الإخوان والفلول ولعبة الكراسي الموسيقية/ عبير حجازي

سنوات عديدة وتاريخ طويل ممتد منذ عام 1948 سعت فيها الأنظمة الحاكمة لإبعاد الإخوان المسلمين عن تحقيق أي مكاسب سياسية وعن شغل أي مناصب هامة لها تأثير على الحياة السياسية أو الحزبية في مصر , تعاقبت الأنظمة والإخوان صامدون يقاومون الظلم والقهر ومختلف أساليب القمع السياسي الذي مارسته عليهم الأنظمة المتعاقبة متسلحة بعصا أمن الدولة , يعيدون تنظيم أنفسهم , يثابرون ويصبرون حتى أصبحوا هم الفصيل السياسي الأكثر تنظيما تواجدا في الشارع المصري الآن

وبم أن دوام الحال من المحال فسبحانه الذي يغير ولا يتغير تبدلت الأحوال من حال إلى حال وبين عشية وضحاها قامت ثورة يناير وانتهي الحصار الذي فرض طويلا علي الإخوان وصاروا يمارسون حقوقهم السياسية في النور مثلهم كمثل باقي الأحزاب

سنوات طويلة سعت فيها الحكومات إلى التضخيم والتهويل من فزاعة الإخوان وترسيخ عقيدة في عقول الناس ضد جميع التيارات الإسلامية بشكل عام , محاولات حثيثة لتشويه صورة الإسلاميين ونعتهم دوما بالإرهابيين

بينما يجلس على حجر السلطة هؤلاء المدللون أصحاب النفوذ والمال أصحاب الأغلبية المزيفة التي يحصلون عليها طوعا أو كرها أو عن طريق النفوذ والأموال وما بين ذهب المعز وسيفه أجبر الشعب علي تحملهم لسنوات

والآن وبعد أن تبين النور من الظلام وحل هؤلاء الطفيليون عن سماء البلاد أصبحت الفرصة سانحة للإخوان الذين انتظروا طويلا حتى حانت ساعة الظهور والانقضاض على ما تبقى من مصر من أنقاض

فا هم دوما متأخرون بخطوة حتى يروا ما هم فاعلون وإلى أي كفة من الميزان سينضمون , يشعلون الثورة ويدفعون بأصحاب المطالب الفئوية دفعا وفي اللحظة الأخيرة ينسحبون , يدعون للمليونية ولا يشاركون , يحرضوا المعلمين علي الإضراب وبعد سويعات قليلة من ضمان نجاحهم في انتخابات النقابة يمتنعون

وكما عظمت الحكومات سابقا من هول فزاعتهم فها هم الآن من فزاعة الفلول يهولون

فما من مصيبة سوداء ولا أي لون حدثت بالبلاد إلا وهم للفلول ملصقون سواء أعمال البلطجة أو حتى أحداث السفارة وغيرها لم يعد لديهم من شماعة غير الفلول عليها يعلقون

وكما ارتمى الفلول فى حضن السلطة سنوات ها هم الإخوان الآن فى حضن السلطة يرتمون

وتحت جناح المجلس العسكري يستظلون وعلى أي قرار له يوافقون متناسين تماما أنهم أكثر الناس من قانون الطوارئ كانوا يكتوون

وعلى مبدأ إللى يتجوز امى أقول له يا عمى ها هم سائرون

بينما وقف المصري الفقير إلى الله فى ذهول ما بين نار الفلول وبينهم تائه حائر يتلاعب بمصيره دوما آخرون وها هو الشارد التائه فى الشوارع هائما مغردا أروح لمين وأقول يا مين فلول أم إخوان كلهم اليوم في لعبة الكراسي الموسيقية تلك يتعاقبون

CONVERSATION

0 comments: