عيب عليكم/ مجدى نجيب وهبة

** وصلتنى هذه الرسالة على الإيميل بتاريخ 6 فبراير 2011 من الإتحاد القبطى الأمريكى .. عنوان الرسالة "بيان إلى الشعب المصرى" .. المانشيتات "مبارك وأذنابه يستدعون التدخل الأجنبى لقمع الثورة المباركة .. إسرائيل والسعودية والإمارات يضغطون على أمريكا لإفشال ثورة مصر من أجل الحرية .. الإخوان المسلمين وأتباع شنودة والمعارضة العميلة هم رؤوس الإختراق لإفشال الثورة والإلتفاف عليها" ..

** سوف أنقل بعض الفقرات الواردة فى البيان "الأن وفى خضم الثورة نرى أعداء الشعب المصرى يجددون تحالفهم الشرير ضد الخير والحرية بدفع الإسلاميين للصدام وتخريب هذه الثورة العظيمة ويقوم الإخوان فى هذه المؤامرة بدور حصان طروادة بناء على خطة أمريكية وبالتحالف مع النظام السعودى والإمارات والإتحاد الأوربى لإفشال هذه الثورة العظيمة التى سوف تنجح وتنتصر بإذن الله" .... فقرة أخرى تقول "إننا نطالب الشعب المصرى بالوقوف فى وجه الإسلاميين والإخوان وضد المشايخ وضد كهنوت أمن الدولة الذى يتزعمه شنودة وإيقافهم من ممارسة الخيانة ضد مصالح المصريين ومساندتهم نظام مبارك سواء كان على رأسه مبارك أو سليمان ، وترجوا من الشعب المصرى وخاصة الأقباط بإيقاف هذا البطريرك الذى يبدو أنه نسى العملية الإرهابية التى قام بها مبارك الخائن فى تفجير كنيسة الأسكندرية ونطالب الشعب القبطى إن لم يتوقف هذا الرجل الخرف بأن يقتحموا البطريركية ويعزلوا هذا الرجل ولا سيما أن البوليس وأمن الدولة لم يعد يحميه .. إننا نحذره من غضب الشعب المصرى والقبطى ، كما أن هذا التحذير يجب أن يسرى على ما يسمى المؤسسات الدينية الأخرى التى تساند الظلم والإرهاب والخيانة ... ونحيى د. البرادعى وأيمن نور وحمدين الصباحى وجورج إسحق وأمين إسكندر ... مع تحيات رفيق إسكندر – رئيس الإتحاد القبطى الأمريكى" !!!

** هذه بعض فقرات بيان رئيس الإتحاد القبطى الأمريكى أقدمه للسادة الأقباط مفكرين وكتاب ليقرأوا مدى الحقارة والسفاهة التى يخاطب بها من يطلق على نفسه رفيق إسكندر ويزعم أنه رئيس الإتحاد القبطى الأمريكى ويضع قداسة البابا فى مصاف الإسلاميين والإخوان بل ويصفه بالزعيم ويقول "الذى يتزعمه شنودة" ، ثم يخاطب الشعب المصرى ويقول أرجو من الشعب المصرى وخاصة الأقباط بإيقاف هذا البطريرك الذى يبدو أنه نسى العملية الإرهابية وإن لم يتوقف هذا الرجل الخرف بأن يقتحموا البطريركية ويعزلوا هذا الرجل ولا سيما أن البوليس وأمن الدولة لم يعد يحميه .. إننا نحذره من غضب الشعب المصرى القبطى .. لا تعليق وسوف أترك هذا التعليق للشعب المصرى مسلمين وأقباط .. لا تعليق وسوف أترك هذا التعليق لأقباط مصر الصامتون فى الخارج ويتركون الحبل على الغارب لقلة منحرفة تنادى بالفوضى والخراب دون مراعاة لأى حسابات يمر بها الوطن ... لم تكن هذه الكلمة فقط هى التى وصلتنا على الإيميل ولكن هناك هجوم غريب من بعض المفكرين الأقباط ويقول البعض إستحوا والبعض الأخر يتهمنا بأننا نقف ضد شباب ثورة 25 يناير وأنه لا بد لنا من الإعتذار ....

** أقول لكل هؤلاء وهؤلاء أننى كنت أتمنى أن أعيش لهذا اليوم الذى أرى الطاغية مبارك يحاكمه الشعب .. إننى كنت أتمنى أن أعيش لهذا اليوم الذى ينتقم الرب من هذا المجرم الإرهابى الذى إنتزع من قلبه الرحمة وأصابه العوار والكراهية ضد أقباط مصر .. كنت أتمنى أن أعيش لهذا اليوم الذى يستطيع الشعب أن يكسر حدة الخوف ويتغلب على منظومة الأمن الإرهابية التى تتعامل مع الأقباط بالتعالى والحقارة والتحريض للغوغاء والإرهابيين للإعتداء على أملاك الأقباط وحرق الكنائس وذل الأقباط وإهانتهم داخل الأقسام وفى المحاكم ... لا أنسى أن هذا الغير مبارك قد أذل الأقباط وحقرهم وترك الكلاب تنهش فى أعراضهم وتسرق أموالهم ولم يدين القضاء إرهابى واحد وحكم عليه رغم حالات القتل والحرق والسرقة وإجبار بعض الاقباط على ترك منازلهم وطردهم من القرى بزعم إهانة أحد المسلمين أو سريان إشاعة بتحرش شاب مسيحى بفتاة مسلمة ... لم يذق الأقباط طعم الحرية أو الأمان فى ظل حكم السادات ومبارك ... أعلم كل ذلك يا إخواتى وأتفهم مشاعركم .. ولكن كان من جبروت النظام أنه ظل يحكم مصر ثلاثون عاما فى سيناريو منفرد لم يشأ أن يجد البديل فى حالة تنحية أو ترك الحكم ... شاء رئيس الدولة أن يترك الدولة فى فراغ سياسى رهيب .. أمسك جميع الخيوط فى أصابعه يسانده داخلية فاشلة إختصرت مواطنة الأقباط فى ملف أمن الدولة الرهيب ... لن أنسى كم من الكنائس التى إعتدى عليها الغوغاء .. لم أنسى كم من الفتيات التى سلبت أعراضهم وهتك شرفهم وأجبروا على الإسلام والنظام صامت ... كل هذه الملفات موجودة وسوف نكتب المزيد والكثير عن إرهاب أقباط مصر فى ظل نظام حسنى مبارك .

** نعم دعونا نعترف أن إنتقام إلهنا جبار فعقب إعتداء الغوغاء على شباب كنيسة العمرانية وحشد جحافل الشرطة وجحافل حى العمرانية والإعتداء على الأقباط وقتل 3 شباب من المسيحيين برصاص حى من الشرطة كتبنا كثيرا ولكن خرجت الأقلام المأجورة تهيل التراب على الأقباط وهى تتساءل كيف يتظاهر الأقباط ضد الأمن والشرطة ... لقد حصل إنفلات من أقباط مصر ويجب معاقبتهم ، كيف يتجرأون ويشيدون قبة أعلى المبنى وينصبون الأجراس ... كان المشهد مبكى ومحزن ولكن شاء إنتقام الرب أن يكون أشد ، فقد سقطت مئذنة فى أحد المراكز بعد بناءها بإرتفاع 55 متر وذهب جراء هذا الحادث مواطنين عديدون سقطوا صرعى ودمرت بعض المساكن والمتاجر وكتبنا مقال بعنوان "اللهم لا شماتة" ... لم تكن عينى الرب نائمة بل كان إنتقامه رهيب وهو ما قاله قداسة البابا فى إحدى عظاته ، فعقب جريمة كنيسة القديسين البشعة ومجرم قطار سمالوط كان إنتقام الرب من هؤلاء السفلة تلقين الداخلية علقة وحرق جميع الأقسام والسجون وإنكسار عينهم وإحالة وزير الداخلية للمحاكمة والتحفظ عليه ... نعم كل ذلك حدث وأكثر ... إن قدرة المسيح على الإنتقام من كل هؤلاء الظالمين بصلاة القديسين وأديرة الرهبان التى تعمر أرض مصر وتحرسها جبارة ..

** ولكن الوضع خطير جدا يا أحبائى فربما تكون الحسنة الوحيدة لحكم مبارك هو أن يظل فى الحكم حتى تمر هذه السحابة المظلمة التى تجتاح أرض مصر .. الوضع خطير جدا فالإخوان تنظيم لا يستهان به ، يملكون الشباب المغيب والمتعصب ، ينظمون أنفسهم ضد أجندة محددة وهى الإستيلاء على الحكم .. يتوهم الأقباط القابعين فى معسكر التحرير وهم يجدون الإبتسامات الصفراء لجماعة الإخوان أنهم أشقاء فيسلمون لهم أنفسهم عن طيب خاطر .. لا يعرف المتظاهرون من الأقباط بمعسكر التحرير أنهم يضعون أيديهم فى أيدى أكبر مخربين ، هذا بالإضافة إلى تنظيم حماس وتنظيم حزب الله وكل ما تتخيلونه موجود الأن بالتحرير وهم يتخذون من السذج المتواجدين فى التحرير شعار لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية ...

** نعم نحن مع مبارك حتى تنتقل السلطة إلى من يتدخل الرب فى توليه زمام الأمور فى مصر إلا الجماعة الدموية للإخوان المسلمين ، وهم للأسف البديل للنظام فى حالة حدوث فوضى وإنقلاب فى مصر ... لذا أطالبكم بالتروى والتفكير قليلا ، هل المتواجدين فى ميدان التحرير هم نفس الشباب المحترم صاحب ثورة 25 يناير الشرفاء .. بالقطع الإجابة بالنفى فقد تحول ميدان التحرير إلى بارك للفوضى وكرنفال للحب والتربيطات الحزبية فكل من يتطلع إلى رئاسة الدولة يستقدم بعض البلطجية ليروجون لأفكاره بالترهيب والتهديد ، كل هؤلاء هم قشور ضعيفة أمام جموع الإرهاب الدموى للإخوان الذين يساندوهم جماعة حماس الإرهابية وجاعة حزب الله ومباركة إيران ... إنهم جماعة مغيبين الذين ليس لهم أى علاقة بالسياسة ولا بالمؤامرات التى تحيك حولنا إلا بدور الإخوان الناعم والمطالب بتحقيق مطالب الشعب وهو الرحيل .. نعم الإخوان ليس لهم هدف إلا رحيل مبارك حتى تصبح لهم الساحة خالية ...

** أرجو أن تعلموا أن الحسنة الوحيدة لرئيس الدولة الأن هو أن يظل فى الحكم حتى نهاية فترة ولايته حتى تنتقل السلطة بشكل سلس وأمان تمنع حدوث الفوضى ... رغم أننى أشك أن تمر مصر من هذه الأزمة فقد إنتظروها الإخوان منذ مائة عام ، وقد حانت لهم على طبق من ذهب ... لا تنسوا يا إخواتى أن المجتمع المصرى بأكمله صار مؤهلا لفكر الإرهاب والإخوان .. وهو ما يحدث من تحرك الصحافة وأساتذة الجامعات ونقابة المحامين ونقابة الصحفيين إلى التحرير للمطالبة بالرحيل ، كل هؤلاء لا يسعون إلا للخراب وتمكين الإخوان ... إن أكثر ما ينتظر مصر من مستقبل مظلم هو إستمرار عملية التظاهر فالدولة تنهار .. كفانا ذلك وإذا كان البعض يطالب بتمثيل مشرف للأقباط لمناقشة مواد الدستور فأعتقد أن أحدد ثلاثة شخصيات يمكن أن يمثلوا الفكر المصرى هو رجل الأعمال نجيب ساويرس ورجل الأعمال رامى لكح ورجل الأعمال ثروت باسيلى ، وربما ينضم إليهم بعض المحامين والقانونيين الأقباط وعلى رأسهم الأستاذ الفاضل إيهاب رمزى ... أما فيما عدا ذلك فهم مهرجون ومتشوقون للظهور الأعلامى وإذا إستمروا فسوف يدمرون هذه الفرصة وستكون محلك سر .

** نعم لقد إنطلقت ثورة الشباب وهى الأكثر من رائعة حققت ما لم يستطيع تحقيقه كل المثقفين أو المناضلين أو الحنجورين ... أرجو أن تتفهموا الموقف وأن تقرأوا الأحداث بصورة صحيحة حتى لا نخسر الكثير ، فالموقف فى غاية الخطورة .. وتحياتى للجميع .