قرية دلجا: الشهيد إسكندر طوس/ حلاق.
قرية كرداسة : الشهيد اللواء نبيل فراج ضابط شرطة
العالم كله يراقب كل ما يدور على أرض مصر بنوع من التوتر خشية قيام حرب أهلية بين المصريين ، بسبب الأحداث الدامية التي تحدث منذ عزل محمد مرسي .
عندما تم إعلان حكومة مؤقتة ورئاسة مؤقتة ، إستبشر الشعب المصري خيرا ، وشاركهم نفس الشعور كل مهتم بمصر والشعب المصري في جميع أنحاء العالم.
لكن ما يحدث على أرض الواقع جعل الشعب المصري والمتعاطفين معهم ، حولّوا الأستبشار إلى نوع من الخوف والرعب لما يتم عمله في قرى مصر ضد مصريين مسيحيين من بلطجة وتهديدات تصل إلى حد فرض أتوات يدفعونها وهم صاغرون كجزية لحمايتهم . ولا أحد يعرف لحمايتهم ..ممَنْ ؟ والواضح حمايتهم * من البلطجية أنفسهم ومستخدمي الدين من المتأسلمين * بفرض أنفسهم على المسيحيين كحماة لهم وهم في الحقيقة لصوص ومجرمين ماكان يجب أن يستمروا في فعلهم هذا دون رقيب أو حسيب .
حرقوا المتاجر والصيدليات والبيوت ، وكان من الطبيعي والمتوقع الكنائس وأماكن تجمعات شبات وشباب المسيحيين لإي إجتماعات لدراسة الكتاب المقدس ، وكأن المسيحيون المصريون يجب القضاء عليهم بكل الطرق حتى تتطهر الأرض منهم لأنهم كفار وملاعين وأولاد قردة وخنازير مثل اليهود . ويا داهية دوقي .. خربتوا مصر الله يخرب بيوتكم أيها المتاجرون بأسم الدين والقتلة بأسم الدين والسرقة أيضا تحللونها بأسم الدين .
الأحداث كثيرة ومريرة منذ عصور وعهود وأزمنة ، والأضطهادات ضد المسيحيين مستمرة دون معرفة السبب غير أنهم مسيحيون .
العالم رآى السموات السبع مرآى العين عبر التكنولجيا والأختراعات . ورآى عظمة الله فيما خلقه وأوجده . إقتنعت دول وسايرت التقدم . وابتعدت دول مستغفرة راضية بالجهل رافضة لأي تقدم مقتنعين بأنهم خير أمة بحق وحقيقي والمتقدمون سخرهم الله لخدمتهم .. ويا ألف حلاوة " زغرتي يا بهية " العالم المتقدم الله سبحانه وتعالى سخرهم علشانك وعلي شاني، ما هو عارف حكامنا لصوص وحرامية وآفاقين ولا يهمهم لا دنيا ولا دين ، كل همهم النهب والسلب وإستغلال شعوبهم بنشر الجهل مع الفقر والمرض وجعلهم دائما متأخرين . وهذا قدر المصريين أن يكون بينهم ظلمة ومظلومين .
تطلعت الأن على موقع " الأقباط متحدون " وقرأت هذا الخبر :
القرضاوي يهاجم " الطيب " شيخ الأزهر ..
[ نقلت شبكة " سي إن إن " ، أن الشيخ القرضاوي قال " اليوم الجمعة " 20 سبتمبر 2013 ، إن الفساد تفشى في مختلف المؤسسات المصرية ، وفي مقدمتها " الأزهر الشريف " ، في الوقت الذي أكد فيه على أن شيخ الأزهر ، أحمد الطيب ، يتخذ من عمامة المؤسسة الدينية " غطاءً " لمآربه وأغراضه .
وأضاف القرضاوي وقال ، تأكدنا الأن أن الأزهر المجيد من المؤسسات التي يتبغي تطهيرها .. عرفنا أن الفساد قد نخر في كل شيء في مصر ، حتى في مشيخة الأزهر ، التي لم تعد يا شيخ الأزهر تمثلها ، بإنتفاض علماء الأزهر ودعائه ضد ممارساتك ، ولم يبق معك إلا نفر قليل ، ممن عينتهم بنفسك ، فهم صنيعتك ، وعلى شاكلتك . ]
وهذا يؤكد ما نوهت عنه في بداية المقال " * .. من البلطجية أنفسهم ومستخدمي الدين من المتأسلمين * " .
فهاهو الشيخ القرضاوي يقدح فكره من النيل من رجل هو في الواقع سيده وتاج راسه . يا ليته يتذكر حادثة التسمم لبعض من طلبة الأزهر وإتهام إدارة الأزهر بعدم الرعاية الصحية لما يقدمونه من طعام . تبحثون عن خراب مصر وهدم المؤسسة الأسلامية " مشيخة الأزهر الشريف " ، المؤسسة الوحيدة الباقية من مؤسسات الدولة المصرية . ومع ذلك تؤججون نار الفتنة وتشعلون نار الخراب والدمار للشعب المصري عامة وللمسيحيين منهم على وجه خاص .
كتبنا كثيرا وقلنا أننا لا نزرع الشوك ولكن لا ولن نسير عليه حتى لو ضحينا بأغلى ما نملك الذي هو أرواحنا فداءاً لمصر .
إذا نظرنا إلى أحداث القهر والظلم والتخريب في أماكن متعددة من أرض مصر . نجد أن الكيل قد زاد وطفح وأصبح الأنسان المصري يا إما يقتل ويسحل ويحرق بيته وأهله إن كان مسيحيا ، أو يتم نفس الفعل معه إن كان غير مسيحي ودافع عن المسيحي .
يفعلون هذا للعودة إلى الحكم . لكن لا أظن يوجد مصري مهما إختلف دينه أو مذهبه أو عقيدته عن أي من إخوته المصريين . وقد كان ذلك واضحا في الثورة الثانية ثورة 30 يونيو هذا العام بالخروج الهائل من أبناء وبنات ورجال وسيدات مصر لتفويض الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة لأتخاذ اللازم لتطهير مصر من الوباء الذي أبتليت به . فهل سكت هؤلاء الخونة عن الأستمرار بالعمل على تطبيق المثل البلدي الذي يقول : " فيها لا أخفيها وأجيب التراب وأعميها " .
طبعا " فيها " وجد صدا من جميع طوائف الشعب المصري . أما انه " يجيب التراب ويعميها " فبكل بجاحة وصفاقة بدأ بتحريك البؤر الأخوانية ومن يعضددونهم من التيارات الأسلامية الأخرى .
أشعلوا النيران في قرية " دلجا " التابعة لمركز دير مواس محافظة المنيا حرقوا الكنائس وبيوت المسيحيين . بدأوا في فرض فدية حماية لهم ولبيوتهم وأماكن تجمعهاتهم الدينية ومحلاتهم التجارية .
رضخ الجميع ودفعوا الدية التي يطلبونها غير مفكرين في شيء غير سلامتهم وسلامة بيوتهم ومحلاتهم وطبيعي سلامة أولادهم وعوائلهم .
كل هذا ولم يشبعوا أو يكتفوا بما حصلوا عليه من الناس وازدادوا طمعا وأخذوا يطالبون بالدية على شكل الدفع اليومي ، وطبقوا ذلك على الجميع حتى لو كانوا فقراء يعيشون على الأقل القليل من الرزق ليعتاشوا به وعوائلهم . فهل إكتفي اللصوص والمجرمين بما حصلوا عليه من المقتدرين ويتركون الفقراء لحال سبيلهم ؟؟!!.
بالطبع لا . لم يتركونهم فهجموا على بيوتهم وأحرقوا ما بقي منها ، بعد نهب كل ما بداخلها حتى لو كان " بلاص مش بدوده " .
رجل واحد بالقرية وقف في وجههم ورفض دفع مليما واحدا لهم فهو ليس عنده ما يخاف عليه ويجعله يرضخ لهم ويدفع لهم بعضا من دخله اليومي الذي لا يتعدى جنيهات قليلة يجمعها كل يوم من عمله كحلاق بالقرية .
هذا الحلاق البسيط الذي لا أعرفه ولم يحدث في يوم من الأيام أن ذهبت إلى هذه القرية ، وإنما قرأت عن ذلك الحلاق وعرفت إسمه وشجاعته .
إنه الشهيد إسكندر طوس الحلاق شهيد قرية دلجا .
وكيف أُستشهد هذا البطل الهمام وهو لا يملك سلاحا أو حتى عصا يستطيع أن يدافع بها عن نفسه وعائلته !!.
الحقيقة ذلك الرجل كان يملك ما هو أكثر قوة مما يملكونه هم من مسدسات وبنادق وسيوف وأسلحة بيضاء .
نعم كان أكثر منهم بشجاعته ورفضه الخضوع والخنوع لهم . وبعزة نفس وإباء وقف في وجههم رافضا دفع مليم واحد لهم .
وهنا ظهر جبنهم وخستهم وضعفهم أمام هذا البطل الشجاع فضربوه وألقوا به على الأرض . فلم يصرخ ولم يطلب الرحمة . لكنه بشجاعة نادرة الحدوث رشم الصليب وأسلم جسده ونفسه وروحه إلى إلهه الرب يسوع . إزدادت الركلات والضربات فوق جسده الواهن الصعيف . لكنه لم يتأوه ولم يتوجع مما أغاظهم أكثر وأكثر فذبحوه من الوريد إلى الوريد الأخر دون فصل رأسه عن جسده وربطوا قدميه في جرار وسحلوه ودارو به القرية ليرهبوا الأخرين ، ثم ألقوا بجثمانه الطاهر في وسط الطريق . ولم يجرؤ أحد على الأقتراب نحو الجثمان . ثلاثة أيام مرت وهو على هذا الوضع حتى رأه رجلا مسلما فعمل على دفنه بمقابر الصدقة للمسيحيين الأقباط .
فهل تركه الأوغاد ؟ لا .. لم يتركوه ، لأن الخوف مازال بداخلهم ، فأخرجوا الجثمان مرة أخرى من قبره ليتأكدوا أنه بالفعل قد توفي ومات . والأغرب من هذا أنه حاول البعض منهم إطلاق الرصاص عليه . فمنعهم البعض الأخر .
