خطابٌ متخيلٌ للرئيس محمد حسني مبارك/ فاروق طوزو


فجأة وجدت نفسي أنا محمد حسني مبارك
كنتُ ألهثُ من المفاجأة
وجدت الناس من حولي يعترضون ، تتعالى أصواتهم 000 ارحل يا مبارك 00 ارحل !!
بعضهم قال كلاماً أكثر إيلاما ، والبعض قال كلاماً جارحاً ، أما البعض الأخير فقد شتَمَ وبالغَ في الشتيمة !
هل أنا محمد حسني مبارك ؟!
وقفتُ على المنصة العالية وقلتُ وكأنني هو ، ذلك المسكين ، الذي فقد بوصلة التحكم بالوقت ، فلم يعد ليله ليلاً ولا نهاره نهار !

كلمة الرئيس 1 ـ 2 ـ 2011
أأنا الذي كنت قبل نأي من السنوات أرجو الولايات الأمريكية أن تشطب ديون بلادي ؟!
وقد فعلتْ تلك الدولة وشطبت تلك الديون الكبيرة ودافعت عن سياساتي !
كنتُ أقول لها أن حمليَ كبير وأنا رب الأسرة المصرية وحدي ، أسرتي لا تحب تحديدَ النسلِ رغم عددها الكبير ، ثمانون مليوناً و أكثر ، يتكاثرون دونما تفكير بالآت الذي نراه الآن
لم أتخيل يوماً أن أجد نفسي في هذا الموقع !
شعبي يتنكر لي ؟ عجباً !
هذا كثير !
توقفتُ مطولاً أشحذ همتي لأقولَ له 000
أنا المواطن محمد حسني مبارك
أنا الذي جَيَّرتُ دولة عظمى كالولايات المتحدة وأجبرتها على شطب ديون وطني التي تبلغ المليارات من الدولارات ولمرات كثيرة !
جعلتُ من مصر رقماً ، رغم المافيات التي تجيد إدخال الحشيش والمورفين ورغم العصابات التي تريد فك الارتباط باسم الدين والمذهب ولون التوجه
وحين وجدتُ الجموع هادرة ، تأتي الساحة دونما حساب للبرد أو التفكير بكيف سيقضي حاجاته الجسدية حين الحاجة ، فكرتُ كثيراً فقلتُ في نفسي:
ربما السلطة نزعتْ عني نقاء ذاتي فأسرفتُ في التصديق
الآن أجد شعبي ينام عارياً ، جائعاً ، كسير النفس ، حزيناً ، وهو يطلب رحيلي
أيها الشعب العظيم
أنا لن أرحل ، فالرحيل مرٌ ، يكدر النفسَ بشتى أنواع الأحزان
وأنا الذي بلغَ من العمرِ عتيا
إلى أين سأرحل بعد سنواتي الطويلة التي تقترب من قرن واحد إلا قليلا
سأتنحى منذ اللحظة ! ولكن
دعوني أعيش بين جنباتكم
لأشاهد النتائج
لن أتدخل في السياسة بعد اليوم
لن أتحدث في السياسة علناً
لن أقول مطلقاً بأنكم كنتم مخطئون
فقط سأبقى أعيش أيامي الأخيرة
وأنا أقرأ للمصريين شعر الشعراء وروايات من قرأ الحقيقة وفرّغ حبر قلمه ليسجل التاريخ !
اقرأ المقالات و إبداع الكبار من أبناء مصر في شتى صنوف الأدب والجمال !
لا ترغموني على الرحيل نحو دولة أخرى تنازع وطني الزعامة على عالمٍ ، كنت أريد له التغيير والعلو
لا ترغموني على رحيلٍ مرٍ لا يبتغيهِ رجل ، بلغ الثالثة بعد الثمانين
هل ما أطلبه كثير ؟!
احترموا مواطناً أرادَ لكم الخيرَ والشموخْ
وقبل أن أنسى
اعذروا لي تزحلق البعض من أقاربي وأصدقائي في دروب الطين
الذين سرقوا ثروات وطني واكتنزوا أموال طائلة من ذهب ودولار وبلاتين
ولا تذكروا الأرقام بالله عليكم !
هؤلاء أتبرأ منهم ، فلا تتبرؤوا مني أيها الأخوة
وأعذروا لي شحوبي وحزني الجليل ويأسي الأبد
تقبلوا اعتذاري بعد كل ما ذكرت
الكلمة الفصل لكم
والله ولي التوفيق



هذا الخطاب تخيلته إنقاذا للرئيس المصري محمد حسني مبارك ، بعد ثمانية أيام من الاعتصام في الميدان

faruq-tozo@hotmail.com



CONVERSATION

0 comments: