إننا اليوم نعايش مشاعر من الأمل والألم معا جراء إطلاق سراح من شملتهم صفقة الأحرار، فيما بقي خلف قضبان الأسر الآلاف من المعتقلين الذين نأمل بأن تشملهم صفقات أخرى ويتم تحريرهم.
حقا انه مشهد وطني وحدوي فلسطيني عبر عن تطلعات شعبنا عاشته فلسطين .. هذا المشهد تجسد واضحا في يوم إطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال الفلسطيني الأبطال ..
عاشت فلسطين حرة عربية قويه موحدة.. بعيدة عن الانقسام وعن إشكاليات الانقسام .. عاشت مقاومة الشعب الفلسطيني موحدة قويه في مواجهة الاحتلال والتعنت الإسرائيلي ..
كم كانت صورة المشهد رائعة وقويه ومعبره عندما احتضنت فلسطين أبطالها .. فرسان الحرية ومن دفعوا حياتهم ثمنا لتعيش فلسطين حرة عربية..
انه التاريخ الفلسطيني المشرف الذي كتبه اسري الحرية علي صفحات الزمن الفلسطيني وما أروع تلك الملحمة البطولية ان يعود فرسان المقاومة وإبطال الانتفاضة الي ارض فلسطين .. ما أروع ان تشاهد هؤلاء القادة يوحدون الشعب في مشهد طالما افتقدناه واشتقنا إليه لنكون موحدين بالكلمة والهدف والعنوان بعيدا عن الحزبية الضيقة ومخلفات الاحتلال ومخططاته التصوفية التي تستهدف شعبنا ونضالنا الوطني ومقدساتنا الإسلامية ..
المشهد تجسد بوضوح في قوة الموقف وتعبيراته الوجدانية التي عايشتها كل فلسطين ووقف شعبنا مشاهدا ومتابعا لما يجري من توحد للموقف وقوة الفكرة..
حقا أنها فلسطين وأنهم اسري الحرية الذين كتبوا وثيقة المصالحة.. حقا انه فلسطين التي تستعيد الوحدة وتتمكن من طي تلك الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا والتي أدت إلى الانقسام والانشقاق، وهو ما يؤكده موقف الوحدة الوطنية التي جسدها الرئيس محمود عباس والقيادي في حماس حسن يوسف وعبد العزيز دويك رئيس المجلس التشريعي والقيادي في حماس ناصر الدين الشاعر ..
ان شعبنا الفلسطيني اليوم بحاجة ماسة الي توحيد جهوده والاستمرار في الكفاح الوطني حتى تحرير الأرض الفلسطينية واستعادة الكرامة والحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وإلى تصعيد المقاومة الشعبية السلمية ومواصلة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وخاصة في ظل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي يمعن في ارتكابها يوميا بحق الفلسطينيين .
فلسطين التي تمتلك الحضارة والتاريخ وقفت لتفرح وتعلن حالة الفرح بعد أكثر من ألف وستمائة شهيد دفعهم أبناء شعبنا في قطاع غزة ثمنا لحرية أسرانا في سجون الاحتلال وعمليات التدمير الممنهج من قبل إسرائيل لكل مؤسسات السلطة الوطنية في قطاع غزة وهدم لمنازل المواطنين خلال السنوات الماضية ..
أن السلطة الوطنية تعمل جاهدة لإطلاق سراح جميع الأسرى بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية حتى تدخل الفرحة قلب كل بيت فلسطيني، واليوم بات من المهم والضروري من جميع القوي الوطنية والإسلامية الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية والتي تشكل الهوية والانتماء المعنوي للوطن الفلسطيني وخاصة إننا نقف اليوم وتقف فلسطيني من اجل استعادة الوحدة الوطنية والجغرافية والسياسية بين شقي الوطن ..
ان شعبنا الفلسطيني يجسد اليوم صورة رائعة من الوحدة من اجل المضي قدما لاستعادة وحدته وإنهاء صفحة الانقسام ولتنفيذ المشاريع والبرامج المختلفة والتي من شأنها تثبيت المواطن وتعزيز صموده حتى يتمكن من مواجهة الاحتلال الذي يسعى إلى طرده من أرضه بطرق شتى، والذي يضع المعيقات أمام تنفيذ مشاريع التنمية المستدامة وأعاده بناء ما دمره الاحتلال في قطاع غزة .
رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين
0 comments:
إرسال تعليق