسى العياط" ، الذى أصبح رئيسا لمصر دون أى إرادة شعبية بل إرادة أمريكية فرضتها أمريكا على مصر حتى تسقطها وتتحول إلى دولة الميليشيات ..
** أصبحنا نقترب من النموذج الصومالى وننزلق إلى حرب أهلية .. وأصبح الحوار بين فصيلين ، فصيل الإرهاب والتيار المتأسلم الأمريكانى .. وفصيل الشعب والتيارات الليبرالية والمدنية والوطنية ..
** أصبحنا فى دولة ميليشيات يرأسهم "محمد مرسى العياط" ، وأصبحنا نشاهد تجريد المعارضين من ملابسهم من قبل ميليشيات الرئيس ، والفتك برموز التيار الشعبى .. فقد جرى الفتك بأبو العز الحريرى ، وجرى الفتك بالنائب السابق "يحيى الفخرانى" ، وبالمخرج "خالد يوسف" ، وبالنائب السابق "محمد أبو حامد" .. كما تحولت بعض ميليشيات الرئاسة لإطلاق النار على معتصمى التحرير والإعتداء على مقرات "حزب الوفد" ، والصحيفة ، وحرقها ، وإطلاق الرصاص ..
** ويستكمل السيناريو بغلق المحكمة الدستورية العليا من قبل ميليشيات مرسى العياط ، ومنع القضاة من ممارسة أعمالهم ، أو الدخول إلى مقر المحكمة لنظر الدعاوى ، وهذا لم يحدث فى تاريخ أى دولة .. ولكنه يحدث فى مصر .. فالأمن تحول إلى فأر مذعور ، يهرب سريعا فى الجحور خشية المواجهة ، بينما نسمع تصريحات وردية من السيد وزير الداخلية ، بالمحافظة على أمن وسلامة الشعب ومؤسساته ..
** الأمن لا يقبض على أى إرهابى حتى لو كان يحمل السلاح ، ولكنه يتركه يفعل ما يشاء .. ثم يدعى أنه جار البحث عن المتهمين .. ويخرج علينا زعماء هذه العصابات ، وهم يصرخون فى الإعلام "هاتوا دليلكم" .. فيصمت الأمن ويقدم الإعتذار للسفلة والإرهابيين ..
** الخلاصة .. أن مصر بلا أمن ، وعلى المواطن أن يحمى نفسه وأسرته فى مواجهة ميليشيات مسلحة ، وعصابات أفرج عنها مرسى العياط .. لأنهم ببساطة الحرس الثورى ، وميليشيات مرسى العياط ..
** ويتساءل البعض .. أين الجيش ؟!! .. الإجابة هى أن مصر بلا جيش يحميها ، ولا تنتظروا أى معركة قادمة بيننا وبين إسرائيل ، فهذا شرف لن نستطيع أن نناله ، ولكن يكفى علينا أن الجيش المصرى العظيم لم يعد حامى للوطن ، أو الدستور ، أو القانون ، أو الشعب ..
** ولكن للأسف أصبح حامى للإرهاب والميليشيات وقصر الرئاسة .. لم يكن يتصور أكثر المتشائمين أن تنزلق مصر بهذه السرعة إلى ما خططت له أمريكا .. ولكن ماذا يملك شعب مصر العظيم فى مواجهة جماعات إرهابية مسلحة ، وهو عارى الصدر .. ولا يملك سوى إرادته التى تحطم الجبال والصخور ..
** لقد أعلنت الجنرالات والقيادات العسكرية السابقة أن مصر لن تسقط أبدا .. وتعهدوا بذلك .. وضحكوا على الشعب ، وأنهوا حياتهم العسكرية بكل خساسة ، وقدموا مصر لقمة سهلة الهضم إلى جماعات إرهابية ، هاربة من السجون والمعتقلات .. بعد أن رضخوا للتعليمات الأمريكية ..
** لم يسأل أحد نفسه .. عندما سأل المرشح الأمريكى "رومنى" ، أوباما عن أسباب دعم أوباما لمرسى العياط بمبلغ 500 مليون دولار .. فكانت إجابة أوباما واضحة ، وهى لتحقيق مصالح أمريكا .. ألم يكن هذا المبلغ كافى لشراء الذمم والضمائر لبيع مصر .. ألم يكن هذا المبلغ كافى لإسقاط مصر من قبل مجموعة من الخونة والمأجورين .. ألم يكن هذا المبلغ الذى لم ينكره أوباما ولم يعترض عليه مرسى العياط كافيا لتغيير الأوضاع ، وإعلان نتيجة فوز مرسى بالرئاسة قبل فرز الصناديق وفحص الطعون ..
** ألم يكن هذا المبلغ كافيا لتسليح ميليشيات الإرهاب وشراء القنوات الفضائية الذين ظلوا يهيلون التراب على النظام السابق ، حتى أسقطوه بالعشرة .. ليس ذلك فحسب بل أسقطوا مصر كلها ، وهم يتراقصون ..
** ألم يكن هذا المبلغ كافيا لتغيير النتيجة من فوز الفريق "أحمد شفيق" فى الإنتخابات الرئاسية إلى فوز "مرسى العياط" .. ألم يكن هذا المبلغ كافيا لإسقاط مصر ..
** للأسف كان هذا المبلغ كافيا لشراء ذمم الكلاب والمأجورين والخونة .. ومصر الأن تدفع ثمن هذه الصفقة .. فقد حاكموا مبارك على الفساد السياسى ، وعدم حماية المتظاهرين .. وأصدر القاضى حكمه الذى قالوا عنه "حكم تاريخى" .. ثم إعتزل العمل القضائى ..
** والأن .. نرى مرسى العياط الذى مازال رئيسا غير شرعى للبلاد بالقانون والدستور ، لم يقدم للمحكمة .. ولم تخرج الحناجر التى طالبت بسقوط مبارك وحماها الجيش تطالب بمحاكمة مرسى العياط ، ليس على جريمة قتل المتظاهرين فقط ، بل هناك جرائم لا يمكن أن يفعلها أى رئيس دولة دون أن يقدم للمحاكمة ، أو يقدم إستقالته .. ولكن يبدو أن الثقة التى يشعر بها مرسى العياط وهو يرى أتباعه وميليشياته المسلحة تحمى عرشه وتحمى كرسيه ، وتهاجم وتكفر كل من يقترب من سموه .. فى الوقت الذى يجد فيه الجيش المصرى لا يفعل شئ تجاه حماية مؤسسات الدولة أو حماية القانون أو حماية الشعب .. بل هو نصب نفسه قائدا عاما للقوات المسلحة ...
** لقد أقسم على إحترام القانون والدستور .. ومع ذلك حنث القسم .. وحاول إسقاط حكم المحكمة الدستورية العليا التى حكمت بحل برلمان مجلس الشعب ، ولم يرتدع إلا عندما أصدرت ذات المحكمة حكما بإلغاء قراره بعودة البرلمان ..
** لقد أقسم على إحترام القانون والدستور .. ومع ذلك توغل فى السلطة القضائية ، وأعلن عن الدستور المكمل ، وحدد ثلاث نقاط .. الأولى تحصين الجمعية التأسيسية للدستور .. والثانية تحصين مجلس الشورى .. والثالثة تحصين كل قراراته ضد الطعن عليها أمام أى جهة قضائية .. وكانت تصريحاته بسرعة إنتهاء الدستور قبل 2 ديسمبر حتى يفوت الفرصة على المحكمة الدستورية العليا .. بحل الجمعية التأسيسية أو إلغاء الإعلان الدستورى المكمل .. أو نظر الدعوى بإلغاء مجلس الشورى ، وإبطال قراراته منذ إسقاط مجلس الشعب ..
** لم يكن أمام هذا الداهية إلا إستخدام النفوذ والبلطجة ، لتمرير قرارات وإسقاط الدولة .. وهذا ما دعاة إلى تكليف ميليشياته بالإعتصام أمام المحكمة الدستورية العليا ، ومنع قضاتها من تأدية عملهم .. وعندما حاول بعض القضاة الدخول إلى المحكمة ، فوجئوا بالإعتداء عليهم ومحاولة تحطيم سيارتهم .. مما أغضب كل قضاة مصر وعلقت أعمالها لسقوط دولة القانون ..
** لم يكن من سلطة الرئيس إقالة النائب العام ، وتعيين نائب عام جديد .. ولكن د. "مرسى العياط" فعلها ، وأقال النائب العام للمرة الثانية بعد أن رفض النائب العام مغادرة مكتبه والإمتثال لقرار نقله ، كسفيرا لمصر فى دولة الفاتيكان .. كان القرار صادما .. فرئيس الدولة تحول إلى ديكتاتور .. ولم لا وأمريكا تسانده وتصفق له وأوباما يقول له إتصل بى أى وقت ياصديقى حتى ساعات الفجر الأولى ..
** لقد داس مرسى العياط على كل الأعراف والقوانين والدساتير .. وعين نائب عام تكون مهمته الرئيسية هى تلبية كل مطالب الرئيس وجماعته المتأسلمة ..
** لم يحدث فى تاريخ مصر أن أغلقت محاكم النقض أبوابها .. لم يحدث فى تاريخ مصر أن إعتصم كل وكلاء النيابة أمام مكتب النائب العام حتى يقدم إستقالته هو والسيد المستشار وزير العدل ..
** لم يحدث فى تاريخ مصر أن يطلب النائب العام من المحامى العام لمحكمة شرق القاهرة أن يحبس أبرياء ويقدمهم كبش فداء لجريمة لم يرتكبوها ، بل هم الذين إرتكبت ضدهم الجريمة .. فقد عذبوا وجردوا من ملابسهم أمام قصر الإتحادية الذى لوثه مرسى العياط .. فكان هو الفاعل الأساسى لهذه الجريمة .. وعندما قال كلمته ، إتهم المجنى عليهم بأنهم هم القتلة .. وعندما برأ النائب العام لمحكمة شرق القاهرة هؤلاء المتهمين ، وأفرج عنهم .. كان جزاءه نقله إلى محكمة بنى سويف .. وهذا مارفضه رجل القضاء الشريف ..
** إذن .. من فعل كل ذلك من هدم مؤسسات الدولة والقضاء والدستور .. وداس على دولة القانون بمساعدة ميليشياته .. ألم يكن مرسى العياط ؟ ..
** لقد خرج الشعب فى إستفتاء 15 ديسمبر ، ليس على الدستور لأنه يعلم أنه دستور باطل ، وأن الرئيس باطل وغير شرعى وأن الجمعية التأسيسية باطلة وغير شرعية ، ولكنه خرج ليقول "لا" لمرسى ولا للإخوان المتأسلمين .. ولكن لأننا أمام جهابذة فى فن التزوير .. فقد زورت النتائج بكل الطرق والسبل .. وخرجت علينا الصحف بفوز "نعم للدستور" ..
** لم يكن الفوز سوى فى المحافظات البعيدة عن القاهرة .. حيث تمكن القائمون على المراقبة بعمل كل ما يحلو لهم .. فقد وصلت التجاوزات إلى 7000 بلاغ ... والإنتهاكات وصلت لتعيين مدرسين على اللجان بدلا من القضاة .. ووصلت الإنتهاكات إلى منع أقباط مصر من الإدلاء بأصواتهم .. ووصلت التجاوزات إلى تصويت القضاة بدلا من الناخبين .. ووصلت الإنتهاكات إلى غلق أبواب اللجان من قبل من قالوا عنهم مستشارين وقضاة أكثر من مرة فى اليوم لإرهاق الناخبين ..
** إنها الفوضى الهدامة التى تعيشها مصر الأن .. إنعدام الأمن وإنتشار دولة الميليشيات .. هنيئا لأمريكا بتحقيق كل أهدافها .. فقد سقطت مصر ولكن مازلت أذكر البلطجية والإرهابيين الذين تقودهم أمريكا لإسقاط مصر .. هذا لن يحدث أبدا .. وسوف ترى أمريكا تدمير وخراب لم تشاهده أى دولة فى العالم .. على صاحب الوجه القبيح الذى يمثل الشعب الأمريكى .. عندما أظهر دموعه بكاء على مذبحة الأطفال التى وقعت فى مدرسة بولاية كونيكتيكيت الأمريكية .. وأوقعت 28 قتيلا بينهم 20 طفلا ..
** نقول للإرهابى أوباما .. عليك أن تتجرع كأس المرارة التى تقدمها لإسقاط الدول ، وإسقاط الضحايا .. وهذه هى البداية !!!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق