جفنه علم الهبل/ فاطمة الزهراء فلا‏

بالتأكيد سوف يكون للغناء قاموس آخر بعد ثورة 25 يناير , فنحن في فترة ماقبل الثورة كان لنا قاموس خاص بنا مغيب به البانجو ومحشو بالمخدرات وترقص له غادة عبد الرازق في الباطنية وسمارة ويغني فيه شعبان عبد الرحيم بلا خجل بعد أن غاب محرم فؤاد صاحب الحلوة داير شباكها شجر الفاكهة , ولعلع أبو الليف لاننا كلنا نحتاج إلي الاستحمام , ثم بعرور وزعرور , وميمي وفيفي وتوتو رقصن علي واحدة ونص وصفق النظام وصمتنا صمت الحملان لنداري العار , وارتدينا ملابس الاحرام وفعلنا كل حرام.

وأصيب الرجل بكل أنواع العقد وأهمها عقدة الستات ولا تبات ولا نبات واللي نصبح فيه نبات وبحث عن الفياجرا في كل الصيدليات واستدعاها في الليالي السوداءوتحدثوا عن مفعولها في كل الجرائد والمجلات لأن الرجال في أفلام عادل إمام أكثروا من الآهات , ولم يشعر مبارك بآهه واحدة لا هو ولا العصابة التي تحيط به لأنهم جميعا تخطوا السبعين والثمانين ...فكيف لهم أن يشعروا بآهه واحدة .

إنها ثقافة شعب لن تتغير في يوم وليلة , شعب فسدت أخلاقه فتعلم الرشوة ودرب نفسه ألا يقضي مصلحة إلا بالمقابل , وتعليم فاسد لا يصح إلا بالدروس الخصوصية التي أهانت المعلم فلم نعد نوفه التبجيلا لأنه لم يعد رسولا بل شخص عادي يأكل علي موائد الطلبة ويتبادل معهم النكات والحكايات والسندوتشات والموبايلات , وأهين المرضي علي أسرة المرض ,فلا علاج ولا سلامة , فجميعهم يخرج من المستشفي للترب , وياعيني علي الولاد اللي ف عز الشباب وأصابهم المرض نايمين علي الارصفة والقهاوي ولا شغلة ولا مشغلة .

ومؤكد لن نسمع بعد الثورة هدي وحنطورها ولا سعد الصغير وسوف نلقي بأغاني الفاكهة إلي القمامة بعد أن فسدت المانجة والعنب أصبح زبيب وسوف تصاب دينا بالشيخوخة ولن تجرؤ فتاة من جيل ثورة يناير أن تفعل مافعلته أبدا , وسوف نسمع أغنيات جادة تدعو لحب مصر وألا تؤله الحكام.

وسوف نعود نستمتع بعبد الوهاب وهو يغني للثورة والحرية وعن جفن الحبيبة الذي ألقاه في جحيم من القبل , جفن واحد وفعل به كل هذا فما بالك ببقية العين الرموش , والحواجب والنني ,أكيد كل شئ وله ثمن , وأنا يعجبني عبد الحليم الذي اشتري الشروة كلها وقال...أبو عيون جريئة ..العيون التي أنسته أهله فغني هائما ...فات جنبي وعيونه حبايبي نسوني اللي عايشين جنبي , وحينما غني محرم فؤاد لزبيدة ثروت قائلا : إوعي تكون أم عيو زرقا ..

ما احناش أد الشوق والحرقة ’ لذلك نجد أن العين ولونها ورموشها وجفنها كانت مثارا لإعجاب الشعراء بدء من قولهم مين السبب في الحب القلب ولا العين وانتهي التحقيق إن العين هي السبب ولكن في النهاية أسأل الشاعر الذي جعل من جفن الحبيبة حريقة من القبل ربنا يسلم .

CONVERSATION

0 comments: