كتب ولاء تمراز يقول : كان أبن المقفع في إحدى الجلسات قد سئل , حيث كان السؤال من الذي أدبك كل هذا الأدب ؟ فأجاب قائلا : نفسي ..!فقيل له : هل يؤدب الإنسان نفسه بغير مؤدب ؟ قال : كيف لا ؟ كنت إذا رأيت في غيري حسنا تبنيته , وان رأيت قبيحا أبيته وابتعدت عنه وتركته , بهذا القول أدبت نفسي ...
باللغة العامية يوجد عندنا مثل يقول: تعلم الأدب من قليل من الأدب , لذا أكتب هذا المقال اعترافا صريحا بدور الرئيس صدام حسين والذي سمح للغرب بضرب العراق ودخولها والاستيلاء عليها , فمن صدام حسين تعلمت الفصاحة والنزاهة واللياقة والحياء والإحساس والدفاع عن الجار والاستغاثة والتسامح والتقوى والإخلاص في النية ...فقد حلمت كثيرا في كل مرة انتفض كلما أتذكر بلدي الثاني العراق العظيم على شاشة التلفاز أو حتى في المنام , بعدما كان العراق في الماضي مركز الحضارات ومنهل العلم والابتكارات , إلى جانب المعلم , الرسول المبعوث رحمة للعالمين , وكل ما كنت اخشاة أن يكون في احتلال العراق خدمة للبشرية , في موضوع تطبيق العدالة الكونية , بنزاهة المعلم الغربي , حيث جاء الغرب ليأخذوا العراق مهد الحضارات ويكونوا علينا معلمين . كما قال إبراهيم طوقان:
يا من يريد الانتحار وجدته ...إن المعلم لا يعيش طويلا..!!
في هذا البيت توجد مجموعه من الألغاز خشيت أن يقدم الغرب , حقا على الانتحار , أثناء مشاهدتهم نشرة الإخبار مثلا أو التقارير القادمة من ارض الميدان , وهم يلتهمون نوعا من الحلوى واختنقوا حتى كادوا أن يموتوا اختناقا ؟!! ذلك أنني أخشى على الانسانيه اقتيادها بجيوش لا يحدو مثلها زمان ..؟ فلو كان الغرب الطغاة لهان الحال , فالطغاة يموتون دائما بعد فوات الأوان , أما المصلحون والأنبياء , فيأتيهم الموت دوما في عز رسالتهم , عندما تكون الإنسانية الاحوج لهم , وبعدها يكونوا قد اثبتوا نبوءتهم بمعجزة خارقة يبهت لها الجميع ... حيث كانت معجزة غزو العراق واحتلاله .
نسخه التوراة التي يحتفظون بها في مكاتبهم , ويبدؤون يومهم بالصلاة والدعاء , حتى في بعض اللحظات إلى البكاء ومن شدة الابتهالات , أنهم يثبتون لنا أن الذئاب في إمكانها أن تكون راعيانا , ويبعثون جميعا لتعففهم , رؤساء للمزارع الكونية والعربية , رحمة للعالمين , وأربابا للعدالة المطلقة .
في احد أفكار الرئيس السابق جورج بوش , ارتئ أن يكون يوم 9 نيسان ابريل , يوم سقوط بغداد وهروب صدام حسين إلى تحت الأرض , يوم عيد وطني , وبداية للتقويم الجديد في " أجندته اليومية " هذه الاجنده والتي تؤرخ للزمن العراقي الموعود من بداية دخوله عصر الذرة النووية إلى اختراع المدفع العملاق إلى ... إلى... حيث ضاع تاريخ العراق العظيم , وفرغ من خيرة ابنائة , ودمرت بشكل كلي منشأته الحربية , وبنيته التحتية , واهين علماؤه , وتحول مثقفوه من مفكري العالم ومن سادته إلى متسولين , وانتقل هذا البلد من بلد يملك رموز الحضارات الأولى في العالم , واثأرا تعود إلى ستة ألاف سنة , إلى شعب يعيش في ضواحي اللائنسانيه , محروما حتى من الظروف المعيشية الصحية , ومن مستشفيات تستقبل مرضاة , ومقابر تليق بموتاه , وموت يليق بطموحاته المتواضعة في ميتة يقال عنها ميتة الراحة الابديه بدلا من الشفاء .
حينما أشاهد العراق, أكاد افقد صوابي, وأنا أتابع نشرات الأخبار, ليدري الواحد منا إن كان يشاهد العراق أم يشاهد فلسطين ؟ الفلوجة أم مخيم جنين ؟ لا يدري من تتلمذ على يد الأخر : أميركا أم إسرائيل ؟... هي عروبة تحت الأنقاض , ودموع هدرت , مقابر مرتجلة في ملعب أو في حديقة مستشفى , أطفال في عمر ألفجعه , وأمهات يخطف الموت أطفالهن هي بالفعل حرب تحرير العراق ولكن هي حرب تحرير يراد بها تحرير العراق من شعبة !؟
في النهاية: لنتفرج كل مساء على احتلال العالم العربي, واحتلال أرضنا وعرضنا ومالنا وخيرات بلادنا, في اكبر عملية سطو على مر التاريخ حيث أفتى ووافق عليها العالم العربي والإسلامي وكذلك المجتمع الدولي.. انتهى .
0 comments:
إرسال تعليق