أين اصبحت ثورة الارز/ لينا معلوف


عشية الرابع عشر من اذار تكثر الخطابات و الخطابات المضادة لتصب جميعها في تجييش الشعب لمصلحة المسؤولين .و قد نتساءل من هم المسؤولين و أين هو المواطن؟ الذي يغيب فلا يظهر الا لتثبيت زعامات ملوك الطوائف الذين يراهنون على الانقسامات اللامتناهية لكي تزداد زعامتهم التي ورثوها و يورثوها فتراهم تارة يتحالفون مع أعداء الامس عندما تدعو" المصلحةالشخصية" ليعودوا عن تحالفهم و الى معسكراتهم السابقة ولا بأس من بعض التضحيات البشرية بين معسكر و اخر , أما وعد الشعب الزعيم بافتدائه بالروح ,

فأصبح الانتماء للشخص و ليس للوطن الى درجة الانصهار فينتقل التشنّج و التشاتم من لسان الزعيم الى ألسنة التابعين بمهارة قد يفتقدها الزعيم بنفسه

و الاستقتال في الدفاع ينتقل الى جميع فئات المجتمع حتى مدّعوا الثقافة والعلمانية من الفئة الشبابية كانوا أو من المخضرمين على حد سواء

فينسى المواطن شهداءه ,و المغيّبين قسرا , و هموم معيشته و فواتيره المتأخرة عن تحصيل ما عليه و على غيره من المتمنّعين عن الدفع بسبب الامر الواقع

كما ينسى الكهرباء و الوعود التي تقطع بسبب التقصير السابق و اللاحق و الهدر المتّبع من جميع من استولوا على الكراسى فباتت من حقوقهم و حقوق أولادهم و أحفادهم

و ينسى الديون و الملفات المعلقة و من نهبه و لم يترك له و لابنائه الا هياكل لدولة عاجزة

نسمع البعض يراشق البعض الاخر باتهامات الفساد المستشري في جميع المؤسسات و نهلل بالوعود بمحاربته و لكننا لليوم لم نلمس أي ارادة او عمل فعلي لمحاربته فيزاد الفساد والفاسدون و نحن نبرّر و ننتظر

و كاننا لا نعلم أنها مهاترات و اتهامات كيدية استخدامها يكفل لهم تربعهم على عروش الكراسي التي تبيض لهم و لورثتهم ذهبا

و تزيدنا وورثتنا عبودية واستزلام

غدا سيكون فرصة لنستذكر شهداءنا اصحاب الفكر الحرّ و الخطاب الجريء و حب الوطن

ستلقى بعض الخطابات المحضّرة مسبقا و توضع باقات الزهور على النعوش وتقرا الفاتحة على الجثامين و قد نسمع بعض الأسف على دمائهم التي أهدرت سدى و قد يوهمنا البعض بتفاؤله المتشائم بالمحافظة على الثوابت و السير على خطى الحرية و الحقيقة التي دفنت مع شهدائنا ولكن

من يبحث عن التغيير عليه ان يسير الى الامام دون الالتفات الى الماضى و أشباحه و أزلامه

التغيير يبدأ حين تحترم الدماء التي أهرقت في سبيل الوطن لكي يبقى وطنا للجميع

التغيير يبدأ برفض كل المحسوبيات و الأسماء التي ستفرض في الحكومة المقبلة لمن ليس لهم كفاءة فيتم تسميتهم من قبل هياكل الماضي للقضاء على ما تبقى من فتات الدولة

الحرية تبدأ عندما نريد بقاء الوطن ونعمل لأجله كمواطنين بمواطنية

CONVERSATION

0 comments: