لا احد يستطيع ان ينكر حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المجلس الوطني .ولا يمكن تصور مدى المهام والالتزامان الوطنية والعربية والدولية في تمثيل كافة الشعب السوري .بكل الوانه واطيافه .وبلورة تصورات وقرارات تاريخية جسيمة تعيد صياغة خريطة المشهد السياسي في سوريا الجريحة ..
ولا يخفى على احد شكل التهديدات التي يلوح بها النظام في معاقبة كل من يساند المجلس .ويعترف به ويقف الى جانبه .وكل من ينضوي تحته .فهو يعتبراهدافا حقيقية تحاول اجهزة السلطة في اغتيال وتعذيب كل معارض سوري يرى في المجلس الوطني الملاذ الاخير للخروج بالبلاد من النفق المسدود.والافق المغلق للرؤية والحدود .والوقت يمر بسرعة .والنظام يباشر خطواته الثابتة في اعادة المشهد حسب تصور الحزب البعثي .ومن يقف الى جانبه .وهي محاولة يائسة لوضع المعارضة الخارجية في محل شبهة .واملاءات مغرضة من جهات تهدد امن سوريا واستقرارها.
ان نظام الاسد يتحمل المسؤولية الاساسية والمباشرة في ما الت اليه الاوضاع في كل مدينة وقرية .والتاريخ العربي يدون تاريخ المرحلة بمداد من دم عربي حر ابى الا ان ينتفض ضد مرارة الذل والهوان .وضد اشكال الحرمان والقهر .ويتطلع الى التغيير _تغيير الوجوه _التي الفها منذ ولادته وولادة ابيه وجده .ووضع سياسات عربية في اطار الممارسة الديمقراطية في مجال التناوب على السلطة .وفتح اوراش العمل السياسي .والتداول العادل لمؤسسات الدولة التي تسهر على خدمة الشعب بالدرجة الاولى ..
وظلت حلقت الصراع بين السلطة والشعب مستعصية على النقاش الجاد والصريح لفترات طويلة من الكفاح الشعبي في تكافؤ الفرص .ونهج عدالة اجتماعية.تخدم مصلحة الشعوب قبل مصلحة الحاكم او النظام ..وفي ظل انفراج حقيقي بين هذين العنصرين يظل الصراع قائما وبشدة .مما يؤدي الى تزايد الاحتقان الشعبي .وتفريخ الازمة .وانتشارها كالنار في الهشيم .وهذا ما تولدت عنه ثورة الربيع العربي التي ما تزال تعيش ارهاصاتها الاولى في ادبيات الالتزام والوعي بماهيتها واهدافها الكبرى في التغيير .والتبات على المحافظة عليها ..والصبر امام التيارات المعادية لروح الثورة في ابجديات التحول الديمقراطي الذي تشهده منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ...
ولكي يقوي المجلس الوطني مكانته كقوة تمثيلية قادرة على الدفاع عن كل فرد سوري .وتوفير حماية داخلية .ومساندة جميع القوى والتنسيقيات في اعطاء مصداقية حقيقية للمجلس .لانه يستطيع ان يسير في اتجاه توحيد الامكانيات المتاحة في الضغط على النظام .وتفكيك الياته العسكرية .و
ابطال كافة المخططات الهدامة .والتي شرعت دمشق في ممارستها .وهي سياسة الترهيب والتعذيب .ووضع امكانياتها الهائلة لصد مد المعارضة في الداخل .ومحاربة المجلس في الخارج .وهذه استراتيجية مدعومة من حزب البعث لتقويض اي توجه يخدم مصالح المعارضة .سواء كانت في الداخل او في الخارج .والهجوم عليها بشتى الوسائل الممكنة .واستخدام ا لة الاعلام في تزوير الحقائق .ونعت المجلس بالخيانة العظمى .وباعتباره لا يمثل جل الشعب السوري .ويخدم مصالح الغرب تحت اجندة مدعومة من اعداء سوريا .ويمول المجلس من نفقات مشبوهة واعضاء يحصلون على الدعم المادي من جهات مدسوسة تخدم مصالحها في المنطقة ..
وهذه امور كان يتوقعها الجميع من نظام يتخبط في ازمة حقيقية .وحصول انشقاقات واسعة في صفوف الجيش الحر الذي اصبح يجد الدعم والتاييد من ابناء الثورة .وسميت هذه الجمعة _جمعة جيش الاحرار _ وهذه اضافة نوعية لمسار الانتفاضة .ومسالة الحسم بيد جيش حماة الديار الحر الذي تفطن للمؤامرة التي تحاك ضد شعب باكمله..والنظام مستعد الى ابعد الحدود في قطع الطريق على كل من ينادي بالحرية .وتغيير النظام .ومع هذا التصعيد يجب ان يكون المجلس الوطني مستعد لجميع المضايقات التي بدات باغتيال المعارض الكردي مشعل تمو .ويمكن تتصاعد حدة الاغتيالات في صفوف اعضاء المجلس .والتضييق على عائلاتهم في الداخل .وهذا الامر بات متداولا ومفضوحا .والنظام يكافح من اجل البقاء في قمة هرم السلطة .ولا يمكن لاي تيار او مجلس له القدرة في ارباك موقف القيادة والدولة المتماسكة وهذا لا يؤثر على الحياة الطبيعية التي يروج لها النظام ويبعثها للعالم بان الاصلاحات جارية .و اللقاءات مستمرة مع اطراف المعارضة .والشروع في انتخابات محلية .واصلاحات جذرية .وصدور قوانين ومراسيم جديدة تصب في خدمة المواطن .وتدعم سياسة التغيير التي رسمها الاسد في ظل صورة اخرى تعيشها مناطق واسعة من سوريا .وهنا يظهر للعيان سياسة النظام في اعتماد المعيار المزدوج في تعاملها مع ثورة الكرامة .ولم يتمكن من تحقيق مطالب الشعب في الاصلاح .وظل التماطل سيد الموقف حتى خرج الامر عن السيطرة .وضاعت الاصلاحات من جدول اعمال دمشق .وكرست جهودها لمحاربة كل اشكال الاحتجاج والتظاهر .وتحولت القضية من مطالب في الاصلاح ومحاربة انواع الفساد .الى توجه اخر اصبح من اولويات الثورة في اسقاط النظام .وتنحي بشار الاسد عن السلطة .لانه في نظر الشعب فقد الشرعية بعدما تلطخت يداه بدماء شعبه .وهنا تحول المشهد العام في سوريا لصالح الثورة في تحقيق اهدافها المرسومة
ومايدلي به النظام في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ سوريا .يعتبر ضمن الوقت الضائع .ولا مجال حول عودة الحياة الطبيعية في سوريا امام بقاء نظام حزب الواحد .وهذا المعطى الاصلاحي الجديد جاء خارج سياق زمن الاحداث المتلاحقة التي تعيشها البلاد .وخارج الزمن الحقيقي الذي اندلعت فيه الثورة .وهذه دلالة راسخة في دعم جهود المجلس الوطني في الحوار مع جهات وازنة تلعب دورا رئيسيا وفعالا في ضبط ايقاع الثورة .ومراقبة جميع الخطوات .وتكثيف الاتصالات المباشرة في تقوية المعارضة .لانها السلطة الوحيدة التي تستطيع ان تحسم المعركة السياسية لصالحها .وتاييد الثورة وابنائها في الداخل
اننا ننتظر اجتماع وزراء خارجية الدول العربية يوم الاحد المقبل لدراسة اخر المعطيات حول الملف السوري .ضمن قبة الجامعة العربية التي قوبلت جميع اقتراحاتها ومبادراتها بالرفض.واعتبره النظام تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية.وانها دولة ذات سيادة .ونتمنى ان تصدر الجامعة قرارات حاسمة لصالح الشعب السوري .وحمايته من بطش الامن والشبيحة والجيش.واذا لم تتحرك جامعة الدول العربية في هذا المنحى .فعليها ان تقفل ابوبها وتستريح من عبء المسؤولية....
0 comments:
إرسال تعليق