قد يتساءل المرء - وهذا تساؤل مشروع – هل هناك من علاقة بين ما كانت تخطط له إيران من عملية إرهابية في الولايات المتحدة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، والتهديدات التي أطلقها كل من مهندس الدبلوماسية للنظام السوري وليد المعلم ومفتي النظام أحمد حسون، الذي كان صريحاً جداً في تهديداته وتوعداته للغرب وأمريكا، فقد جاء في مقطع فيديو تم بثه على اليوتيوب قوله: "مع انطلاق أول قذيفة صوب سورية فلبنان وسورية سينطلق كل واحد من أبنائها وبناتها ليكونوا استشهاديين على أرض أوروبا وفلسطين", ولا أعرف لماذا حشر حسون فلسطين في تهديداته وهو القائل قبل أشهر "لو طلب مني نبينا محمد أن أكفر بالمسيحية أو باليهودية لكفرت بمحمد، ولو أن محمدًا أمرني بقتل الناس لقلت له أنتَ لست نبيًا"، وأين كان هؤلاء الاستشهاديين الذين يهدد بهم حسون طيلة أربعين سنة لم نسمع عنهم بأن عكروا صفو وأمن المستوطنين الصهاينة في الجولان بأزيز رصاصة واحدة؟
وأوضح حسون تهديداته " أقولها لكل أوروبا وأقولها لأميركا سنعد استشهاديين هم الآن عندكم إن قصفتم سورية أو قصفتم لبنان فبعد اليوم العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم وأنتم من ظلمتمونا".
وأضاف حسون "سنقول لكل عربي ولكل إنساني لا تعتقدوا أن من سيقوم بالاستشهاد في أراضي فرنسا وبريطانيا وأميركا سيكونون عرباً ومسلمين بل سيكون محمد درة جديد وسيكونون كل الصادقين الجدد"، وهكذا يثبت حسون على نفسه ونظامه أنهم عصابة مافيا يمتد خطرها إلى دول العالم قريبها وبعيدها يشاركها في ذلك نظام ملالي قم والمؤمنين بولاية الفقيه في الضاحية الجنوبية في بيروت، وأنها تزرع خلايا نائمة من الإرهابيين الذين سيفجرون السلم العالمي والأمن الدولي، وبالتالي فإن على المجتمع الدولي التحرك سريعاً لوضع حد لهذه العصابة بعد كشف أوراقها للعالم أجمع.
أما المعلم فقد قال في مؤتمره الصحفي الذي عقده مع وزراء خارجية دول أمريكا اللاتينية التهريجي "إن أي دولة تعترف بالمجلس الوطني غير الشرعي – يقصد المجلس الوطني الذي شكلته المعارضة السورية والذي أعلن عن تشكيله في اسطنبول ولاقى اعترافاً وقبولاً من الجماهير السورية الثائرة في الداخل وترحيباً كبيراً من العديد من دول العالم - سوف نتخذ بحقها إجراءات خاصة ورادعة".
وقبل تهديدات المعلم وحسون هدد رأس النظام بشار الأسد - كما جاء على لسان أحد أبواقه من المرتزقة اللبنانيين "وئام وهاب" على قناة الدنيا الناطقة باسم النظام يوم 2 تشرين الأول الحالي – بأن بشار الأسد أبلغ وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو خلال زيارة للعاصمة السورية دمشق قبل نحو شهرين "إذا حصل أي جنون تجاه دمشق، فأنا لا أحتاج أكثر من ست ساعات لنقل مئات الصواريخ إلى هضاب الجولان، لإطلاقها على تل أبيب، وفي الوقت نفسه سنطلب من حزب الله اللبناني فتح قوة نيرانية على إسرائيل لا تتوقعها كل أجهزة الاستخبارات، كل هذا في الثلاث ساعات الأولى من الست ساعات، وفي الساعات الثلاث الأخرى ستتولى إيران ضرب بوارج أميركية ضخمة راسية في مياه الخليج، فيما سيتحرك الشيعة الخليجيين لضرب أهداف غربية كبرى، وقتل أميركيين وأوروبيين حول العالم، إذ سيتحول الشيعة في العالم العربي إلى مجموعة فدائيين انتحاريين صوب كل هدف يرونه سانحا، وسيخطفون طائرات شرق أوسطية".
هذه التهديدات التي أطلقها الأسد الصغير وصبيانه المعلم وحسون ووئام وهاب لم تقابل إلا بمزيد من الإصرار والعزيمة والتحدي من قبل الثائرين الذين صعدوا من ثورتهم كماً وكيفاً.. عمودياً وأفقياً، لتشمل الثورة كل المدن والبلدات والقرى السورية وفي مقدمتها العاصمة دمشق وحلب كبرى المدن السورية، التي طالما كان يدعي النظام أن ملايين هاتين المدينتين تؤيد النظام وتدافع عنه وتتمسك به.
أما المجتمع العربي والدولي فقد قابل هذه التهديدات الكونتيشية المضحكة بمزيد من القرارات الفاعلة للتصدي لهذا النظام الوحشي المتخلف، لوقف تغوله في سفك دماء المتظاهرين السوريين السلميين الذين قدموا خلال سبعة شهور من ثورتهم المباركة أكثر من خمسة آلاف شهيد، بينهم نحو مئتي طفل وعشرات النساء وأكثر من عشرة آلاف جريح وضعفهم من المهجرين إلى الدول المجاورة، فقد دعت الجامعة العربية إلى اجتماع عاجل لوزراء الخارجية سيعقد يوم غد الأحد في القاهرة، لاتخاذ القرارات المناسبة ضد هذا النظام الذي يقتل شعبه بدم بارد، في حين صعدت الدول الغربية وأمريكا من عقوباتها ضد النظام ورموزه والتي بدأت تشل النظام وتربكه، وتسعى إلى استصدار قرارات من مجلس الأمن والمجتمع الدولي لمعاقبة هذا النظام الذي يرتكب مجازر ضد الإنسانية كما جاء في تقارير منظمة حقوق الإنسان العالمية.
نتمنى على روسيا والصين أن لا تبقيان تغردان خارج سرب المجتمع الدولي نصرة للنظام السوري السادي، الذي استلهم من قرار النقض الذي اتخذته موسكو وبيجين في مجلس الأمن ضد قرار يدين هذا النظام، المزيد من ارتكاب جرائمه الوحشية بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمتظاهرين السلميين الذين يواجهون آلته العسكرية الفتاكة بصدورهم العارية.. نتمنى على روسيا والصين أن تُعمل العقل في تعاملها مع الملف السوري وتبتعد عن الاعتبارات المصلحية والمادية، فهناك شعب يذبح في سورية من الوريد إلى الوريد منذ سبعة أشهر، والشعب في سورية مصمم على ثورته حتى تحقيق النصر وفرض إرادته على قاتليه مهما طال الزمن وكبر الثمن، فعلاقتكم مع هذا الشعب ومصالحكم ترتبط بمصالحه، وليس بدعم وتأييد حفنة من القتلة هم في طريقهم إلى مزابل التاريخ، وعندها ستفقدون كل هذه المصالح دفعة واحدة فالشعوب لا تنسى الصديق فتكرمه ولا تنسى العدو فتجافيه!!
0 comments:
إرسال تعليق