ننتقل إلى كرداسة وما حدث عندما أرسلت وزارة الداخلية بجنودها وضباطها لوقف الأوغاد الجبناء عند حدهم بالقبض عليهم والوقوف أمامهم وقتالهم .
كان قائد هذه الحملة الشهيد اللواء نبيل عبد المنعم فراج نائب مدير أمن الجيزة .
من ألأشياء الغريبة والموجعة أن الشهيد قبل أن يواجه القتلة خطب ضباطه وجنوده مشجعا لهم بأن يكونوا على أتم إستعداد للشهادة فداء لمصر والشعب المصري ، فكان ردهم مشجعا له معلنا الشهادة في سبيل حماية مصر والشعب المصري . وقد تم إغتيال الشهيد اللواء نبيل عبد المنعم فراج في أول مواجهة له معهم . وهكذا أستشهد بطلا عظيما وجنديا شجاعا إستحق عن جدارة كل ما قدمته الحكومة المصرية والشرطة والقوات المسلحة من توديعه الوداع اللائق به . رحمه الله ويجعله من الشهداء الخالدين ، والصبر والسلوان لأهله وللشعب المصري .
بطلان مصريان واجها الأرهاب بكل شجاعة ونالا الشهادة دفاعا عن الوطن مصر .
بطلان مصريان تم الأحتفال بأحدهم إحتفالا كبيرا حضره جميع رجال الدولة من رئيس وزراء " لسفر رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور " والسادة الوزراء والفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ، وودعت جثمان الفقيد اللواء نبيل عبد المنعم فراج نائب مدير أمن الجيزة جحافل الشعب والشرطة والجيش في إحتفال عسكري مهيب .
البطل الأخر الذي واجه الأرهاب بنفس الشجاعة ورفض في إباء وعظمة المصري المخلص لوطنه الخضوع لهم وتحمل العذاب والإهانة وذبح ذبح الشاة ومُثلَ بجثمانه وترك في وسط الطريق لمدة ثلاثة أيام ولا أحد قادر أن يقترب من جثمانه ، إلى أن جاء مصري مسلم شريف إستطاع أن يعمل على نقل الجثمان ودفنه بمدافن الصدقة للمسيحيين الأقباط . ومع ذلك عاد السفلة اللصوص والقتلة وأخرجوا الجثمان للتشفي فيه والتأكد أنه بالفعل قد مات . بل أن بعضهم أراد أن يطلق على الجثمان الرصاص من الأسلحة التي بأيديهم لولا تدخل البعض الأخر ومنعوهم من إطلاق الرصاص على جسد قد فارق الحياة من قبل أن يدفن .
مع شديد الأسف لم نسمع أو نقرأ من أحد الأعلاميين أو المسؤلين أن هناك من ذهب إلى أسرة البطل الشجاع الشهيد إسكندر طوس / الحلاق ورعاهم ونقل جثمانه إلى مقابر الشهداء سواء بالكنيسة أو مع الجنود الأبطال الشهداء .
ونسأل : حقيقة أن بطل قرية دلجا رجل فقير بسيط مغمور مثله مثل الملايين من المصريين المنسيين والضائعة حقوقهم ومن هذه الحقوق ، الحد الأدنى من حق الحياة . وهو ليس مثل شهيد كرداسة رجل الدولة الذي بدون شك سيتربى أبنائه خير تربية وسيجدون الأبواب مفتوحة أمامهم مع الرعاية الكاملة من الدولة مدى الحياة .
والسؤال هنا هل في هذا الوضع المأساوي لبطلين ضحى كل منهما بنفسه ليكونا منارة لكل محبي مصر ومثالا يحتزى به ، ويتم الأهتمام بأحدهما في جنازته وعائلته الأحياء ، بينما تم الأهمال في كل من عائلة شهيد دلجا والشهيد نفسه حتى الأن دون رعاية من أحد ؟؟!!.
هذه هي مأساة الشعب المصري الحقيقية منذ زمن بعيد . فهل أن الأوان وتستيقظ مصر حكومة وشعبا وتعترف بعمق المأساة وتحاول العمل على تقريب الفجوة الكبيرة بين أبناء مصر الفقراء البسطاء ، والأغنياء وأصحاب الجاه ، إن لم يكن في الحياة .. وهو مطلب أساسي وهام ، فعلى الأقل في الأستشاد بشجاعة الفرسان من أجل الوطن مصر .
القضاء على الأرهاب مطلب وطني .
والقضاء على التفرقة بين أبناء مصر لأي سبب من الأسباب الوهمية والمفتعلة ، هو أيضا مطلب وطني لا يقل أهمية عن مطلب القضاء على الأرهاب وخاصة مع شهداء الوطن .
فهل سنجد من سيهتم بهذا الشأن المأساوي الموجع وسبب تأخرنا ؟؟!!.
أترك الأجابة على هذا السؤال للشعب المصري الذي عرف طريق خلاصه .
0 comments:
إرسال تعليق